تارودانت… تراث شعبي عريق

تتبع مدينة تارودانت لإقليم تارودانت الكائن في منطقة سوس المغربية، وتعتبر من أكثر المدن عراقة في تاريخ البلاد، ويعود تاريخ تأسيسها إلى القرن الثالث قبل الميلاد. كما تحمل المدينة اسم مؤسستها الأميرة الأمازيغية تارودانت، ويشار إلى أن المدينة قد حظيت بأهمية كبرى خلال الفترة الممتدة من المرابطية وحتى الموحدية.

يعتبر مطلع القرن الخامس عشر فترة بائسة بالنسبة للبلاد، حيث عاشت حالة من الخراب والتدهور، وأثر ذلك سلباً في وضعها العام، فأصبحت مركزاً ثانوياً، ومع حلول القرن السادس عشر تمكنت من استعادة وضعها الاقتصادي ويعود الفضل في ذلك إلى قدوم السعديين الذين أضفوا لمسة على اقتصادها فازدهر مجدداً، كما ساهم بشكل كبير محمد الشيخ في قيام نهضة المدينة مجدداً.

شهدت المدينة إنشاء الأسوار وبناء كل من الجامع الأعظم والقصبة والمدرسة، وقيام معامل السكر، وعاودت المدينة أدراجها في الضعف بالتزامن مع ضعف الدولة العلوية، وزاد الأمر سوءاً بعد أن توفي المولى إسماعيل.

تضم المدينة عدداً من المعالم التاريخية القائمة بها والتي تروي تاريخها العريق، والأحداث التي دارت فوق أرضها في القرون الماضية، وهي:
سور المدينة: وهو ذلك السور الممتد إلى طول 7.5 كيلو متر، ويتخذ السور الطابع الأندلسي، ويقوم ما يقارب 130 برج مستطيل يدعمه، وكان هذا السور يؤدي دورين أساسييّن في عهد السعدي وهما الدور العسكري والجبائي.

دار البارود: يعود تاريخ بنائها إلى عهد السعدييّن، وتتخّذ الطابع العسكري نظراً لاحتوائها على مكان مخصصّ لتخزين الأسلحة بها.

المساجد: ومن أهم هذه المساجد مسجد القصبة والخرازين وفرق الأحباب، والمسجد الأعظم. السياحة تعّد مدينة تارودانت إحدى المدن العريقة، بالإضافة إلى أنها نقطة جذب سياحي عبر التاريخ نظراً لكونها مكاناً هادئاً يخلو من ضجيج المدن، وتقدّم المدينة عدداً من الخدمات الفندقية لسياحها والتي تمتاز بالجودة، ومن أكثر الشعوب توافداً إليها هم الفرنسيون ثم الألمان، فالإيطاليين.

هذا، لا يكفي مدينة تارودانت ،إذ نالت شهادة عالمية متميزة لما تزخر به من تراث لا مادي عريق،ويتمثل ذلك في الزي التقليدي بذاته الذي يعد قيمة اجتماعية وثقافية.

الزي التقليدي: الزيّ التقليدي بذاته قيمة اجتماعية وثقافية، وتُعدّ “الحايك” او “ليزار” او “الملحاف”، العنصر الأساسي في الزيّ المحلي للمرأة الرودانية،( حتى الدواوير و المداشير لقبائل أولاد يحيا و هوارة) حيث يضفي عليها نوع من الوقار و الهمة، وعادة ما يتميّز باللون الأزرق و الأبيض بعدما كان طاغيا عليه اللون الأسود ليأخد فيما بعد الوان مزركشة.

أما الجانب الموسيقي: نجد هناك فن الدقة الرودانية،التي تستحضر الماضي والحاضر وتداخل الفلكلور الشعبي للمدينة.

أخيرا، التراث الشعبي لمدينة تارودانت هو تراث متنوع وعريق جدا.

بواسطة
جواد الطاهري - اولاد تايمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق