رسالة مفتوحة إلى السيد وزير الفلاحة: الواحات في خطر.. وحان الوقت لدعم قاطنيها وحماية تراثها

السيد الوزير المحترم،
بكل غيرة وطنية صادقة وحب للواحات وأهلها وتراثها الزاهر، أكتب إليكم اليوم حول وضعية الواحات في بلادنا، والتي تحتاج إلى رعاية خاصة ودعما عاجلا. إن الوضع الحالي للمواطن الذي يقطن الواحات يشكل تحديا كبيرا، حيث تتسم الحياة في هذه المناطق بعدم توفر الإمكانيات اللازمة، إضافة إلى أن إنتاج التمور لا يكفي لتلبية احتياجات الساكنة أو لتوفير اليد العاملة اللازمة لتنظيف الحقول من سعف النخيل اليابس. هذا، في ظل الظروف المناخية القاسية التي تمر بها الواحات والإمكانيات البسيطة المعتمدة.
إن الواحات، بما في ذلك واحات تافيلالت ودرعة، تواجه إكراهات مناخية، بالإضافة إلى مرض البيوض الذي يهدد النخيل. عملية “زبر” سعف النخيل، والتي تتطلب عناية خاصة، بحاجة إلى يد عاملة وإمكانيات تفوق ما هو متاح اليوم. لذا، فإن قاطني الواحات، الذين يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة، بحاجة ماسة إلى مساعدة عاجلة.
ومن هنا، أتوجه إليكم باقتراحات قد تساهم في تحسين الوضع في هذه المناطق، والتي نأمل أن تجدوا فيها المبادرات التي تعكس اهتمامكم وحرصكم على دعم المناطق الهشة:
1. تحفيز الفلاحين وأصحاب الحقول عبر تقديم تحفيزات مالية، مثل تعويض مادي لكل من يقدم نفايات النخيل (جريد، سعفات) للوحدات أو المديريات التابعة للإدارة الوصية. يمكن تحديد تعويض قدره درهم واحد للسعفة الواحدة أو للكيلو من مخلفات النخيل ، بحيث يكون لكل طن (1000 كيلو) قيمة 1000 درهم. هذا سيشجع الفلاحين على جمع النفايات وتنظيف الحقول، مما يساعد في التصدي لمشاكل النفايات الزراعية ويعزز الاستدامة البيئية.
2. إعادة تدوير نفايات النخيل: بعد جمع النفايات، يمكن إعادة تدويرها لاستخراج الفحم (الفاخر) ، وتقديمه كهبة للأسر المساهمة في المشروع، مما يساهم في تعزيز اقتصاد الواحات ويخلق فرص عمل إضافية.
3. التعاون الدولي والاستفادة من التجارب العالمية: يمكن فتح المجال للتعاون مع المانحين الدوليين والمنظمات المعنية بالبيئة والتنمية المستدامة، للاستفادة من التجارب الدولية والعربية في إدارة الواحات وحمايتها، وبذلك نضمن نقل المعرفة والتكنولوجيا الحديثة لهذه المناطق.
وعلى سبيل المثال يمكن أن تسخر الإعانة التي يحصل عليها الملتقى الدولي للتمور جزئيا أو كليا لهذا المبتغى
سيدي الوزير،
إن هذه المبادرات، إذا تم تفعيلها على أرض الواقع، ستسهم بشكل كبير في تنمية الواحات، وتحقيق الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية لهذه المناطق التي تعد جزءاً لا يتجزأ من هويتنا وثقافتنا الوطنية.
نأمل أن تجدوا هذه المقترحات فرصة لتحقيق التغيير الجذري الذي تحتاجه الواحات وأهلها. إن مسؤوليتكم، سيدي الوزير، تقتضي العمل الجاد والمستمر لحماية هذا التراث الغني والحفاظ على حياة المواطنين في هذه المناطق الهشة.
مع فائق التقدير،
محمد التفراوتي
ناشط بيئي وفاعل في قضايا الواحات
زاكورة – ماي