أهلاً بِكَ صَديقي “زِركاوْن” في عَالَمِنا!

زائرٌ من “أورانوس” أتى عبرَ طيفِ الخيال إلى الكوكب الأزرق الذي طالما تمنى زيارتَه _ كما قال _ بعد أن سمِعَ وقرأَ عنه..
لا أدري كيف التقيتُ به صدفةً دونَ سابقِ مقدمات، عندما كنت أسبحُ في حُلمِ اليقظةِ بالخروج من هذا الكوكب، أتى إليّ بكل هدوء مصافحًا يسألُني “من أين أنت”؟ أجبته _ وأنا لا أعلم عنه إلا أنه كائنٌ فضائي كما يبدو من واضح مظهره _ “أنا من كوكب الأرض” ، استبقني مُعرّفاً بنفسِه _وقد كنتُ هممتُ أن أسألَه _ قائلاً” أنا من أورانوس، اسمي زِركَاون ” .. ومن هنا بدأنا نتبادلُ أطرافِ الحديثِ فيما بيننا، ولكنه أكثرَ عليَّ تكرارَ أمنيتَه ، تلكَ الأمنيةُ المتمثلةُ بزيارة كوكبِ الأرض والبقاءِ فيه مدةً لا بأسَ فيها يجوبُ أقطارَه ويطوفُ حولَ أمصارِه ؛ لأنه قد قرأ عنه وعن حضاراته السابقة أيضاً بما فيها تلك التي قد اندثرت.. ولكني في حَيرةٍ من أمري كيف أفهمُ سببِ رَغبتِه زيارةَ كوكبنا. هل سائحاً أم لاجئاً أم لماذا؟ على كلِّ حالٍ عرفتُ من خلالِ كلامِه _ والذي يحترزُ فيه عن إبداءِ مبتغاه بشكلٍ واضح _ أنُّه متلهفٌ على شوقٍ أحرِّ من الجمرِ للمعرفةِ عن عالمِنا أكثر ..
رحبتُ به بعد أن مضى وقتٌ من بدءِ اللقاء والكلام..
مرحباً بك صديقي “زِركَاون” في عالمِنا المُفضَّل والمُمَيَّز..
لا تُعِد سؤالَك “أين أنا” للمرة العاشرة فقد أوشكت أن أكسرَ عاداتنِا في احترام الضيف وأنفجرَ في وجهِك سأمًا من هذا السؤال.. آسف! لا تُسِئ فَهمي، سوف أبادر من جهتي بمنحك الإجابةَ نفسَها للمرة العاشرة وتلكَ عشرةٌ كاملةٌ تكفي لكي تستوعب .. ولكنّي أعلمُ يا صديقي الحكيم أنَّك تبحثُ عن معلومات أكثر حول واقع عالمِنا تتجاوزُ أنه كوكبٌ تُغطي ثلثيه المياهُ وماتبقى يابسة ؛ لذلك سوف أصدُقَكَ الحديثَ فأعرني سمعَك ..

وُلِدتُ يا صديقي في مِثلِ هذا الشهر من القرن الماضي من الألفية الثانية، وإيّاك أن تفهمَ من كلامي أنَّنا نعيشُ ألفياتٍ وقروناً من الزمن، لا لا يا هذا! إنَّما كان قدري أن أرى الحياةَ في مفاصلِ فتراتٍ زمنية بحجم هذه الفترات، وللتوضيح أكثر فقد جئت إلى الدنيا _ مثلَ جميع أترابي _ في أواخر العقدِ الأخيرِ من القرن الماضي والذي هو بدوره الأخيرِ من بين قرون الألفية الميلادية المنصرمة..
وكغيري من المخلوقات البشرية _ وجدتُ نفسي في هذا العالم المبجل، أحيا في عَصرٍ مُتقدم _ ولا أراه متقدماً إلا زمنياً وماديّاً_ ومُميّزٍ على جميع العصور..
إن تسألَ “أين نحن؟” نحنُ في عالم الترانزستور.. في كوكب القرية الضخمةِ الصغيرة.. في القرن الواحد والعشرين..
أنت الآن في عالمٍ ارتقى قمةَ الحداثةِ وبلغَ أوجَ شبابِ الحضارة ! أثقُ أنَّك تفهمُ ما أعني بوضوح، فأنت يا زِركَاون قارئٌ ومُثقفٌ كما تبدو من حديثِكِ، لن أُحدثَكَ عن سبأٍ وبابل، ولا عن اليونان والإغريق، ولا عن الفراعنة والآشور، ولا عن حضارات بلدان الصين والسّندِ والهِند، ولا عن “عادِ” ذاتِ العمادِ ولا عن “ثمودَ” الذين جابوا الصخرَ في الواد .. كلُّ هؤلاءِ مع أهمية النظر إليهم والحديث عنهم قد مضى عهدُهم وولى زمانُهم ولنا فيهم عِبرٌ كثيرةٌ ودروس، لكن ياصديقي ألا يستحقُّ عالمُنا بعصرِه الحاضر قليلاً من حديثِنا والنظرِ منا؟! حتى تجدَ نفسَكَ في عالمٍ فيه كل ما في ماذكرتُ وأكثر، عالمٍ ذي حضارة من نوعٍ آخر تماماً ياصديقي!.. لا أدري هل أنا على حقٍ أم أنني أخطأت في فَهمِ معاني الألفاظ .. أم أنَّ هناك _ دونَ معرفتي _ اتفاقٌ على تحوير المعاني نالَ إجماعُ الملياراتِ من البشر ما عدا أنا لم أعلم فلم أُصوّت!

ففي عالمِنا يا صديقي من العَجَبِ العُجاب ما لا يُعدُّ ولا يُحصى. ولا عَجبَ إلا في عجبِك من عالمٍ أضحى كلُّ شيءٍ وارداً فيه .. ففي عالَمِنا صارت القيمُ عاراً والمبادئُ شَناراً والتمسكُ بالأخلاقِ يجرُّ على صاحبِها الويلاتِ والمصائب..
في عَالمِنا أصبحَ الوصولُ إلى ما يوافقُ الفطرةَ السليمةَ معقَّداً بينما ما ينافيها سهلاً في متناول الأيدي يسعى إليك حتى وإن هربت منه .

في عَالمِنا شُرّعَت قوانينٌ باطلة لو أنَّها نطقت لأعلنت براءتَها من نفسِها وحاربت مضامينَها دونَ هَوادة، فعندما يُشرّعُ عالمُنا في دساتيره المقدسة على مجتمعاته “الراقية المُتحضٍّرة” منعَ الزواجِ دونَ سنِّ الثامنةِ عشر، كخطوةٍ جيدة، تتفاجأ بتلك المجتمعاتِ وهي تطفحُ بحالاتِ الحَمل في سنّ الثالثة عشر بطريقةٍ غيرِ شرعيةٍ، سامحةً بذلك مبررةً إيّاه بأنّه على تراضٍ بين الطرفين!
وفي العالم ذاتِه لكنْ في المجتمعات “التي هي دونَ الأولى” تجدُ من يزوجُ ابنتَه دونَ السنِّ الملائم إكراهاً ولا حقَّ للفتاة في مستقبلِها ولا قرار؛ طمعاً في فُتاتِ مالٍ وكأنّه يبيعُ لحماً لا يَشيدُ علاقةً ويبني أواصرَ تربطُ المجتمعَ وتُعلي من قيمِه.
وفي عالمِنا أيضاً ها قد بدأت تَلُوحُ في الأُفقِ ريحٌ شيطانيةٌ نَتِنة تمهّدُ لأفكارِ قريةِ “سَدوم”، مُموِّهةً ذلك بألفاظٍ تجعلُها تبدو طبيعية، فهي “مَثَلَيَّة” ولديها ألوانٌ جميلةٌ متنوعة، وكأنّها تفوحُ بالجمال، وما إلى ذلك من “سفسطاتٍ” تافهةٍ، خِداعاً وبَهرجة! وإن رفضتَ التعاطفَ مع الشذوذِ فأنتَ الشاذُّ في نظرِهم! دَعكَ من تفكيرِ العقلِ ولغةِ المنطقِ ونداءِ الفطرة . اقمع كلَّ ذلك وارضخ لعالمنِا المُبَجَّل.

في عَالمِنا أضحى الذين يشنون حملاتٍ فكريةً أفضعَ من الحملاتِ الصليبية، يَدعُون المرأةَ إلى وجوبِ السُّفور إجباراً، مالم فليس لها في عَالمِنا مَقامٌ ولا مُقام، هذا بعد أن نجحوا في حملاتِهم السابقةِ بالدعوةِ إلى حريةِ المرأةِ في نزعِ الحجابِ إن هيَ أرادت، تمهيداً للهدفِ الحقيقي والذي قد بدت تطفو معالمُه على سطحِ الواقعِ المُنبطِح، هذا الهدفُ الخبيثُ المتمثلُ بـ حريَّةِ الوصولِ إليها لا حريتِها بالمعنى السامي، وهاهيَ الدجاجةُ قد خرجت من مَدجَنِها _ في غفلةٍ منها ولا مبالاة من أهلها_ فسارت الخطةُ تماماً كما رسمَها الثعلبُ البريءُ الذي يَهِمُّه جِداً حقوقُ الدجاج.

في عَالمِنا أضحى الإنسانيون الذين يستطيبون لحومَ الخنازيرِ ويأكلونها بشراهة، يشنون حملةً شعواءَ على آكلي لحومِ الأبقار؛ رحمةً وإنسانيةً انفجرت في قلوبِهم المُرهَفة، أو لعلَّهم سمعوا مؤخراً قصائد علي بن الجهم في التغزل بعيون المَها ( الأبقار) فهاموا حباً فيها ليس إلا.. لذاً فمن حقِّهم أن تَعذُرَهم سبعين عذراً وتتخذَ من ذلك عُذراً لك أيضاً للتهربِ من ملاحقةِ علامةِ التعجبِ المُنكِرة التي ستؤرقُ نومَك وتثقلُ كاهلَك إن قررت التفكيرَ أكثرَ ولم تُطَبّع علاقاتِكَ مع عَالمِنا الجميل..

في عَالمِنا مَحفَلٌ ضَخمٌ يضمُّ رؤوسَ الأفاعي وكِبارِ فصائلِ الحشرات، يُديرُ خُططَ تمزيقِ الأممِ وتفتيتِها بصورةٍ منظمةٍ، ذاك المحفلُ اسمُهُ “منظمة الأمم المتحدة” ، وآخر تابعٌ له يثيرُ النعراتِ ويُغذي المشاكلَ والحروبَ، اسمُه “مجلس الأمن”، ويجب أن تصيحَ بكل إعجابٍ ” وااو! إنها أفكارٌ رائعةٌ حقاً، وأسماءٌ على مُسَمَّيَات”، وإلا فهناكَ خانةٌ مستطيلةٌ تنتظر اسمُك في ورقةٍ بيضاءُ اسمُها “القائمة السوداء لمكافحة الإرهاب” فقع عاقلاً وأَشِد بعَظَمةِ تلك المجالسِ ورَوعتِها قاصداً بالسر هياكلَها العُمرانية والهَندسِية من جهة وترويعها الأمم والشعوب من جهةٍ أخرى ليسَ إلّا مادمتَ مُكرَها..
وعليك أن تعلمَ أنَّ هناك على الأممِ المتحدةِ شخصاً ساهراً على راحتِنا يُدعى بـ”الأمين العام للأمم المتحدة”، وهو يقومُ بواجبه المتمثلُ بالقلقِ على أكملِ وجه، ويتقاضى مقابلَ ذلك مئاتِ الآلاف إلى الملايين من الدولارات ! إيَّاكَ أن يعتريَكَ الذهولُ من ضخامةِ المَبلغ يا زِركَاون! إنّه القلق وما أدراك ما القلق؟! جَرّبهُ أولاً حتى تتأكدَ كم هو شعورٌ مؤذٍ يأكلُ الجِسمَ ويَسلبُ النومَ ويَذهِبُ بالأمنِ والراحة..
في عالمِنا أيضاً يحتوي ذلك المجلسِ المدعُو بـ”مجلس الأمن” على خمسةِ أعضاءٍ يقررون مصيرَ ثمانيةِ مليار إنسان من دون علمهم أو إذنهم! خمسةُ أعضاءٍ فقط! لا نعلم من يمثلوا ولا بأي معايير نُصّبوا فامتلكوا رقابَ البشرِ بهذه الطريقةِ الجائرةِ المهينةِ واستحوذوا على حياتِهم وطرق تفكيرِهم ورؤيتِهم للأمورِ جاعلين منهم كـ”عرائس الماريونيت” يحركونهم عبرَ خيوطٍ مصنوعةٍ باحترافٍ بالغِ المكرِ والدهاء، مع أنَّنا نراهم يتشدقون _ وبكلِّ بَجَاحةٍ_ بدعوى العدالةِ والمساواةِ اللتَين قد ذُبِحتا على إيديهم من قَبلِ إنشاءِ ذلك المجلسِ دونَ أيِّ رحمةٍ أثناءَ إدعائهِم لهما دونَ أيّّ حياء! فلم نعد نحنُ نسمعُ مصطلحاتِ العدالةِ والمساواةِ إلا من قَبيل بابِ الذكرياتِ التي تمرُّ على خاطرِ الفِكرِ الصَّبِّ الحزينِ كذكرياتِ الشُّهداءِ والضَّحايا والراحلين عن دُنيانا إلى غيرِ رَجعة.

في عَالمِنا ترغو تلكَ المحافلُ الدوليةُ المَدعُوَّةُ بالأممِ المتحدة ومجلسِ الأمن ومنظماتِ حقوقِ الإنسانِ والمرأةِ وتخورُ في الدفاعِ المستميتِ عن حقوقِ المرأةِ الخليجيةِ وحقِّها في قيادةِ السيارةِ ولَبسِ الكوتِ والكرفتة، بينما هناك ملايينٌ من النساءِ في إفريقيا شبهُ عارياتِ من شدةِ الحاجةِ والعَوَز وملايين أخرى في فلسطين واليمن وليبيا وسوريا والعراق يقضين أعمارَهنّ بَحثاً عن قِطعةِ خُبزٍ أو ملجأٍ آمنٍ من الجماعاتِ الطائفيةِ التي تُحرقُهنّ وأبناءَهنّ أحياءً دونَ أيِّ شفقةٍ كما في ميانمار .. دَعنا من كل ذلك يا صديقي، فالأهمُّ في عَالمِنا هو أن تلبسَ المرأةُ الخليجيةُ كوتاً وبِنطالاً أسودَين وشميزاً أبيض وكرفتة حمراء اللون!

في عالمِنا تحتشدُ الدولُ الكبرى ذات القوةِ والهيبةِ لإنقاذِ حيوانِ “الكنغرِ” من حريقٍ شبَّ في بيئتِه، ويُفَعِّلون نظامَ الطوارئ لإنقاذِ كلبٍ أو قطةٍ على وشكِ السقوطِ من عمارة أو الانزلاقِ إلى مَجاري الصرفِ الصِّحي، ولستُ ضد ذلكِ يا عزيزي زِركَاون، فدَع عنكَ ملامحَ الاستغرابِ تِجاهي!، إنما أنا مستاءٌ حدَّ الألم لأنّ هولاءِ المنقذين للكنغر والمتحمسين لتداركِ الكلبِ والقطة، يغضُّون الطَّرفَ عن حرائقَ شاسعةٍ من الموادٍ المتفجرةِ تشوي النساءَ والأطفالَ في كثيرٍ من دول العالم، هذا إذا تجاهلنا حقيقةَ أنّهم بسياسياتِهم البعيدةِ كلَّ البُعدِ عن الإنسانيةِ والقيمِ يصبون النارَ على الزيتِ ويُسعّرون بها جحيمَ الحروب.

في عَالمِنا الكذابِ استطاعَ العلماءُ أن يغزوا الفضاءَ وتمكنوا من استيطانِ القمرِ والوصولِ إلى المريخ وقريباً سيُفاجؤنك وقد حطوا رِحالَهم في مسقطِ راسِك “أورانوس” يا زِركَاون، بينما هؤلاء أنفسهم لم يتمكنوا من الوصولِ إلى جُثةِ طفلٍ تحتَ ركامِ منزلهِ في مدينةٍ هيَ في قلبِ العالمِ اسمُها “غزَّة”، ليس إلا لأنَّها لم تخضع لقوانينِ عَالمِنا المُقدَّسة_ قبحها اللّٰهُ من قوانين!

في عَالمِنا تَمكَّنَ العلماءُ أيضاً من اكتشافِ كواكبٍ وكويكبات وأنجمٍ ومجرات ما بينها من مسافاتٍ تُقاسُ بالسنين الضوئية، لكنَّهم عجزوا عن الوصولِ إلى ذلكَ الكُوخِ الإفريقيّ الذي يَعَجُّ بالبائسين ويهتزُّ من عَواء جوعِهم وأنينِ مرضاهم! نعم عجزوا، مع أنَّهم لم يحاولوا أو يفكروا بالمحاولة! لكنّهم وصلوا وبسرعةِ عصرنا المعهودةِ إلى اكتشافِ ثرواتِ هؤلاءِ الغَلابى وخيراتِهم وما تحويها طَيَّاتُ أراضيهم فأكلوا تلكَ الخيراتِ وشربوها شُربَ الهِيم.

في عَالمِنا! المجدُ للقويّ مَهمَا كانت فِعالُه وجرائمُه، والويلُ للضعيفِ مهما كانت براءتُه ومَكارمُه، لتجدَ نفسَك في هذا العالمِ مُجبَراً عن الانسلاخِ من تلكَ القيمِ التي جُبِلتَ عليها، فتصيرا إنساناً غيرَ ما وُلِدتَ عليه، ذا أنيابٍ ومخالب، وهنا تكونُ قد حصلتَ على بطاقةِ انتماءٍ إلى عَالمِنا، بقيَ لك أن ترتديَ الكرفتة، وأكررُ ذلكَ عليكَ، فالكرفتة في عَالمِنا أساسيةٌ كالفتة باللحم في موائدِ النخبةِ الكبار.

في عَالمِنا ليسَ المهمُّ أن تكونَ إنسانًا فقط حتى تعيشَ مثلَ غيرِك من البشر ، بل عليك أن تعرفَ أولاً أنَّ هناك طبقاتٍ بشريةً بعضُها فوقَ بعض، واعلم أنَّ أرقاها هي تلكَ التي تمتلكُ الشعرَ الأشقر والعيونَ الزرقاء وتنتمي إلى تلكَ البيئةِ الباردةِ في شمالِ الكوكبِ وغربِه الشمالي.. وقد فاتَكَ أن تكون منها، ولن تستطيعَ مهما حَلمتَ وعَمِلت، وليس أمامَك إلا أن تقبلَ بوضاعةِ عرقِك وتتعايشَ مع الأمر الواقع، أو مُت بغيظِك غيرَ مأسوفٍ عليك.

في عَالمِنا يجري داءُ العنصريةِ في الشرايين كالدماء نتيجةَ الجهلِ والعُجب الأعمى، ولكن لنستبشر خيراً! فهاهي العظيمة أمريكا قد تعهدت بالقضاء على العنصرية ويجب علينا أولاً أن نُنكر حقيقةَ أنَّها دولةٌ تغذت جذورُها على العنصريةِ منذ نعومتِها القاسية، أما مصرع “جورج فلويد” الأسود خنقاً تحت ركبة الشرطي الأبيض فليس إلا ترفاً وبذخاً حَظيَ به ذلك الأسودُ! وأيُّ شرفٍ يمكن أن يناله شخصٌ أسود فوق أن يموتَ بسحق عُنقِهُ الداكن تحت ركبةٍ بيضاء؟!.
في عَالمِنا تظهرُ ازدواجيةُ المعاييرِ بشكلٍ رهيب، وتُكال أوزانُ الأحكامِ بمِكيالين، فالدَّمُ الذي يجري كالسَّيلِ في الشرقِ الأوسطِ ليسَ له أيُّ قيمة، بينما ذلك الذي في أوروبا _ ومؤخراً شرقها_ دونَه في القيمةِ ماءُ الذهب، مع أنَّه في الحقيقةِ لم يُرَق منه سِوى قَطَراتٍ تَنزِفُ أنوفُ أطفالنِا يومياً من الرُّعَاف أو الأمراضِ أضعافَها..
بل حتى في موضوعِ اللّحى أيضاً ويا للسخرية! يُكشّرُ عَالمُنا عن نابِ الازدواجيةِ الحاد، فاليهودي والمسيحي والهندوسي والسيخي والملحد واللاأدري وكلُّ ماهو ليسَ بمسلمٍ من حقّهِ تَربيةُ لحيتِه في عصرِ تِمثالِ الحريةِ ومنظماتِ الحقوق ، أما ذلكَ المسلمُ فهو _ خصوصًا إن لم يتقيد بقوانينِ عَالمِنا حرفياً _ إرهابيٌّ مفخخٌ يَحملُ في بَطنِه عِدةَ “كيلوهاتٍ” من الموادِ المتفجرة ، بالإضافةِ إلى ثلاثِ قنابل موقوتةٍ في بدنِه شديدةِ الانفجار، اثنتان في كليتيه والثالثةُ في المرارة، ويجبُ مراقبتُه ومتابعتُه ومن ثَمّ سحلُه إلى غوانتانامو كدُميةٍ تتسلى بنهشِها الكلابُ البوليسيةُ وتَفري بأنيابِها تلكَ الأجسادَ حتى تَصل إلى مخازنِ اليورانيومَ المزعومَ في أكبادِها، فإن وجدَتها وإلا فمن حقوقِ الحيوانِ في عَالمِنا أن تستمعَ وتلهو بمثلِ هذا وتدفعُ عن نفسِها السأمَ في تلكَ السجون المُوحِشة، كلُّ هذا التصرفِ البالغِ في البشاعةِ ليسَ إلا لأنَّ المتهمَ _ بين قوسين _ (مسلم) .
وهكذا يا زركاون تُعبُر الحرية إلى كثيرٍ وكثيرٍ من مناطق الدنيا باختلافِ سكانِها، وعندما تقفُ أمامَ ذلكَ المسلمِ الذي يُشكّلُ رُبعَ العالَمِ تتلاشى تِلكَ الحريةُ ولا يبقى من معنى لها إلا أنّها تمثالٌ مُطِلٌِ على خليجِ نيويورك، منصوبٌ كذكرى لراحلٍ مات ولن يعود.

في عَالمِنا انخدعَ أصحابُ الهُوِّياتِ الأصيلةِ من ذوي الأممِ العريقةِ بدِعَاياتِ النُّخبةِ المبجلةِ بأنَّهم أرقى من وُجِدَ على الأرض، وأنَّهم الأصلُ والفصلُ والحقُّ والحقيقة، ولولاهم لما استخدمنا عصّارةَ الليمون ولا سمعنا إعلانات الراديو ولا شاهدنا في التلفزيون “قناة سبيستون” ..، ليُهرَعَ إلى تصديقِهم ضِعافُ النفوسِ من أبناء الأممِ الضعيفة بضعفِهم ، وإلى تقليدِهم والتملقِّ إليهم رَغبةً في إرضائِهم وخَطبِ وُدِّهم حتى قالوا _ ظالمين نفوسَهم _ “إنَّ الغربَ يصنعُ الإبرةَ بينما نعجزُ نحنُ عن ثَقبِها” جاهلين أنَّه “ما هكذا تؤتى الإبل” ، بل بالمنافسةِ في العلمِ والمعارفِ والشدِّ على الأيدي وحثِّ الخطى والتأكيدِ على سهولةِ الإنجازِ وأن لكل أمةٍ ما يكفي من العقولِ والقدراتِ إن أحسنتَ استغلالَها، ومن هنا يكونُ الحلُّ ويصبُّ القرارُ، أما البكاءُ على الأطلالِ من قِبَلِ فئةٍ وجَلدِ الذاتِ والانسلاخِ من قِبَل أخرى فليس إلا تكريساً للذل وتشريعاً للهزائم.

في عَالمِنا علمونا أنّ الأرقى هو الأقوى والبقاءُ له، وتعمدوا عدمَ تفهيمِنا أنّ القوةَ قبلَ أن تكونَ بالبدنِ والسيطرةِ والقَهر، فهي تكمنُ في الأخلاقِ والقيمِ والعدلِ والتراحم.. والرُّقيُّ يكونُ في العملِ من أجلِ الجميعِ لا من أجلِ إخضاعِه واستعبادِه، علمونا أنّ الماءَ أساسُ الحياة ولم يعلمونا أنَّ ماءَ الوجهِ بدورِهِ أساسُ الحياةِ الكريمة..
علمونا أسسَ العلمِ وشوهوا عنا غاياتِه، علمونا قشورَ التدينِ وأخفوا عنا أساسياتِه، علمونا كيف نُمارسُ طقوسَ العبادةِ بينما قلوبنُا في معتزَلٍ عن الحكمة، ليطغى المظهرُ فينا على الجوهر، وتترسخُ المادةُ على حسابِ الروح.

في عَالمِنا يصغرُ الكوكبُ فتصغرَ معه أعمارُنا، وتُنتَج أدواتُ الانجاز السريعة بينما تمضي الأيام والسنون أسرع، يتطورُ العلمُ ويزدادُ الجهل، تكثرُ المستشفياتُ والأطباءُ وتتكاثرُ معها الأمراض والمرضى بشكلٍ أضخم، تُنتجُ الأوبئةُ كي تُصَنعَ الأدويةُ فتُجمعَ الأموال! فبينما نرى نحنُ الدواءَ وسيلةً للشفاءِ تراه النخبةُ العالميةُ المستحوذةُ وسيلةً للثراء، فقانون ميكافيلي القاضي بـ”أن الغاية تبرر الوسيلة” يعد إحدى ركائزِ عالمِنا البُرجُمَاتي المتحضّر..
وفي هذا العالمِ أيضاً المضمَّخ بصبغاتِ الحرية تنتشرُ العبوديةُ في نسخةٍ أكثر تطورا أسموها سادتنا الأكابر “وظيفة” تقضي ساعاتٍ طوال من يومِك لسنينٍ من عمرِك لا وقت لديك للتفكير وأنت ترزحُ كادِحاً لديهم لا مقابلَ حفنةَ تمرٍ _ كما كان سابقًا_ بل بِضعةِ أوراقٍ نقديةٍ لا تكادُ توفّر حاجات أسرتِك الضرورية، وتُعامَلُ كأنّكَ آلةً لا إنسان لديه أحاسيسٌ ومشاعرٌ ومسؤوليات، ثم إذا مِرِضتَ لا يمكنُكَ أن تجدَ قيمةَ علاجِك!
أيُّ حريةٍ في ظلِّ هذا الرقّ؟! وأيُّ حقوقٍ في ظل هذا الاستغلال؟! وأيُّ إنسانيةٍ في ظل هذه الانتهازية! وعن أيُّ علمٍ يتحدثون والموظف المسكين _ الذي يُعبّرُ في حالِه وحالتِهِ عن مئاتِ الملايين من أمثالهِ_ غيرُ قادرٍ على شراء تِلكَ الحُقنةِ التي يتباهى العلماءُ الأَجِلّاءُ بإنتاجها ثم لا يلبثُ إلا أن يصارعَ الموتَ عاجزاً على مرأى ملائكةِ الرحمة؟! “ملائكة الرحمة”! ذاك المصطلحُ الذي لا يليقُ أن يُناديَهم بهِ إلا المَيسورون ذَوُو الطبقات الراغدة من الأرستقراطية والبرجوازية، أما أنتَ أيها العاجز المُعدِم فليسوا لكَ إلا شياطينَ العذاب.. أؤكدُ بما رأيتُ بأمِّ عيني أنَّ معظمَهم كذلكَ إلا من رَحِمَ ربي وهم قليلٌ نادر..

في عَالمِنا يكثرُ الإنتاجُ وتتوسعُ الأعمالُ وتتضخمُ رؤوسُ الأموال، بينما الفقراءُ كلَّ لحظةٍ في ازدياد، وليس عجيباً ذلك في عالمِنا الذي هو مَسرحٌ كبيرٌ والحياةُ فيهِ فِيلمٌ أبطالُه اللصوصُ المتحكمون على صَدارةٓ العَرضِ ومن خلفِ الكواليس، والذين لا يتجاوزن أصابعَ اليد، بينما أولئكِ الملياراتُ الذين هم على عددِ خلايا الدمِ والجلدِ والأعصابِ ويشكلون جُلَّ الجسم، ليسوا في عُرفِ عالمِنا إلا “كومبارساً” لا قيمةَ له إلا بشكلٍ ثانوي فيما يُضفي للفيلمِ من الحَركةِ والحَيَوية.

في عَالمنا تأكلُ الحروبُ والكوارثُ أضعافَ ما يصنعُهُ العِلمَ والعلماء، فعقولُ عَالمِنا تُجيدُ صنعَ الأعداءَ من العدمِ وتُنتجُ المشاكلَِ ووَقودِها من الذخائرِ والبنادقِ بإتقانٍ مُذهل يفوقُ أضعافَ إجادتِها صناعةَ الحلولِ وموادِ الغِذاءِ والدَّواء ، هذا إن نحنُ غضَّينا الطَّرفَ عن أنُّه قبلَ صناعةِ بندقيةٍ واحدةٍ ببساطة، تُصنعُ ثلاثُ مشاكلَ بصورةٍ أكثرَ تعقيداً حتى تَضمنَ لمصانعِ الأسلحةِ والخَرابِ الديمومةَ وتَفتحَ لها أسواقاً وتُروَّج لها فتكونَ حافزاً لاستمرار الإنتاجِ والاستهلاكِ والاشتعال.

في عَالمِنا تُنفقُ الأموالُ على صناعةِ آلاتِ الدمارِ أكثرَ بكثيرٍ مما تُنفقُ على وسائلِ البناء ؛ فبينما يحتاجُ الكوكبُ إلى بِضعِ مليارات في حكمةٍ وعقلٍ كي يُصبحَ أفضل، يأبى عالمُنا إلا أن ينفقَ تريليونات من الدولارات في إنتاجِ وتطويرِ موادِ الدمارِ حتى صار أشبهَ بما نقولُ كُومةٌ ضخمةّ من البارود والديناميت قابلةٌ للانفجار في أي لحظةٍ بضغطة زرٍ فيتشظى في أرجاءِ المجرةِ متناثراً مثلَ كلِّ الكويكبات.

في عَالمِنا وفي عصرِ العدالةِ الإنسانيةِ غيرِ المسبوقة تُرتَكبُ مجازِرُ “الهولوكوست” _ التي صارت أقربَ إلى الأساطير _ على أيدي النازيةِ في برلين لتتحملَ وِزرَ ذلكَ فلسطينُ الذي تبعدُ عن ألمانيا آلاف الكيلومترات، ويُعاقَبُ أبناؤها الأبرياءُ بذنبٍ لم يكونوا _ آنذاك_ قد علموا به فضلاً عن ارتكابهم له ..

في عَالمِنا تموتُ إفريقيا كلَّ يومٍ كي تستمعَ أوربا بطعمِ الشيكولاتة ، وتنزِفُ فلسطينُ دَماً كي ترتويَ أكذوبةُ اسرائيل، وتئنُ العراقُ أوجاعاً حتى يرقصَ على وَقعِ أنينِها الفرسُ والغربُ طَرَباً، وتؤكل شعوبٌ عدة في مختلفِ أنحاء العالم نَيّئةً بعظمِها ولحمِها كي تسمنَ أمريكا وتتنعمَ فرنسا فتتمكنا بعد ذلك من النعيق بأعلى صوتهما بضرورةِ الدفاعِ عن حقوق الإنسان! بينما الإنسان في أمعائهما قد تحولَّ من بعد الهَرسِ والطّحنِ إلى موادٍ سهلة الامتصاص.

في عالمِنا تجدُ الأفكارَ الأيديولوجيةَ لدى معتنقيها جوفاءَ فارغةً من مضمونِها، فليس في الأفكارِ الدينيةِ إلا المظهرُ التدينيُّ الجاف، وليس في الشيوعيةِ سوى الخمرِ والإلحاد، وليس في الليبراليةِ سوى القَهرِ والتوسع، وليس في الرأسماليةِ سوى الجَشَعِ والثراءِ الفاحش، وليس في الاشتراكيةِ سوى التأميمِ الغاصِبِ وتوزيعِ الفَقرِ بنسبٍٍ متساويةٍ على الجميع..

في عَالمِنا تجدُ فئةً تفرضُ على نفسِها رياضاتٍ بدنيةً قاسية كي تُقلل من وَزنِها الزائدِ الناتجِ عن كَثرةِ الأكل، بينما تلقى مقابلَها فئةً هي الأخرى في رياضةٍ قاسيةٍ من نوعٍ آخر تسعى من خلالها للحصول على قوت يومِها ! وكم حريٌّ بتِلكَ الفئتين _ لو تعقلت الأولى وتدبرت الثانية _ أن تتفقا بكل تفاهمٍ وتعيشا دونَ أيِّ صِراع بَينيٍ مُهلِك أو بَدنيٍ قاس بل في توازن وصحةٍ ووئام..

في عالمنا ماتت الحكمةُ الطبيةُ القائلةُ إنَّ “الوقايةَ خيرٌ من العلاج” .. لتحيا حكمةٌ جديدةٌ مفادُها “افعل ما تشاء فكلُّ داءٍ له دواء” ويبقى الناسُ مجردَّ أسواقٍ مستهلكة.. يقضون نهارَهم بالتدخينِ وليلَهم على حبوبٍ وعقاقير ونومُهم بمنوّمات .. وهكذا تُفَّلِسُ الجيوبُ وتُسرَق الصحةُ وتغزو الكيماوياتُ والموادُ الغريبةُ دماءَنا على غَفلةٍ منا فنندمَ ولاتَ ساعةَ مَندَم.

في عَالمِنا كلُّ شيءٍ حقيقيٌّ إلا الحقيقةَ فهيَ في نظرهِ كذبةٌ غريبةٌ يجبُ محاربتُها ، وهاهي حتى الآن مضطهدةٌ في سجونِ الزيفِ لكنّها عصيةٌ عن الموتِ والفَناء.

في عَالمِنا يذبحون كِباشاً في عزاءِ رجلٍ مات جوعاً! ويؤلفون مقالات ثَناءٍ في موت رجلٍ شهمٍ عاش مغموراً!
ويُدبِّجون قصائدَ رِثاءٍ في بَطلٍ قضى نحبُه مظلوماً من ألسنةٍ حِداد دونَ أيِّ نصير!
في عالمِنا أينما وجهت نظرَك تجدُ ما يسدُّ الأفقَ مما يثيرُ ضحكَك واشمئزازَك، وما هذا إلا شيءٌ طبيعي يجبُ أن تألفَه وتتعايشَ معه، وإن حاولتَ أن تُنكرَ فأنت دخيل، وبالتالي فليسَ لك حقُّ المحاولة ولكن يمكنكَ أن تفكرَ في ذلكَ بخاطرِك خُفيَةً عن لسانِك..

في عالمِنا كم أصابَ كبدَ الحقيقةِ وأحسنَ من قال إن “من أحبَّ أن يكونَ فيهِ مشهوراً فليكن تافهاً، ومن يطمح أن يصير ثرياً فليكن لصاً، ومن يُرِد أن يُصبحَ محبوباً فليكن منافقاً ذا وجهين أو أكثر، ومن يرغب من المجتمعِ أن يكرهَه فليس عليه إلا الصدعُ بالحقّ وقولُ الحقيقة.

هذا هو عالمُنا الذي نعيشُ فيهِ يا صديقي، ويجبُ على المرءِ ألا يَحزنَ فيما لا إرادةَ لنا عليه ، إنما يجبُ أن نحزنَ إن ذُبنا فيه كفُصِ ملحٍ في الماءِ الساخن دونَ أن نعيَ ما لنا وما علينا كبشرٍ تقلهم _ على الأقل_ الأرضُ ذاتُها وتظلهم سماءٌ واحدة.. وما ينفعُ المرءَ أن يكون “كيّوت” في نظر النخبة العالمية الظالمة والمفتونين بهم، بينما ضميرُه يصرخُ من وَخزِ شوكِ النفاق والتصنع الزائف، فكلُّ إنسانٍ مظلومٍ في أيِّ بُقعةٍ من بِقاع الأرضِ مَهما كان انتماؤه هو قضيةٌ عادلة، ومصلحتُه هي المصلحةُ العليا للجميع، وما دونَ المصلحةِ الجَماعيةِ العليا إلا الدمارُ الذي سوف ينقضُّ على الكلّ من علِ، وإن لم يتُب عالمنُا أو تنتفض ملياراته المستعبدة في وَجهِ الزيفِ والكذبِ فسوف يطولُ أمدُ الليلِ ويدومُ ويلُ الشقاءِ ..
.
.
قطعتُ حديثي مُتلفّتاً يَمنةً ويَسرة، زِركَاون! أين ذهبت؟!.. وإذا به غير موجود! ليس إلا ورقةٌ ملقيةٌ على الأرض مكتوبٌ عليها “ما عالمُكم هذا إلا جحيم!.. أُفَضِّلُ الذَّهابَ إلى الشمسِ المُستعِرَّة على البَقاءِ في هذا الكوكبِ نِصفَ دقيقةٍ أرضيَّة”..
وداعاً زِركَاون! وداعاً أيُّها الخائبُ أملُه، العاثرُ حظُّه مثلي أو دوني بقليل!..
وعلى كلٍ، بلغ شعبَ “أورانوس” الشقيقَ تحيةَ الإنسان الراغب في زيارتِه إن لم يُخَيَّب ظني كظنّك، وأخبرهُ أنَّ الكوكبَ الأزرق صار سجنًا كبيراً يجبُ ألا يغامرَ أحدٌ بالمجيء إليه..
وإن ما زلتم مصرّين ،فسجَّانونا آتونَ إليكم بذواتِهم ومركباتِهم الغازِيَة فاطمئنوا، أو فانزحوا إلى بني عمومتِكم في نبتون.

تصويرٌ لواقعِ عالَمِنا الحقيقيّ بقالبٍ “فانتازيٍّ” خفيفٍ.

بواسطة
فـرج العامري - اليمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق