حماس من إفشال المصالحة الى ازدواجية التعامل مع الانتخابات
حماس من إفشال المصالحة الى ازدواجية التعامل مع الانتخابات
بعد تخبط واضح من قبل قيادة حركة حماس وازدواجية في التعامل تجاه الانتخابات المحلية، والمقرر إجراؤها نهاية الشهر الجاري، انتقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” قرار حماس منع اجراء الانتخابات المحلية في قطاع غزة، معتبرة أن حركة حماس شقت الصف الوطني وحرمت الغزيين من المشاركة في حقهم الطبيعي في انتخاب الأجدر.
وأعربت قيادة “فتح“عن خيبة أملها من مواقف “حماس” وإصرارها على رفض إجراء الانتخابات المحلية في قطاع غزة وحرمان الغزيين هناك من ممارسة حقهم الأصيل في اختيار من يمثلهم في المجالس المحلية والبلديات.
وأشارت إلى أن حماس، ومنذ سيطرتها على قطاع غزة بالقوة، لم تسمح بإجراء أي نوع من أنواع الانتخابات وتحكم القطاع بيد من حديد، في الوقت الذي تشارك فيه في الانتخابات التي تجري في المحافظات الشمالية كافة وآخرها مشاركتها في الانتخابات المحلية الحالية عبر ترشيح قوائم كاملة تتبع لها أو مشاركتها في قوائم موجودة.
وانتقد عضو اللجنة المركزية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة ازدواجية المعايير لدى حماس مصرحا: “نعتبر الانتخابات حقا دستوريا وديمقراطيا للمواطن، ولا يجوز بأي شكل من الأشكال أن نضع عقبات أمام إجرائها”، مشددا على أنه من المفترض أن تكون البلديات بمثابة هيئات تهتم بقضايا المواطن واشكالياته المتعلقة بالشؤون الإدارية والتنظيمية والجغرافية.
وكانت المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية قد عقدت في 11 ديسمبر الماضي، واقتصرت على البلدات والقرى الصغيرة فيما ستضم المرحلة الثانية من الانتخابات المدن الكبرى على غرار: رام الله والبيرة والخليل ونابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية وأريحا وبيت لحم وطوباس وسلفيت.
هذا وذكرت مصادر إعلامية فلسطينية أن قرار حماس عدم السماح للغزيين بالمشاركة في الانتخابات المحلية في القطاع لم يمنعها من ترشيح قيادات مقربة منها على رأس قوائم في الضفة الى جانب محاولات لعقد تحالفات مع شخصيات يسارية بارزة.
وبحسب المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة فان رفض حماس السماح إجراء الانتخابات المحلية في قطاع غزة يعود أساسا الى تخوف الحركة من هزيمة متوقعة بسبب سوء الأوضاع المعيشية في القطاع.
هذا وحذر سوالمة من محاولات قيادات حمساوية للتغلغل داخل الإدارة الفلسطينية في الضفة ومراكز اتخاذ القرار بهدف تسهيل استهداف السلطة الفلسطينية في الضفة، لاسيما وبعد فشل مسار المصالحة بين فتح وحماس التي راهنت عليه القيادات الحمساوية في وقت سابق بقوة.
أخيراً وليس آخراً ينتظر الشعب الفلسطيني تحقيق أي جديد على الصعيد السياسي، بعد سنوات من الجمود والركود بين فتح وحماس، وفشل عشرات المصالحات بينهم، حتى بات إتمام الانتخابات المحلية أشبه بالضوء الموجود في أخر النفق المظلم، لذلك أي إستحقاق انتخابي سيتم سيمثل خطوة إيجابية كبيرة للشعب الفلسطيني المتمسك بالأمل رغم كم التحديات التي تواجهه في الداخل والتهديدات التي تواجهه من الإحتلال.
فادي عيد
المحلل السياسي المتخصص في شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
[email protected]