أهمية المحبة والتسامح في إحداث التوازن النفسي والبدني
كثيرة هي الأشياء التي جاء ديننا يحث عليها ، و نحن نعتقد انها مطلب شرعي فقط ،و لا ندري الحكمة من ورائها إلا بعد حين، غافلين أن الله سبحانه و تعالى لم يخلق شيئا عبثا ، و لم يقل شيئا عبثا، بل كل شيء لحكمة في مصلحة المخلوقات.
عندما نتحدث عن العفو و الصفح و المحبة و التسامح، باعتبار ما لهذه القيم من أجر أخروي، يأتي العلم ليثبت أن هناك علاقة وطيدة بين هذه القيم و بين صحة و سلامة الإنسان ، النفسية و البدنية، فالتوتر العصبي الناجم عن حمل شحنة من الحقد و البغض و الكراهية، داخل النفس و عدم الرغبة في التسامح، يضر بالجهاز الهضمي و الدموي و المناعي، و يزيد من آلام المفاصل و الصداع و الدوار و الإرهاق و فقدان التوازن النفسي و الجسدي.
إن من يرفض الصفح و التسامح مع غيره، معتقدا أنه يعاقبه بهذا، فإنه يكون كمن يتجرع السم ليؤذي به غيره، فالمشاعر السلبية من بغض و حقد لمن نعتقد أنه أساء إلينا، تسبب تغييرا جوهريا في مسار طاقة الحب الطبيعية في الجسم، مما يؤدي إلى تغيير في إفرازات المواد الكيميائية، و الإشارات الكهربائية في الجسم، بشكل عام، و خاصة الموجات الكهربائية في الدماغ، مما يجعل الإنسان أقل قدرة على التفكير بصورة واضحة و مركزة، و أبعد ما يكون من اتخاذ قرارات صائبة.
فأنت حينما تنزع الحقد و البغض و الكراهية من قلبك، و تحل محلها الرفق و المحبة و التراحم و التسامح ، تكون قد هيأت نفسك لسعادة داخلية نفسية و روحية.