دور الإعلام فى نشر الوعى لدى المواطن

اقتنص الإعلام هذا الدور منذ ظهوره حتى الآن… فمما لاشك فيه ان الإعلام بجميع صوره هو الصانع الحقيقى للوعى الجمعى وهو المصدر الحقيقى لجميع القيم المصدره للمجتمع..إيجابية كانت أم سلبية… فصار دوره أكثر تأثيرا من كافة الجهات المؤسسية الأخرى وكافة المنظومات الإجتماعية المعنية بالتربية وإكساب معايير الذوق والجمال ومعايير الصواب والخطأ إلى غير ذلك.

فمنذ بدايات منتصف القرن العشرين وعبر فترات زمنية متلاحقة وليس بزمن قصير… شاهدنا ثورة فى تطور وسائل الإعلام والإتصال وإنه نظرا لإتساع مدى وسائل الإتصال سواء المقرؤء منها أو المسموع أو المرئي وكلما تقدمت العصور فى كافة مناحى الحياة ازدادت حاجة الإنسان للإعلام

والإعلام فى أبسط معانيه هو لغة التبليغ وهو العملية التى يتم فيها نشر الأخبار والحقائق والآراء والأفكار بين الناس بمختلف الوسائل المتاحة لإقناع الناس وإمتاعهم ونشر التوعية والحصول على التأييد او الرفض على حد سواء ويعرف الألمانى “أوتوجروت” الإعلام بأنه هو التعبير الموضوعى لعقلية الجماهير وروحها وميولها وإتجاهاتها فى نفس الوقت
وتعددت وسائل الإعلام إلى وسائل إعلام مطبوعة تمثلت فى الصحف والجرائد التى راحت تنشر الأخبار وتحقيقاتها وتحليلاتها والمقالات وآراء الأدباء والكتاب..وكانت هذه الصحف والجرائد لسان حال الثورات فى عصور ولت وكان يتهافت عليها القراء وكانت تصدر ضدها أحكام بالغلق لإنتهاجها أحيانا سياسات مناهضة للسياسات العامة وتميزت المجلات بوجود أغلفة وصفحات متخصصة ويذكر التاريخ أن أول مجلة نشرت بفرنسا كان اسمها M..gentlman`s Magazine

ومن الوسائل المطبوعة إلى الوسائل الغير مطبوعة تمثلت فى وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والإلكترونية
فمع إستكشاف الترددات المغناطيسية على يد”هنرى هيرتز” فكان اول راديو تم أختراعه عام 1895 وتميز الراديو أو المذياع بإمكانية إقتنائه وإنه لايحتاج لمهارة معقدة عند تشغيله علاوة على حجمه الصغير ووزنه الخفيف وإمكانية إستقبال بثه فى أى مكان فى العالم

وكل الأجيال القديمة تربت على المذياع وما كان يبثه من برامج وأغان ودراما ساهمت بالإرتقاء بوعى الناس ورفع ذوقه العام وكان الجميع يتابعه على كافة محطاته بشغف واهتمام
وانتقالا إلى التلفاز الذى حقق جماهيرية اكثر والذى بدأ بلونيه الأبيض والاسود وكان أول بث له عام 1941 وسحب التليفزيون البساط من المذياع لاستخدام الصوت والصورة معا وتعددت قنواته حتى تم انفتاح العالم على القنوات الفضائية التى تنوعت وتخصصت واختلفت توجهاتها وانتقلت ملكية بعضها من مؤسسات حكومية لملكية افراد عملت على التربح احيانا فعمدت على بث المادة الاعلامية التى تحقق عائد مادى دون مراعاة الهدف الأسمى من الإعلام الحقيقى… وامتلأ الفضاء الإعلامى بمئات من القنوات التى تصل لكل بقاع المعمورة

ومن وسائل الإعلام المسموعة والمرئية إلى وسائل الإعلام الإلكترونية التى جمعت جميع الصفات السابقة وتعددت المواقع وخرجت شبكات الإنترنت لتغطى العالم وتربطه كله تحت فضاء واحد حتى بيد العالم كقرية صغيرة واستقل الإنتر نت عن الدول وسياساتها فلا أحد يتحكم فيه ولابمحتوياته من آراء وأفكار فاصبح يجمع بين الصالح والفاسد ..البانى والهادم الى غير ذلك من كل المتناقضات التى ترجعنا مرة أخرى للمؤسسات الاجتماعية الاولى المنوط بها تربية النشء للإعلاء من شان القيم والاتجاهات المرغوبة وتأكيد الهويات والوازع الوطنى للتعامل مع كافة التقنيات الحديثة من انترنت ومستقبلات القنوات الفضائية
بقلم /مجدى مرعى

بواسطة
مجدى مرعى حسن - مصر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق