عكار والانتخابات القادمة
مخطئ من يظن ان الانتخابات القادمة، هي انتخابات عادية.
لان هذه الانتخابات، هي التي ستقرر مصير لبنان للسنوات القادمة. فهي التي ستفرز المجلس النيابي القادم،
والذي سينتخب بدوره رئيس الجمهورية، وستتشكل الحكومة العتيدة.
لكن المشكلة، ان هذه الانتخابات ستحصل بغياب الممثل الأكبر للطائفة السنية، عنيت به، دولة الرئيس سعد رفيق الحريري، الذي أعلن اعتكافه، واعكتاف تياره. وهنا يجد الناخبون العكاريون، وتحديدا السنة أنفسهم وللمرة الأولى، منذ أكثر من سبع عشرة سنة بلا مايسترو.
وهم لطالما كانوا ينتظرون بوصلة سعد رفيق الحريري، ليحددوا ورقتهم التي سيضعونها في صندوق الاقتراع، على إيقاع الموسيقى التي يعزفها لهم سعد الحريري. – وهم لم يخيبوه ابدا- ففي الانتخابات الأخيرة، نالت لائحة المستقبل التي تحالفت مع القوات 76452صوتا.
بينما نالت لائحة التيارالوطني المتحالف مع الجماعة الإسلامية 34430 صوتا.
وهنا، تجدر الاشارة الى انه لو لم يكن القانون الانتخابي نسبيا، لفازت لائحة المستقبل بالمقاعد السبعة المخصصة للدائرة كاملة. وهذا ما كان يحدث دوما في كل انتخابات، مع الاشارة أيضا، ان الجماعة الإسلامية أعطت لائحة التيار الوطني، من خلال مرشحها عن المقعد السني الاستاذ محمد شديد 5277 صوتا، مما أمن لها حاصلين انتخابيين.
الآن يجد الناخبون العكاريون وهم 276938 ناخبا عموما والسنة خصوصا، وهم 186000ناخبا، انفسهم ضائعين، تائهين فهم غير قادرين على تحديد خيارهم بسهولة فهم أمام خيارين وسؤال مهم يبحثون عن إجابة له قبل الادلاء بأصواتهم :اما الخيار الأول:ان يقاطعوا الانتخابات تضامنا مع الرئيس سعد الحريري؟
والخيار الثاني:ان يخوضوا الانتخابات دون بوصلة توحدهم؟ وعندها قد تتشرذم اصواتهم وتضيع. لكن اي الاختمالين غير وارد قبل معرفة جواب السؤال الأهم، هل هناك قوى خارجية املت على سعد الحريري الخروج، لأنها تريد مواجهة مفتوحة مع حزب الله؟ ام هو قرار سعد بناء لقناعاته الشخصية ورؤيته التي كونها خلال سبع عشرة سنة؟ ثم هل هذا القرار سيفيد لبنان؟ ام سيساهم بتمدد نفوذ الحزب إلى عكار، كما تمدد في الانتخابات الأخيرة إلى الضنية، (جهاد الصمد) وطرابلس (فيصل كرامي)؟!
لا يمكن لأحد أن يجزم بنتائج الانتخابات وسيرها في عكار، فحتى الناخبون العكاريون، وتحديدا السنة ينتظرون ان تحدد بعض المرجعيات: كالجماعة الإسلامية، والجامعة المرعبية، و العشائر العربية، والمجتمع المدني، والنائب السابق خالد ضاهر،والنواب السابقون، قرارهم، وما هو دور بهاء الحريري؟ هل سيستلم المشعل من أخيه برعاية إقليميّة؟ ولن ننسى اللواء اشرف ريفي الذي نالت لائحته في عكار والتي اطلق عليها السيادة 4713 صوتا في الانتخابات الماضية، ونال فيها المرشح عن المقعد السني احمد جوهر1059 صوتا، ومن بدري فلعل هناك نخبا تتحضر لتفرض نفسها على الساحة العكارية باعلانها لتحالفات هنا وهناك قد تكون بيضة القضبان؟
“بعد كل ما سبق يبقى، المؤكد الوحيد ان الكل يعيش حالة ترقب للايام القادمة، فلكل يوم قصة وحكاية، ان لم تكن الف قصة والرجاء الوحيد عند العكاريين ان تكون نهاية قصتهم ولادة نواب يحملون هم عكار ويعملون لرفع الحرمان عنها.
وقد يكون الجميع بانتظار الرابع عشر من شباط، وما سيحمله من قصص وماذا سيقول فيه سعد الحريري؟