الاعلام.. للبناء وليس للهدم
يعتبر الإعلام وسيلة يتم بواسطتها نقل الخبر وإيصاله الى الجمهور لمعرفة آخر المستجدات حول العالم وذلك عن طريق تنظيم الاخبار العامة والتقارير الإخبارية المتنوعة وبكل ما يحدث من السلبيات والإيجابيات في كافة المجتمعات المحلية والدولية، بالإضافة الى المقالات التي تعبر عن رأي كتابها حول مواضيع مختلفة شاملة وفي كافة المجالات.
إن الوسائل الإعلامية المتنوعة من مرئية وسمعية ومكتوبة تنقل لنا الأحداث الجارية على الساحة الدولية والمحلية سواء كانت سياسية أو اقتصادية واجتماعية..الخ وبكل ما يتعلق بمجريات الحياة لتكون جاهزة أمام القراء والمشاهدين والمستمعين، فالإعلام هو المنبر الناقل للأحداث حول العالم الى الشعوب في كافة الدول، ليكونوا على علم ودراية بما يدورحولهم سواء كان الخبر ينقل الاحداث المفرحة أو المقلقة والحزينة.
لذا يجب صياغة الخبر والتقارير والمواد الصحفية الأخرى والمقالات بكل مصداقية وشفافية لا تشوبها أي شائبة، ولا ينقاد الإعلامي أو الصحفي أو المؤسسة الصحفية الى رأي وتوجهات سياسية وحزبية وتجارية وقد تكون دولية خارجية، تعمل على تأجيج الوضع والتحفيز على الظواهر السلبية وإثارة النعرات الطائفية وزرع بذور العنصرية وبث الخوف والترويع بين أفراد المجتمع والتشجيع على الإرهاب، من خلال تضخيم وفبركة الخبر مما يؤدي بهما الى فقدان هيبتهما والتقليل من الشأن الإعلامي والصحفي، والذي يعتير وسيلة من وسائل التوعية والتثقيف في حياة المجتمعات، وقد لا يبالي من ينقل هذه الأخبار المفبركة ويشعر بالفخر والزهو والتباهي لأفعاله الدنيئة الإجرامية والتي قد تؤدي الى الخراب داخل البلدان ونشر الرعب والهلع في نفوس الناس، وقد تدفع بأبناء البلد للقيام بالإحتجاجات ضد الدولة أو جهة معينة دون علمهم بأساسيات ومصدر الخبر مما يؤدي الى تفاقم الأوضاع في البلاد، أو قيام بعض المغرضين بالمشاكل التي تؤدي الى عرقلة مسيرة التقدم.
كما أثرت بعض وسائل الإعلام وخاصة التجارية على أخلاق المجتمع وبالأخص اتجاه المراهقين والشباب وتشجيعهم الى مشاهدة أفلام العنف والمبتذلة مما يدفعهم لارتكاب جرائم السرقة والأغتصاب والتعدي على أقرانهم والهيئة التعليمية في المدارس… وإلى غيرها من المشاكل، أضافة الى الفيديوات التي تبث من خلال اليوتيوب للأطفال والتي تحرض على استخدام العنف والقوة في سلوكياته اليومية وأن لم يتم السيطرة عليها ستؤدي بالطفل لارتكاب الحماقات أو ربما الى ارتكاب الجرائم مستقبلاً.
أن الإعلام وسيلة أوجدت لبناء المجتمع وتوعيته وتثقيفه وليس لهدمه وتحطيمه، الخبر الأعلامي مادة تساعد على نشر الوعي وتنوير الفكر للفرد في المجتمع ليكون على علم بما يدور حوله، وأن يتميز بالصدق وكسب ثقة المواطن المتلقي للخبر، لا تعتلي صفحاته وكلماته أي غبار أو شوائب تؤدي إلى أحداث بلبلة وضجة بين المجتمعات المحلية والدولية، وأن تنظم التقارير بصورة صحيحة ودقيقة مع الاثباتات والاحصائيات والصور التي توثق صحة التقرير، بأيصاله الحقائق والوقائع بكل وضوح وشفافية، وبهذا يكون للإعلام دور رئيسي لنقل المواد الخبرية بأنواعها من خلال فتح نافذة على العالم للأطلاع على الأمور المستجدة في الكرة الأرضية وعلى كافة الأصعدة والمجالات.