اختتام الجامعة الصيفية للطريقة البودشيشية.. د. مولاي منير القادري يبرز البعد المقاصدي للتربية الروحية
تواصلت فعاليات ليالي الوصال الرقمية المنظمة من طرف مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية، ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال، من خلال تنظيم الليلة الرقمية 169، السبت 26 من الشهر الجاري، وشارك في هذا السمر الروحي، ثلة من العلماء والمثقفين والمسمعين.
وفي كلمته تناول الدكتور مولاي منير القادري رئيس مؤسسة الملتقى ومدير المركز الأورومتوسطي لدراسة الإسلام اليوم، البعد المقاصدي للتصوف والتربية الروحية.
وأوضح القادري أن الإسلام يسعى الى تحقيق السمو الأخلاقي والروحي، وترسيخ أواصر التعامل الأخلاقي بكل مقوماته˓ وبين أن الاخلاق هي جوهر الدين، مضيفا أن المؤمن يعيش الحياة المادية ولكنّه دائم التعبّد والتفكّر والذكر، يعمل لدنياه ويقبل على العبادة باجتهاد.
وزاد أن تمثل المضامين الأخلاقية للتصوف الذي هو مقام الاحسان˓ يمكن أن يسهم في حل النزاعات وفك التوترات وتقليص الفوارق وإشاعة ثقافة التعاون والتعايش المشترك ، مبينا أن للتصوف روح معنوية تسري في القلوب لتمد العقول بأسباب الإبداع والأمل والنهوض، وتجتث جذور اليأس والهدم والعدمية.
وشدد على ضرورة تربية الشباب على القيم الأخلاقية باستثمار الوسائل الحديثة، لافتا في هدا السياق الى أن تنظيم الليلة الرقمية 169 يتزامن مع اختتام فعاليات الجامعة الصيفية 2023 لشباب الطريقة القادرية البودشيشية، والتي نظمت في الفترة من 21 إلى 26 من الشهر الجاري ، تحت شعار : “قيم الجدية أساس بناء المواطنة الفاعلة و الايجابية “، والذي استلهمته من الخطاب الملكي السامي لمولانا امير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره وأيده˓ بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لاعتلائه عرش أسلافه الميامين، والذي تناول فيه جلالته قيم الجدية والتفاني في العمل، وأهمية دور الشباب في تنمية الوطن مشيدا جلالته بما حققه الشباب المغربي في كل المجالات و الميادين.
وأضاف القادري أن الجامعة الصيفية من خلال أنشطتها تهدف الى تحفيز الشاب على الانخراط الفاعل والإيجابي في محيطهم المجتمعي، و تمكينهم من اكتساب مهارات و معارف تتلاءم مع متطلبات العصر، دون اغفال تطوير الجانب القيمي والأخلاقي في نفوسهم باعتباره اللبنة الأساس في بناء الشخصية المتوازنة للإنسان، انطلاقا من مبدأ أن “الصوفي ابن وقته”؛ وتوجيههم ليكونوا رجالا صالحين منتجين لقيم الخير والعطاء˓ نافعين لأنفسهم ولوطنهم، ومجندين تحت القيادة الرشيدة لمولانا امير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده.