الخوف هو الدافع
تخيلت أن هجمة كورونا سوف تجبر المصريين على الالتزام بما تطالب به السلطات.. ولكنّ شيئًا من ذلك لم يحدث.. فالأحضان مستمرة، والقبلات لم تتوقف، بل والتجمعات لم تخف.. وكأن المصريين قد تعايشوا مع هذا الوباء.. وربما يرددون أغنية عبدالحليم حافظ: بالأحضان يا كورونا بالأحضان.. ولا أحد يخاف.
حقيقة، هناك من يلتزم، ولكن نظرة على الأكثرية تقول لنا لا شىء يخيف المصريين، وعلى كل المستويات.. إذ عند الصفوة الإصابات تزداد.. وما جرى فى مهرجان السينما فى منتجع الجونة خير دليل.. وبين الناس العاديين تجد من يتأبط ذراع صديقه أو صديقته فى الأسواق.. ونظرة على الأفراح تقول لنا بذلك، فلا أحد يلتزم بالتباعد، ولو من أجل تقليل فرص انتشار الوباء.. وإذا كانت الجنازات ترى بعض هذا الالتزام، إلا أن الأفراح تقول بغير ذلك. حتى فى مظاهر الحياة العادية.. يعنى عند محال البقالة أو السوبرماركت.. أو حتى حول عربة الفول المدمس كل صباح.. والمؤكد أن ذلك هو أيضًا ما يحدث فى دور السينما، وفى معظم المواقع التى يحدث فيها الزحام، من المصالح الحكومية، وأمام المخابز.. وغيرها.
وفى المدارس نجد العجب. إذ هناك طوابير الصباح.. أو عند الصعود إلى الفصول أو النزول منها.. وهنا نحذر من نتائج انتشار الوباء بين أولادنا خصوصًا فى فناء المدرسة، أو حصص الألعاب، وعند أى نشاط.. فهل نطالب الدولة بمزيد من الإجراءات للسيطرة على هذا الوباء؟!.
وإذا وجدنا من يضع الكمامة.. فإن غيره لا يستخدمها، وما نراه فى الشوارع خير مثال. أو ما نلمسه فى وسائل المواصلات العامة يقول لنا ذلك، خصوصًا عند الذهاب للعمل، ونجد الكتف فى الكتف.. وهكذا.. هل طول تعايشنا مع هذا الوباء قلل من اهتمامنا بالإجراءات التى تراها الدولة ضرورية للمقاومة؟!.. واذهبوا إلى أماكن بيع الطعام فى أسواق الخضر والفواكه أو أسواق السمك وغيرها.. والعقوبة هنا باتت ضرورية.
ومازالت تستفزنى صور سلامات اليد.. بل الأحضان، وكأن شيئًا خطيرًا لا يعيش بيننا الآن. وإذا كانت بعض الدول قد عادت إلى الإغلاق – ومنها بعض الدول المتقدمة – فهل نطالب فى مصر بالعودة إلى الإغلاق، بالذات فى المدارس والمحاكم والمصالح الحكومية ذات الخدمات؟!.
وهل نفرض غرامات مالية أكبر على من لا يلتزم.. أم نطالب بعقوبات بدنية ولو بحجز من يخالف داخل أقسام الشرطة؟!.
.. ويبدو أننى كنت واهمًا عندما تخيلت أن الخوف من الوباء سيجبر الناس على الالتزام.. هنا لابد من العقوبات!!.