آدم وحواء من آيات الله تعالى
نتناول في هذا المقال موضوعين :
علاقة لصيقة بين الذكر والأنثى من بدء الخلق ، يتفرقان بشخصية وذات مستقلة جسدا وعقلا ونفسا لكل منهما ثم ترجعان مرة اخرى آية من آيات الله تعالى في الزواج .
إن أمر الله تعالى للملائكة بالسجود لآدم فيه تصريح بأن طبيعة هذا الإنسان فيها الاستعداد للترقي الروحي ،فالفيوضات الإلهية على الإنسان لا تنتهي .
وأما كلمة آدم فقد ارجعها بعضهم إلى اصل خلقه عليه السلام وهو أديم الأرض . وآخرون الى لونه الذي يميل الى السمرة . وهناك رأي آخر حري بالاهتمام وهو إعادة التسمية إلى لما يحويه من الطيب والتحلي بالكمال المستطاع ، بالخلق والعقل . وأما حواء لانها خلقت من شيء حي .
لقد عاشت المرأة ” حواء” منذ زمن طويل حالة من الاضطهاد والتمييز العنصري في الغرب والشرق ، وفي كل مرة ما ان تأفل نار التمييز بالتشريعات الناظمة لعلاقة الإنسان مع أخيه الإنسان حتى تعود مرة أخرى . ويمكن أن نلخص أسباب وقوع الظلم على ” حواء” بالتالي :
ثانيا : توجهات دينية( المسلمين وغير المسلمين ) متطرفة تتلقف بعض الروايات غير الصحيحة لتزيد من تهميش المرأة في المجتمع .
النتيجة شعور الذكر بأنه ارقى من المرأة نفسا وعقلا وجسدا ،وعليه فهو في الدرجة الأولى دوما ، والمرأة في الدرجة الثانية . ….!!!
عاب القرآن الكريم التمييز منذ ولادة هذه الأنثى بعيدا عن شكلها او لونها أو قوتها ، لا يجوز ان نتخذ موقفا مشؤوما من المولود فقط لأنه “حواء” . وهذه النص يعلن التسوية بين الذكر والأنثى .
نعم …. !!!!
إنه” الابتذال الجنسي” الذي صار المفهوم الوحيد الذي تقدم فيه المرأة في كل مكان للأسف!! سلعة إعلامية تباع وتشترى ، مما زاد من وتيرة الاضطهاد ضد المرأة ، الغرب والشرق يعاني من تزايد الاضطهاد والاتجار بالمرأة تحت مسميات ” ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب والويل عليها ” .
تدخل معترك الحياة بكفاءتها وعلمها وعفتها .
*ثالثا* : الإنتاج ، والنفع الذي يعود على الوطن والمواطن .
هذان النموذجان يمثلان مرجعية في الاسلام لقربهما من رسول الله عليه السلام والثاني لما لهما من مواقف عظيمة علمية وحياتية .
لقد جمعت السيدة خديجة بين الاخلاق وقوة الشخصية هذه المؤهلات تممتها بمعرفة سيدنا ومولانا محمد عليه السلام حتى قامت بالزواج منه .
وسيدنا رسول الله عليه السلام يزيدنا معرفة بالسيدة خديجة التي كانت أول من آمنت به وصدقته ، وكانت الداعمة للرسالة بمالها ، كأنها تعلمنا أن المال والثروة الشخصية لا قيمة لها اذا لم توضع في خدمة الإنسان والوطن .
كانت مرجعا في الفتوى وتجيب على كثير من الاستفسارات الفقهية ، كما أنها اشتهرت باستدراكاتها على بعض الصحابة رضي الله عنهم ، لتصوب من نسي او اخطأ او وهم منهم في رواية الحديث ، كما أنها كانت تتوجه في بعض الأحيان لنقد متن الحديث فهي جمعت بين الرواية والدراية وقد عدها بعض العلماء في المرتبة الرابعة رواية عن سيدنا رسول الله عليه السلام فمجموع ما روته (٢٢١٠) منها (١٧٤) متفق عليه ،و(٥٤ ) حديث انفرد بها البخاري ،و ( ٦٩) انفرد بها مسلم .
سأضع بين يدي القارئ الكريم بعض هذه الاستدراكات لتعطينا تصورا عن مكانة المرأة في الاسلام واهتمامها بإنتاج المعرفة الدينية ، والروح النقدية بعيدا عن التقليد الأعمى :
وتستدرك السيدة عائشة على هذه الرواية لتقول : ( يغفر الله لأبي عبد الرحمن أما انه لم يكذب ،ولكنه نسي او أخطأ ” “إنما مر رسول الله عليه السلام على يهودية يبكى عليها فقال : إنهم ليبكون عليها ، وإنها لتعذب في قبرها ” وحسبكم قوله تعالى :” ولا تزر وازرة وزر أخرى”
الثاني: روى أحمد من طريق قتادة عن أبي حسان أن رجلين من بني عامر دخلا على عائشة فقالا : ( إن أبا هريرة قال : قال رسول الله عليه السلام : ( الطيرة في الفرس والمرأة والدار ) فغضبت عائشة غضبا شديدا وقالت : ( إنما قال : ” إن أهل الجاهلية كانوا يتطيرون من ذلك ” ) ورواه احمد بلفظ آخر واستدلت بالآية ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في السماء إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ) .
الثالث : ما جاء في سنن البيهقي ، أن السيدة عائشة أخبرت أن أبا سعيد الخدري قال : قال رسول الله عليه السلام ( المرأة لا تسافر إلا ومعها ذو محرم ) قالت عمرة بنت عبد الرحمن : فالتفتت عائشة الى بعض النساء وقالت : ما لكلكن ذو محرم “)
والكلام في هذا الباب طويل ولكن اردنا أن نشير كيف كان فقهاء السلف ينتقدون ويردون ، وهذه السيدة عائشة تعمل على نقد الحديث رواية ودراية .
لا نبالغ اذا قلنا : قد تكون هذه النماذج وغيرها الناهض الحقيقي للمرأة في عصرنا الحالي لتجمع بين العفة والعلم والعمل .