الدكتور عبد الرزاق وورقية يحلل الخطابات المتطرفة على الفضاء الأزرق
أكد الدكتور عبد الرزاق وورقية، أستاذ التعليم العالي بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، في تدوينة على صفحته على موقع فيسبوك، أن “المتسلفة فرقة متطرفة واحدة مهما اختلفت أسماؤها وشيوخها، موضحا انها متفقة على تقسيم التوحيد الذي بمقتضاه يتم تكفير أغلبية المسلمين”، وتابع أنها “لو امتلكت وسائل القوة والسلطة لقامت بالأعمال الوحشية نفسها التي قامت بها داعش وأخواتها، فلا فرق ما دامت المعادلة هي: تكفير المخالف + الكافر يُقتل+ منفذ الحكم هو الفرقة الناجية (المتسلفة في زعمهم) = الإبادة للمخالف واغتصاب نسائه واسترقاق أطفاله، والمشاهد المرعبة التي وقعت في حروب المشرق شاهدة على ذلك، والأغمار المستلبون في المغرب، ما زالوا يدافعون عن منظري المتسلفة ورموزهم”.
وعزا وورقية الانحراف العقدي والفقهي عند الحركات والتنظيمات المتطرفة، إلى إنكارهم للمجاز في اللغة وفي الخطاب الشرعي قرآنا وسنة مما أسقطهم في التجسيم على مستوى العقائد، والحرفية الظاهرية على مستوى الفقه، وتكفير المخالفين لهم في ذلك ظنا منهم احتكار صوابية التأويل، إضافة إلى إنكارهم للبراهين العقلية التي عليها مبنى مباحث كثيرة في الفهم والاستدلال، مما دفع بهم إلى إنكار المسلمات العقلية، وأسقطهم في ضرب من السفسطة والارتباك والاضطراب في ترتيب الأدلة والترجيح بينها، حتى أفضى بهم الأمر إلى تقديم فهوم “شيوخهم” على كليات الشرع والعقل.
وتطرق وورقية إلى بعض التحديات التي فشلت فيها الحركات الدينية السياسية، كالتحدي التربوي الأخلاقي، موضحا أنها فشلت في تربية أفرادها على القيم الأخلاقية الكبرى التي جاء بها الدين، من الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن، وحفظ حرمة الأشخاص عند نقد الأفكار، مضيفا ان دفاع المتبعين لهذه الحركات عن فكرهم بالإساءة الخلقية إلى مخالفيهم يكشف زيف الطهرانية التي يزعمونها.
وأوضح في تدوينة أخرى أن “بعض الشباب المغربي يدافعون عن شيوخ التسلف ويصفونهم بالعلماء والدعاة وبذوي أخلاق، بمجرد معرفتهم بهم عن طريق القنوات الفضائية واليوتيوب، وبمجرد “لحن” الخطاب، وتنميق الصورة إعلاميا، فمن هنا نعلم كم تحتاج الذهنيات العامية وغير العلمية من الوقت، لتنمية ملكة التقييم والنقد والتحليل، وذلك هو الفرق بين المعرفة الأشبه بالجهل والمعرفة العلمي”.
وفي هذا السياق بين ورقية أنه “في كل مرة تُغلق المساجد في إطار إجراءات الطوارئ الصحية يُطل علينا بعض الوعاظ التلامذة لرموز التسلف فيحكم على الدولة بالضلال ويهددها ويبتزها بكثرة الأتباع”، مصيفا ان بعض هؤلاء طالما اشتغلوا وعاظا في إطار أنشطة المجلس العلمي ببعض المساجد، ورغم ذلك لم تغادر نزغات التسلف عقولهم ونفوسهم.