في إصدار جديد.. د. عجان الحديد يرد على “موضوعات الجبلي”
صدر يوم الثلاثاء 9 ماي 2023 عن دار الحديث في إسطنبول، كتاب “الصقيل الجلي في الرد على موضوعات وخرافات الجبلي”، لمؤلفه الدكتور محمد عجان الحديد الرفاعي الحسيني، أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة دار العلوم في مقديشو، الأمين العام للأكاديمية العالمية لعلماء الصوفية.
ووفق المؤلف الدكتور محمد عجان الحديد، فإن هذا الكتاب “جاء رداً على المدعو جبلي أحمد خواجة التركي الجنسية، الذي أورد العديد من الأحاديث الموضوعة المكذوبة ونسبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، علماً ان المدعو جبلي نقل هذه الاحاديث من كتب الموضوعات اي الكتب التي اورد كُتابها الحكم بالوضع عليها ولكنه يقتطع جملة الحكم على الحديث ويعرضها في كتبه ومداخلاته باللغة التركية على أنها أحاديث صحيحة، وهو ما يؤثر سلباً على العوام كمن يدس السم في العسل”.
ويؤكد المحدث الشريف محمد عجان أنه نصح أحمد خواجة الجبلي التركي مراراً وتكراراً وفي العديد من المناسبات ما يزيد عن ست سنوات إلا أنه تمادى في الاستسهال والتساهل بحديث رسول الله واتخذ ذلك منهجاً له، علماً أن هذا المنهج فاسد بإجماع أهل السنة والجماعة، بل هو منهج المفترين والكذابين على رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب تعبير المؤلف، وأورد مختلف الأحاديث النبوية التي تحذر من الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم:” من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار”.
لقد نهج المؤلف في كتابه طريق الاستدلال والبرهان والتحري والتثبت إزاء حجج السنة النبوية الشريفة وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم السنية، قصد كشف كذب الأحاديث الموضوعة المنسوبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل الجبلي ودحض التدليس الذي انتهجه بالدليل القاطع والبرهان الساطع مما كشف اللثام عن العوار العلمي وعدم الأمانة العلمية في النقل الذي كان يقوم به المدعو جبلي أحمد بتعبير المؤلف.
ويستمد الكتاب أهميته من السنة المطهرة التي هي المصدر الثاني من مصادر الشريعة الإسلامية الغراء بعد القرآن الكريم والمفرعة على أصوله، بل هي التطبيق العملي للإسلام، ولذلك فقد اعتبر الدكتور محمد عجان المعرفة في علوم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشرف العلوم وأرفعها قدرا وذكرا.
كما بين الأمين العام للأكاديمية العالمية لعلماء الصوفية في ثنايا الكتاب أن التنبيه على مسألة الحديث الموضوع من أفضل الأعمال وأجلها لما فيها من فوائد عظيمة لا يمكن حصرها، منها حفظ الدين من التزييف والتحريف والتبديل وعدم اختلاط كلام رسول الله بكلام غيره من الناس والابتعاد عن التحدث بالكذب عن النبي، وحفظ العقول والكتب من الخرافات التي تفسد العبادات والعقائد، وهذا ما سعى إليه “علم مصطلح الحديث” الذي شمر له الجهابذة بتعبير الإمام عبد الله ابن المبارك حين سئل عن الأحاديث الموضوعة قال ” يعيش لها الجهابذة” .
والجدير بالذكر أن الكتاب يتكون من 116 صفحة، ويحتوى بعد الإهداء على تقريض نخبة من علماء المشرق والمغرب وقائمة بأسماء الشيوخ الذين أيدوا محتوى الكتاب وتوقيعاتهم وعددهم ينيف عن مائة عالم من فقهاء ومحدثي العالم الإسلامي إلا أن المؤلف اقتصر على ذكر أربعين منهم من أهل الاختصاص في الحديث وعلومه، ليبرز الكتاب بعد المقدمة حكم الحديث الموضوع وروايته ومعرفة الوضع والحامل عليه، ثم أهم المصنفات في الأحاديث الموضوعة ثم الأحاديث، وختم الكتاب بتنبيه الغافلين ونزهة المجالس مع لائحة للمصادر والمراجع.