أغبالة.. تدخل بطولي للأطر الصحية والسلطات المحلية لإنقاذ ثلاث نساء حوامل

عاشت الأطر الصحية والسلطات المحلية بمركز أغبالة يوم أمس الثلاثاء 12 يناير 2021، أجواء استثنائية ومغامرات تكتسي طابع الخطورة، نتيجة ما شهدته المنطقة من تساقطات ثلجية كثيفة بلغ علوها أكثر من 60 سنتيم، ودرجة الحرارة الدنيا التي وصلت إلى حد “3-” تحت الصفر نهار و “10-” تحت الصفر ليلا، إضافة إلى العزلة وسوء أحوال الطرقات…، لكن رغم كل هذه الصعاب فقد تمكنت الأطر الصحية بتنسيق دائما مع السلطات المحلية من إنقاذ حياة ثلاث نساء حوامل بالدواوير المجاورة لمركز أغبالة.

واستهل الطاقم الصحي رحلته الصعبة يوم أمس من دوار “تيط نبلال”، الذي يبعد عن مركز أغبالة بحوالي تسع كيلومترات، رفقة السلطات المحلية في شخص قائد قيادة المنطقة، إلى جانب الفريق التقني المكلف بازاحة الثلوج وتيسير الطريق لسيارة الإسعاف، وما أن وصل الطاقم الصحي حتى وجد السيدة في حالة مزرية يرثى لها، الشئ الذي استدعى اجراء عملية جراحية لها على الفور داخل بيتها، دون الإنتظار إلى حين وصولها إلى المستوصف المحلي بأغبالة، لكن بفضل الله أولا وبفضل المجهودات الجبارة لكل المتدخلين في هذه العملية، فقد تم إنقاذ حياة السيدة وحياة مولودها.

وبعد ثلاثة ساعات تقريبا من ذلك، توصل الطاقم بمكالمة هاتفية أخرى من دوار “بوتمشط”، لعون سلطة يستغيث ويستنجد الأطر الصحية لإنقاذ حياة امرأة حامل، أتاها مخاض الولادة دون سابق انذار، لتبدأ رحلة الطاقم من جديد على سيارة الإسعاف وتنتهي على ظهر الحمار، بعدما تأكد للجميع استحالة وصول السيارة أو حتى الجرار إلى عين المكان، نظرا لكثافة الثلوج وسوء أحوال الطرقات، مما جعل الطاقم يقطع أكثر من 10 كيلومترات سيرا على الأقدام والتناوب على ظهر الحمار…، ورغم كل المجهودات المبذولة إلا أن الأطر الصحية التي وصلت بمشقة الأنفس وبمساعدة السلطات المحلية، وجدت السيدة في حالة مزرية، لا تسمح بتوليدها هناك وفي مثل تلك الظروف، الشئ الذي استدعى نقلها على وجه السرعة إلى المستوصف المحلي بأغبالة، لتنتهي الرحلة أخيرا بخروج الجنين وارسال أمه إلى المستشفى الجهوي ببني ملال قصد تلقي باقي العلاجات اللازمة.

وفي ذات الوقت، الذي كان فيه الفريق يسارع الزمن لإنقاذ حياة المرأة الحامل بداور “بوتمشط”، توجه طاقم أخر إلى دوار “تيستي”، قصد توليد امرأة أخرى كانت في صدد وضع جنينها، لكن بعد معاينة الأطر الصحية لحالة السيدة المعنية بالأمر، تأكد لهم أن الوضع يتطلب نقلها على الفور إلى المستشفى الجهوي ببني ملال وسط ذهول عائلتها وأقاربها، نظرا لصعوبة توليدها هناك…

كل هذه الوقائع والأحداث إلى جانب عودة السيد والي جهة بني ملال-خنيفرة يوم أمس من أعالي جبال أيت أويرا، تؤكد بالملموس أن البنية التحتية بالمنطقة هشة خصوصا بالعالم القروي، وأن الوضع بات يتطلب أكثر من أي وقت مضى توفير خدمات وأسطول من الآليات بمركز أغبالة، التي من شأنها أن تقلل من معاناة الساكنة لاسيما في مثل هذه الظروف.

بواسطة
محمد أولامين - إقليم بني ملال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق