المفكر أحمد المسلمانى .. والهندسة السياسية (1-3)

بطاقة حياة :
1-ولد فى 23-9-1970م بقرية كفر الدوار مركز بسيون محافظة الغربية بمصر
2- تخرج فى قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة فى 1992م
3- التحق بالعمل بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بجريدة الأهرام المصرية .
4- عضو بنقابة الصحفيين المصرية .
5- فى 2008م قدم برنامج ” الطبعة الأولى ” على قناة دريم والذى لاقى نجاحا ومشاهدة عالية جدا … ثم قدم برنامج ” صوت القاهرة ” على قناة الحياة .
6- شغل منصب المستشار الإعلامى للرئيس عدلى منصور فى فترة فارقة فى تاريخ مصر عقب ثورة 30-6-2013م .
7- أسس مركز القاهرة للدراسات السياسية والاستراتيجية
8- له قناة على اليوتيوب باسم ” علم السياسة ” .
من مؤلفاته :
( حقوق الإنسان فى ليبيا , الأحزاب السياسية فى مصر , المؤسسة العسكرية فى إسرائيل , الحداثة والسياسة , ما بعد إسرائيل , خريف الثورة , مصر الكبرى , الجهاد ضد الجهاد , الهندسة السياسية , أمة فى خطر , قام بتحرير كتاب ” عصر العلم ” للدكتور أحمد زويل , قام بتحرير مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلى ) .
هو المفكر والمثقف والمحلل السياسى والإعلامى والصحفى والاجتماعى أحمد المسلمانى
فهو يمتلك عقلية المفكر الذى يستوعب الصورة كاملة ويربط الجزئيات بالكليات وصاحب المشروع الفكرى الحضارى للنهوض بالدولة والأمة على جميع المستويات .
وهو المثقف الكبير والدارس المتعمق .. للتاريخ السياسى والثقافى والحضارى والعلمى للعالم قديما وحديثا .. ولإيمانه بأهمية الثقافة والقراءة قام بتأسيس مكتبة كبرى فى قريته .
وهو المحلل السياسى الذى ينفذ لعمق الأحداث ولا يخدع بالظواهر .. الذى يستطيع عرض أعمق الأفكار والرؤى بأسلوب سهل بسيط يستوعبه المثقفين والبسطاء .
وهو الإعلامى الذى حظى برنامجه الطبعة الأولى بمشاهدة عالية جدا وصلت ل 30 مليون مشاهدة .. لما يتميز به من قدرة على مخاطبة الجماهير وإقناعهم .
وهو الصحفى الذى يكتب المقالات الأسبوعية والشهرية فى عدد كبير من الصحف المصرية والعربية .. وتم ترجمة بعض مقالاته إلى لغات أجنبية مرات عديدة .
وهو الاجتماعى الذى أنشأ مؤسسة خيرية واجتماعية باسم والده رحمه الله .. هدفها تقديم الخدمات الاجتماعية ومساعدة البسطاء ودعم قطاعات الصحة والتعليم والثقافة .
ووسط هذه الصفات الكثيرة للأستاذ أحمد المسلمانى نجد أن الرابط بينها جميعا هو أنه
” الإنسان المفكر صاحب الرؤية والرسالة ” .
ويعتبر كتاب ” الهندسة السياسية .. مصر ما كان وما يجب أن يكون ” والذى صدرت طبعته الأولى فى 2017م من الكتب المحورية ضمن المشروع الفكرى للأستاذ أحمد المسلمانى .
إن كتاب ” الهندسة السياسية ” للأستاذ أحمد المسلمانى بالنسبة للحالة المصرية – فى رأيى – هو المعادل الفكرى للكتاب الهام والتاريخى ” النقد الذاتى ” للعلامة علال الفاسى بالنسبة للحالة المغربية .
لذلك سنقوم بعرض بعض الأفكار الهامة التى جاءت فى هذا الكتاب الهام :
تعريف ” الهندسة السياسية ” :
هى ” علم بناء الدول عبر تخطيط شامل للسلطة والمجتمع بما يؤدى إلى انتقال الدولة من التخلف إلى التقدم أو من التقدم إلى التقدم الأعلى مع وضع آليات استدامة لعملية التقدم .
إنها صياغة رؤية تنطلق من دراسة كل شئ لتحسين كل شئ , ووضع تصور كلى بعيد المدى يصبغ السياسات ويضبط الخطى بإتجاه ما يجب أن يكون .. وذلك عن طريق دراسة التاريخ وتفادى الأخطاء والأخطار وتأمل مسارات الانفلات والانكسار .. وهى من ضرورات بناء الحاضر وتأمين المستقبل , ضرورة وضع الاستراتيجى قبل التكتيكى والكلى قبل الجزئى والنطرية قبل الحركة والفلسفة قبل السياسة .
مؤكدا أن الهندسة الوراثية ليست دعوة إلى الديكتاتورية الفكرية أو تعزيز الرأى الواحد , كما أنها ليست دعوة إلى الاستعلاء على طبيعة المجتمع أو تجاوز إرادة الشعب .
وطالب بإنشاء علم جديد بهذا الاسم ” علم الهندسة السياسية ” وذلك لتخطيط البلاد سياسيا بمثل تخطيطها معماريا , وعدم ترك الأمر للحراك السياسى الإرتجالى ” الديمقراطية السائلة ”
لافتا النظر لعدم الخلط بين الهندسة السياسة وبين ” الهندسة الاجتماعية والهندسة الديمقراطية ”
ثم أوضح كيف أن الدول الناجحة مثل ” الولايات المتحدة الأمريكية , الصين , الهند , اليابان , سنغافورة , كوريا الجنوبية , ماليزيا , البرازيل ” ما هى إلا نتاج الهندسة السياسية التى نقلتها من مصاف الدول التائهة إلى مصاف الدول المتقدمة … والإنطلاق من الوهن إلى السطوة ومن الحاجة إلى الفائض ومن الانكسار إلى الانتصار .
أولا : هندسة التاريخ
ويقصد بذلك إعادة تقديم التاريخ المصرى على أسس علمية وفكرية تفصح عن حيثيات العظمة وأسباب المجد مؤكدا :
” إن هندسة الماضى وإعادة تقديم التاريخ … لا تعنى رواية ما لم يحدث ولا خلق ما لم يوجد , وإنما الإضاءة الكثيفة والدائمة على الحقائق التاريخية المصرية .
ليس فقط من أجل سحق أكاذيب عصر الاستعمار ومجابهة أساطير الحرب النفسية
وإنما أيضا ليعرف العالم المعاصر أنه ليس العالم الوحيد
وأن التاريخ لا يمكن أن يكون قطعة من السهو أو مساحة من النسيان !!
وفى هذا الإطار قام بتفنيد وتفكيك وتصحيح بعض الأكاذيب الشائعة حول التاريخ المصرى منها :
1- الخرافة القائلة أن مصر ظلت مستعمرة 20 قرنا متصلة وأنها أطول المستعمرات عمرا
وأن تاريخ الاستقلال بها يشكل الاستثناء .
مؤكدا كذب هذه الخرافة مستشهدا بدراسات كل من ” الدكتور حسين فوزى , الدكتور جمال حمدان , الدكتور طه عبد العليم , جلال الشايب ” الذين أثبتوا علميا وتاريخيا أن عصور الاستقلال هى الأكبر فى تاريخ مصر بالنسبة لدول العالم , وأن عصور الاستقلال هى نفسها عصور الإزدهار والإنجاز والتعمير .
2-الطعن فى الحضارة المصرية القديمة بأن بناتها ” كائنات فضائية جاءت من السماء , اليهود عن طريق السخرة والقمع ” واتهام الفراعنة عموما بأنهم كفار أعداء الأنبياء وغير ذلك من الشائعات .
فيقول : ” نحن المصريون فراعنة .. يمتد نسبنا المجيد إلى الأمة الفرعونية
ليس فى نسبنا الفرعونى ما يدعو للخجل .. ليس فيه إلا ما يدعو للشرف
الأمة الفرعونية أمة ماجدة .. هى الأعظم والأرقى فى كل أمم العالم على امتداد قرون طويلة وهى الأعلى والأعلم فى كل آلاف السنين التى شهدت انتقال الإنسان من الغابة إلى الحضارة
ولم يكن الملك المصرى ” فرعون الخروج ” إلا واحدا من قرابة ٣٠٠ من الملوك الفراعنة
ثمة فرعون واحد اصطدم مع نبى واحد … وكان جزاؤه الغرق فى الدنيا والعذاب فى الآخرة
وقد جاء بالتوارة مديح فى أخلاق فرعون مصر الذى التقى سيدنا إبراهيم عليه السلام
وإن المصريين إذ يتبرأون منه ومن كفره وعدائه لله ورسالاته فإنهم يعتزون ويتشرفون
بكل تاريخهم .. وكل حضارتهم .. وبأصلهم الفرعونى المجيد
إننا ببساطة .. فراعنة ونفتخر ” .
3- سطوة الحضارة المصرية
يقول : ” لقد مضت مصر طويلا عكس القاعدة الشهيرة لعالم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون المغلوب يقلد الغالب .. ولكن فى الحالة المصرية فإن الغالب كان يقلد المغلوب !!
إن مصر – حتى فى حقب الضعف والترهل – كانت باستمرار تمتلك الروح الحضارية والقوة الناعمة التى مكنتها من أن تنتصر على المنتصر وأن تغلب الغالب .
القوة الناعمة يمكنها أن تهزم القوة الصلبة المعادية إذا ما كانت أقوى ؛ إنها المكون الأكبر فى حساب القوة الشاملة … إن قوة الأنا لا تقل أهمية عن قوة السلاح ” .
4- هندسة الإلغاء وهندسة البناء
يقول : ” يحاول أعداؤنا باستمرار إهانة تاريخنا من خلال القول بأن مصر دولة سهلة وأن حفنة من الرعاع وهم ” الهكسوس ” قد تمكنوا من احتلالها والسيطرة عليها .
والشاهد أن هذا القول غير صحيح .. ذلك أن ” هزيمة مصر أمام مصر ” كانت سابقة لهزيمتها أمام الهكسوس , لم يكن ممكنا للهكسوس احتلال مصر .. لولا الصراع السياسى فى شمال البلاد .. وتعمق الفتنة والانقسام .
كان سهلا لتلك الأعداد الهائلة التى جاءت من خارج الحضارة ، مدفوعة بالسلب والنهب والاغتراف من الخزائن المصرية .. أن تستخدم أقصى قوتها من أجل الفوز فى المعارك
كان ذلك نموذجا نادرا من ” قوة التخلف ” تلك القوة المستمدة من إنعدام الأطر العقلية والأسس الأخلاقية وهى المستمدة أيضا من عدم خسارة أى شئ .
لقد دفع هذا الأمر المصريين إلى الغيظ والحنق , تجلى الغضب المصرى فى الثورات والحروب كما تجلى فى مطاردتهم للهكسوس خارج مصر إلى الشام وما بعد الشام حتى تم القضاء عليهم نهائيا .
ثم إنه تجلى فى إلغاء وجودهم التاريخى وحذف كل ما يخص عصرهم وما يتعلق بحقبتهم
إنها أكبر عملية إبادة معنوية فى التاريخ .
تم التخلص من العار بإلغاء العار ، كما تمت هزيمة الهزيمة بمحوها ومحو أطرافها وإلغاء المحتل كأنه جملة عارضة لم توجد ولم تكن , لقد توزارت هندسة الإلغاء مع هندسة البناء ”
تم محو العدو من الذاكرة وتمهيد الأرض لإعادة المجد الإمبراطورى من جديد ”
5- الأصول المصرية للحضارة الصينية
أوضح أن الهكسوس عندما دخلوا مصر ” تمصروا ” فى المأكل والملبس وفى العادات والتقاليد وفى العقيدة , وعندما طردوا من مصر ذهبوا للصين وساهموا فى تأسيس الحضارة الصينية , وتركوا آثارهم فى الصناعة والأدب والقصص التاريخية .
وهذا ما يؤكده عالم الجيو كيمياء الصينى البروفيسور ” صن ويدونج ” والمؤرخ الصينى ” سيما كيان ” .. وأن دورية فورين بوليسى الشهيرة قد نشرت ذلك واحتفت بهذه الأطروحة وكذلك الموقع الأمريكى ” هافنجتون بوست ” .
6- الفراعنة فى بريطانيا وويلز وأيرلندا واسكتلندا
أكد أنه من الثابت تاريخيا وأثريا أن المصريين الفراعنة وصلوا إلى بريطانيا , واتخذوا من مقاطعة يوركشاير مكانا لنشر حضارتهم وثقافتهم ؛ مستشهدا بالمؤرخ الاسكتلندى
” والتر باور ” والأثرية البريطانية ” لورين إيفانز ” , وعالم الآثار ” سون ربوردان ” وغيرهم .
مؤكدا أن الحضارة الفرعونية كانت حضارة عالمية , وأنها امتدت – حضورا وتأثيرا – من الصين إلى بريطانيا .
7- ينتقد الخطأ التاريخى الفادح الذى تم فى الحقبة الأخيرة من العصر الفرعونى وهى ” حل الجيش المصرى ” وبدأ الفراعنة يعتمدون تدريجيا على المرتزقة فى صفوف الجيش المصرى على أساس أن مهمة القتال ينبغى أن يعهد بها المصريون إلى الشعوب الأدنى , ويتفرغ المصريون لأعمال الفكر والدين وبناء المعابد والمسلات بينما يعمل المرتزقة على حمايتهم .
ووصف ذلك بأنه سياسة حمقاء .. أدت للغزو الفارسى والرومانى لمصر .
8- مصر والإسلام .. والتجديد الحضارى
يقول : ” لم ير المصريون فى الفتح العربى لمصر استعمارا للبلاد ؛ ذلك أنه لم يكن دخولا بالسلاح وإنما كان دخولا برسالة تسبق السلاح , كان السلاح موجها للرومان وكانت الرسالة موجهة إلى المصريين .
لقد بدا الفتح العربى لمصر .. بمثابة إهداء حضارى عظيم لبلد يعرف قيمة الكلمة ومقام الحكمة , قام العرب بتخليص المصريين من الرومان فكان السلاح الإسلامى صديقا لا عدوا
ثم قام العرب بإبلاغ المصريين رسالة سمحة عذبة ” تضئ طرقات الدنيا وتنير طريق الآخرة ”
وهكذا لم يجد المصريون فى العرب المسلمين غزاة ولا محتلين .
كان دخول الإسلام إلى مصر بمثابة ” عودة الروح ” لحضارة منهكة , وأصبح المسلمون القادمون حلفاء حضاريين بمقولات جديدة .
أنه التجديد الحضارى الذى ساعد فى تعظيم طبقات الحضارة المصرية وصيانتها ثم إنطلاقها ”

9- المماليك المصريون وهزيمة قوتين عظميين
يقول : كان العصر المملوكى المصرى ” 1250م – 1517م ” عصرا مجيدا .. انتصرت فيه مصر على القوتين العظميين فى العالم .. القوة العظمى فى الشرق ” التتار ” والقوة العظمى فى الغرب ” الصليبيين” .
كان المماليك – وإن اختلطت أصولهم – مصريين فى اللهجة والثقافة والحياة , ثم إنهم جميعا بنوا المعالم الحضارية والإسلامية وروائع العمارة المملوكية فى وطنهم الوحيد وبلدهم الذى يقاتلون لأجله , كانوا جميعا – بأخطائهم وبطولاتهم – مقاتلين عظام .. انتاؤهم الوحيد للدولة المصرية .
لقد دخل المماليك التاريخ من باب الجسارة والبطولة .. وقد اتخذ الجيش الأمريكى ” السيف المملوكى ” شعارا لمشاة البحرية المارينز .
إن مستوى العمارة المصرية فى العصر المملوكى يليق بالمستوى التاريخى للحضارة المصرية الفرعونية , وقد اشتهر من المماليك مواليد مصر عدد كبير من المثقفين والمؤرخين ”
10- الزعيم المصرى .. محمد على باشا
يقول : ” يعتبر محمد على باشا أحد أعظم الحكام المصريين من ذوى الأصول الأجنبية
فقد كان الرجل مصريا بموجب قوانين الجنسية فى العالم الحديث
لقد مكث فى مصر أكثر من خمس سنوات قبل أن يصل للحكم .. أى أنه أقام ما يكفى لمنحه الجنسية المصرية قبل أن يصبح حاكما للبلاد .
وبنهاية حكمه يكون قد أقام فى مصر نصف قرن متصل غير منقوص .
أى ليس مجرد شخص حصل على جواز سفر جديد … بل مواطن مصرى قضى فى الحياة العامة فى وطنه الجديد ما يزيد على خمسين عاما .
إن نسبة نابليون إلى فرنسا كنسبة محمد على إلى مصر
هذا من مواليد جزيرة لم تكن فرنسية وذاك من مواليد مدينة لم تكن مصرية ، وكلا الرجلين قاد وطنه الجديد إلى المجد .
حاول عملاء الاستعمار قلب المعادلة .. والنيل فقط من التاريخ المصرى
إن المعادلة هى : إما أن تكون الملكة الألمانية إليزابيث الثانية أو أن يكون الزعيم المصرى محمد على باشا !!
هذه سطور إضافية فى التأصيل العلمى لوطنية كافة القادة المصريين ذوى الأصول غير المصرية ” .
11- مذبحة القلعة .. وإنهاء عصر الميليشيات المسلحة
يرى الأستاذ أحمد المسلمانى أن الجيل الأخير من المماليك لم يكن جيلا مسئولا .. يعرف ماذا يحكم ومن يحكم بل كان جيلا محدودا .. لا يعرف فى السياسة إلا القتل والخيانة , ولا يعرف فى الاقتصاد غير السلب والنهب .. كما أنه لا يعرف من العلاقات الدولية إلا العمالة للقوة الأجنبية والتصال بعواصم أوروبا الاستعمارية … إن فلول المماليك قد انتهوا أخلاقيا بتحالفهم مع الإنجليز .
لم يكن هذا الجيل امتدادا للدولة المصرية المملوكية المجيدة .. التى شهدت قادة عظاما وأبطلا كبارا .
أدار محمد على معهم سياسة واسعة من المفاوضات والاتفاقات .. لكنها كانت جميعها تنهار فى وقت قليل .. ما هى إلا أيام أو أسابيع ثم ينقلب المماليك على أعقابهم خائنين .
ومع توفر العدد والسلاح مع المماليك .. كانت استراتيجية ” الحرب خدعة ” وتعويض السلاح بالسياسة هى الأنسب فى إدارة الصراع .
ويصف معركة القلعة بأنها ” إنقلاب سلطة على سلطة الميليشيات .. الإنقلاب الذى أنهى عصر العصابات المسلحة ليبدأ عصر ” الجيش الوطنى المصرى الحديث ” .
لم تكن معركة القلعة .. خديعة إنسانية لأناس أبرياء ، بل كانت معركة عسكرية جاءت فى أعلى منحنى الصراع على السلطة .
لم يكن فى معركة القلعة نساء ولا أطفال .. ولم يقتل فيها مدنى واحد .. بل كان كل المماليك من قادة الميلشيات وأمراء الحرب .
كان إنقلاب محمد على على المماليك النقطة الفاصلة بين النقدم والتخلف , بين المعرفة والجهل , بين فلاسفة المهضة وزعماء الجريمة .. إنها اللحظة الفرقة بين العصور الوسطى والعصور الحديثة ” .
12- هزمنا هؤلاء .. هزمنا بريطانيا
ينتقد عدم احتفال مصر بانتصارات حرب 1807م على بريطانيا التى جاءت لغزو مصر
فلاقت هزيمة ساحقة .
يقول : ” إنها قصة مجيدة , لم تتم روايتها بالشكل المناسب , يختزل البعض الحرب فى كلمة ” حملة ” وكل ما يجرى الإشارة إليه هو ” صمود مدينة رشيد امام حملة فريزر ” ضمن عبارة مدرسية عامة لا تكشف حقائق الحرب وحقائق المجد .
تحتاج الحرب المصرية البريطانية 1807م إلى إضاءات كثيرة
ثم ينتقد ثقافة الدفرسوار ويقصد بها : الإضاءة والتركيز على نقاط الضعف وسط المشهد العظيم .
وإن إعادة تقديم الوطنية المصرية بما هو حقيقى وعظيم . واجب حتمى من أجل هندسة الماضى وصناعة المستقبل .
وهذا ليس فحسب هدفا وطنيا يعيد الثقة لشعبنا فى بلادنا
ويرفع رؤوس أجيال باتت تقرأ لجهلاء وعملاء يحدثونهم عن :
انكسار مصر فى حرب أكتوبر ١٩٧٣م
وعن بطولات إسرائيل فى الثغرة
وعظمة قادتها فى الدفرسوار !!
13- كان محمد على باشا ثم الخديوى إسماعيل .. النموذج الباهر فى البناء الوطنى والهندسة الحضارية .
كان الخديوى إسماعيل نموذجا للهندسة الحضارية , وكان الخديوى توفيق نموذجا للهندسة المضادة .
14- عيد الاستقلال المصرى

فى ١٥ مارس ١٩٢٢م .. تم إلغاء الحماية البريطانية على مصر والاعتراف بمصر دولة مستقلة ذات سيادة وتأسست المملكة المصرية الحديثة .
إن يوم 15 مارس هو ” يوم الاستقلال ” المصرى .. هو نتاج ثورة مجيدة .. وهو أساس دستور حديث .. وبداية حقبة زاهية من تاريخ الوطن .
إن أيام ” ٢٣ يوليو ١٩٥٢م ، ٢٥ يناير ٢٠١١م ، ٣٠ يونيو ٢٠١٣م ” هى كلها أيام مجيدة فى تاريخ بلدنا .
ولكنها جميعا تشير إلى سقوط أنظمة كان ينبغى لها أن تسقط ولا تشير إلى استقلال وطن كان ينبغى أن يستقل .
إن الأيام الثلاثة هى تاريخ ثورات وأحداث .. هى أيام تغيير نظم حكم لا تغيير سيادة دولة
إن يوم ١٥ مارس ١٩٢٢م أولى بالاحتفال كيوم استقلال لأنه كان فى مواجهة احتلال ومواجهة الاحتلال أولى بالاحتفال .
15- هزيمة يونيو 1967م .. ليست أسطورية
يقول : ” إن أكبر هزيمة ألحقتها إسرائيل ببلادنا هى ترسيخ الاعتقاد بأن هزيمة ١٩٦٧م كانت أسطورية … وأنها هزيمة لا سابق لها فى تاريخ الحروب ولا سير الشعوب .
وأن إسرائيل الكبرى سحقت مصر الصغرى فى أيام !!
لقد بذلت إسرائيل نصف الجهد فى تأكيد الأسطورة
أما نصف الجهد الآخر فقد تكفل به عدد وفير من المصريين بعضهم كان معاديا للثورة وبعضهم كان معايا للرئيس وبعضهم كان معاديا للمشير وبعضهم لم يكن معاديا لأحد
ولكنه أنهار تحت وطأة ما يرى .
وقد تكفل الجهدان معا .. بفقدان الثقة فى كل شئ
فى الوطن والجيش والشعب
فى كل ما يسمع ويقرأ ويتابع
أصبحت كل نزعة وطنية ضربا من البلاغة ، وكل جرأة وطنية فاصلا من الخطابة ، وكل رؤية وطنية تحاصرها كل نظريات المؤامرة .
ولأننى من مدرسة تقدم الوطنية على الإيديولوجيا , وتقدم الأدوار على الأبطال , وتضع المعرفة فوق الأساطير , أجدنى اليوم – وبعد عقود على هزيمة 1967م- أرى فيما جرى هزيمة عادية . فى حرب 1967م لم تتفكك الدولة ولم تسقط العاصمة ولم يحكم الاحتلال .. بل جرى احتلال جزء ثمين من أرض الوطن .. لم يمر على احتلاله أسبوع واحد حتى بدأت حرب التحرير من الاستنزاف وحتى أكتوبر .
16- حرب أكتوبر 1973م
يقول : ” إن حرب أكتوبر .. هى النموذج الأعلى فى ” هندسة كل شئ ” .. فى هندسة الزمان والمكان .. اليابس والماء .. البشر والحجر .
إنها النموذج لما يجب أن يكون ” .

بواسطة
محمد حسينى الحلفاوى - مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق