الزعيم علال الفاسى .. والنقد الذاتى (4-5)

رابعا ) الفكر الاجتماعى :
1-تمهيد
يرى أن غاية الإنسان هى بناء وجدان عال .. وأن هذا الوجدان العالى هو الذى يجب أن يملك ةفكرنا الاجتماعى ؛ لأنه بدونه لن نصل إلا إلى الفوضى .
ويرى أن حل مشكلة ذوبان الفرد داخل الجماعة أو الحزب هو :
” فى الرجوع إلى الأساس الذى وضعت من أجله هذه الجماعات وهو خدمة الفرد ” ؛ وأن وهم السيطرة وإتباع الشهوات هما اللذان يقضيان على القصد الطيب الأول وهو “هناءة الأفراد وسعادتهم عن طريق تضامنهم العام ” .

داعيا لضرورة تنمية روح الجماعة التي لا تقضى على الفرد ولكن تعطيه أداة للتضامن من أجل تقدمه وازدهاره .
ويلفت النظر إلى خطأ فادح فى طريقة تفكيرنا وهى أن نتناسى أمراضنا الخاصة ونبحث عن أمراض أخرى موجودة عند الغرب , ولذلك نبحث عن علاج لا يليق إلا بالمرض الغربى , وهكذا نسمم مجتمعنا بأدوية لا حاجة به إليها بينما يبقى فى قبضة المرض الذاتى يفتك به فتكه الذريع ” .

ويدعو لضرورة العمل على صهر الشعب فى وحدة اجتماعية كاملة ولذلك يجب أن نعمد إلى أثر القبلية والسلالية ؛ فنقضى عليه قضاء مبرما .. ونحول الكل إلى الوضع الطبعى الذى هو الاهتمام بالأسرة والعموم والأمة .
ويرى أن تهافت المسلمين الأولين على الفتوحات أدى بكثير من أمراء الإسلام ورؤسائه إلى طمس كل ما هو من صالح الطائفة الإسلامية وإلى مقاومة كل المصلحين الذين حدثتهم نفوسهم بالعودة إلى الإسلام الصحيح , وأن الإسلام الذى يقرر حرية الاختيار وحرية الشخص ويوجب المشورة ويفرض العدل لا يمكن أن يوافق بحال على ما هو جار عندنا باسم الدين أحيانا واسم التقاليد أخرى .

ثم ينتقد علال الفاسي العلامة ابن خلدون لعدم اهتمامه بالناحية الاجتماعية اهتمامه بالاجراءات اللازمة لتأسيس مملكة أو دولة ما ؛ وأنه لم يفكر قط فى أسباب تكوين الجماعة ولا القوانين اللازمة لذلك ؛ فالمجتمع الإسلامي حسب قوانين الإسلام لا يمكن أن يقوم إلا على أساس الأخوة والتضامن بين الأفراد وخضوع كل واحد لوجدان عال يقتضى الحرية ويستلزم المسؤولية .

مؤكدا أن الإسلام دين أخلاقي مثل غيره من الديانات ويزيد عليها بأنه دين اجتماعى .
ويرى أن المستبد يمكن أن يكون عادلا أو جائرا , كما أن الجمهور يمكن أن يكون طاغيا أو مخلصا ومآل ذلك هو الوجدان الذى يملكه كل واحد منهما .

٢-المجتمع المغربى
قام بعرض بعض ما يميز المجتمع المغربى مثل :
” الانصهار بين عناصر المجتمع المغربى حتى أصبحت جميعا تشعر بأنها مغربية صميمة , العلاقات الاجتماعية المتينة بين المغاربة فى ظل المواطنة ” .
ثم قام بعرض المشاكل الاجتماعية والأدواء العامة المحدقة بالمجتمع المغربي .
محذرا من أن وجود لهجات متعددة بالبلد الواحد رغم أن ذلك لا يضر بها سياسيا ولا يمس وحدتها .. ولكنه يشكل خطرا من الناحية الاجتماعية وهو ” صعوبة التفاهم بين مختلف الأشخاص وتبليغ فلسفاتهم ” .

ثم يحذر من تفشى ظاهرة تعدد الزوجات والتسرى بالإماء وكيف أن كل هذه أخطار تهدد العائلة .
ثم يقول : ” إن كل إصلاح اجتماعي يقوم على تحسين حالة الأفراد المادية والمعنوية وهذا يتوقف على تكوين الوجدان العالى فى أنفس المسئولين من رجال الحكم والعاملين من رجال الإصلاح , وغرس هذه الوجدان وتكوين الحماس من حوله فى نفسية الشعب بسائر طبقاته ”

3- كيف نفكر بالمجتمع المغربى
يقرر أن مجرد معرفة أدواء المجتمع ليس كافيا للعلاج , بل يجب أن تكون فى نفوسنا وفى نفوس أبناء قومنا شعورا كافيا بها ووجدانا عاليا بضرورة إصلاحها .
وأن المثل السامية لمجتمع ما .. هي التي تحدد مشاكله وتميز أدواءه ولأجل هذه الاعتبار تختلف المشاكل باختلاف البلاد ومقدساتها .

ويدعو للاهتمام بالمثل العليا التي جاء بها الإسلام , لأن ذلك خير وسيلة لتقريبنا من الغاية التى نريدها وهى تحديد المشاكل الاجتماعية المغربية وفقا لإرادة الأمة ورغباتها .
محذرا من الحلول السطحية التى لا تقضى على جرثومة الأدواء ولكنها بمثابة مخدر يخفف من حدة الداء فقط وتزيد في إعضال الداء .. مثل إعطاء الصدقة أو تنظيم الإحسان لحل لمشكلة الفقر .

ويدعو للنظرة الشمولية لحل المشاكل الاجتماعية : ” فالطلاق مثلا يحمل في طياته الأرامل والمومسات والأميين والمتسولين والعاطلين عن العمل ” .
وأن التقدم ليس أمرا مطلقا بل شئ نسبى , لأن ما يمكن أن يكون تقدما فى نظر بعض الناس يمكن أن يعتبر تاخرا فى نظر الآخرين .

وأن الإسلام ثورة اجتماعية على العقول العتيقة .. التى تعتقد فى قصورها وعجزها عن كل إبداع أو تكوين .
وكيف أن هذه الواقعية الجبرية أول ما يجب أن يزول من تفكيرنا العام وذهنية أبناء قومنا وذلك بتفهيم الأمة أن عقيدة القضاء والقدر ليست فى الإسلام إلا تفسيرا لما وضعت عليه طبائع الأشياء وجبلت عليه نواميس الكون فالواجب هو أن يحملانا على تغيير ما بأنفسنا لنتمكن من تغيير أحوالنا .
ثم يقول : ” إن التفكير بالمجتمع لا يتم إلا بإحداث ثورة الفكرية والتحرر الفعلي من خرافات الماضي وأباطيل الحاضر “.

4- العائلة
يعتبرها الحافظ الأمين على بقاء النوع البشرى وعلى تربيته وهى المظهر الأهم للأمة والحارسة لتراثها وقدسياتها .
ولذلك يجب أن ننظر قبل كل شئ إلى الأسس التى تدعم وجودها وتجعلها جديرة بآداء دورها الاجتماعى الخطير .
مؤكدا أن المرأة فى عصر الارتقاء العربي كانت محترمة مهابة الجانب ثم أصبحت فى عهد الانحطاط بمثابة الخادمة المضطهدة المغمورة فى وسط الجوارى والحريم .
ثم يقول : ” إن الأسرة المغربية بحاجة إلى إصلاح عميق مهم “.

5- البغاء
ابتكره نابليون بونابرت ” والذى يصفه بعدو المرأة ” ويرى أنه هو أول من أسس دور البغاء المنظمة .
وأنه على الرغم من رد الفعل الذى أحدثته الثورة الفرنسية فإن نابليون طبق عمليا كل المبادئ المقيدة للمرأة والمحقرة لها , وأنه يشكل أداة لتحقيق الإهانة لقسم مهم من سيدات المجتمع الجديرات بكل تقدير واحترام.

وأن الحجاب الكامل وحجز المرأة لم يصل بها إلى الغاية السعيدة التى قصدها الأولون وهى الحيلولة دون المرأة ودون الوقوع في محظور الفساد ، وأن المرأة المحجبة ليست أقل تعرضا لخطر البغاء من أختها السافرة ؛ والفساد في وسط الحاضرة حيث تحتجب النساء ليس أقل منه فى وسط القرية حيث النساء يمرحن فى الفضاء الواسع غير محتجبات .
وهذه زيادة على الشذوذ الجنسى الذى يلاحظ بسبب العزلة فى حياة الرجال مع الرجال والنساء مع النساء .

ويدعو لمقاومة عوامل البغاء الرئيسية : ” العامل الخلقي ، العامل الاقتصادي ، العامل القانوني ، وتهيئة التائبات والعناية الفائقة بهن ” .
مؤكدا أن الشعب منحط الأخلاق هو الذى لا يرى الجمال إلا من جانبه الجسمي ، أما الشعب المتمدين فإنه يلتذ بالشعر والموسيقى والكتابة والحفر والبحث والرياضة والخدمات الاجتماعية .

ويدعو بصفة باتة لمنع هذا النوع من البغاء الذى مازالت محاكمنا الشرعية تعترف به إنه التسرى لقد أصبح الرقيق محرما منذ عهد طويل .
6- المرأة بين العرف والشرع
يؤكد أن كل إصلاح للأسرة المغربية لا يمكن بغير إصلاح حالة المرأة.

وينتقد إجبار الولى أو الوصى البكر على الزواج بمن تريد ومن لا تريد , موضحا أن هذا العمل مبنى على مذهب الإمام مالك الذى يعطى للأولياء والأوصياء حق الإجبار وإن كان يستحب لهم تخيير المرأة فى ذلك , ونحن نعتقد أن روح العصر لم تعد صالحة لتطبيق مذهب المالكية فى الموضوع ؛ لأن المرأة المغربية على أبواب التطور الذى لا يجعلها مستعدة لقبول مثل هذ التحكم فى مصيرها , فالوقت قد حان للعمل بمذهب جمهور الأئمة المسلمين من تخيير البكر والثيب على السواء فيمن تختاره ليكون قرين حياتها , على أننا حينما نرجع لمستند التشريع الإسلامى نجد مذهب المالكية فى هذه القضية محجوجا .. بل صريح فى غير ما ذهب إليه إمام دار الهجرة .
ويؤكد حق الرجل في النظر لخطيبته .

وينتقد زواج الصغيرات أو الوعد بتزويجهن ثم إنجازه بعد أزمان معتبرا إياها ” من أشنع مظاهر الإجبار التى ما نزال نحتفظ بها فى بعض بلداننا ” .

ثم يقول : ” من الواجب على الجيل الجديد أن يتحرر منها وأن لا يشجعها , لأن هنالك فرقا عظيما بين البنت فى سنيها الأولى من الحياة وبينها حين تصبح امراة قادرة على الاختيار ” وأن منع ذلك يجب أن يكون بسن قانون وتشريع وليس بالوعظ والاعتماد على ضمائر الناس فقط ، وأن هذا يندرج تحت أصل شرعي هو مصلحة المرأة العامة ومصلحة الأسرة ، لأن للتزويج في الصغر أضراره التي لا تنكر وأن مبدأ التحديد يجب أن يقرر.
ويدعو لوجوب إعطاء شهادة طيبة بخلو وسلامة الزوجين من الأمراض المعدية أو الأمراض التي لا تقبل الشفاء وذلك قبل تحرير العقد .

ويرى وجوب فرض كتابة عقد الزواج على كل محاولى الزواج فى أنحاء البلاد ومن امتنع عن ذلك فانه يعاقب عليه .
ويدعو للحث على عدم التغالى في المهور ، ولكنه يرى عدم التحديد الرسمي والاكتفاء بطرق الإرشاد والقدوة الحسنة .
ويطالب بتشريع ينظم حفلات الأفراح ويمنع من تجاوز حدودها التي تهلك الحرث والنسل .

7- تعدد الزوجات
يؤكد أن العائلة والدين هما العمدتان الأساسيتان عند سائر الشعوب الأفريقية ؛ فعليها مدار التكوين الاجتماعي للقبيلة تقوى بقوتها وتضعف إلى حد الاضمحلال عند ضعفها .
ويرى أنه يجب منع تعدد الزوجات فى العصر الحاضر منعا باتا عن طريق الحكومة ؛ لأن الوجدان وحده لا يكفى اليوم لمنع الناس منه .. خصوصا وأن الأغلبية الساحقة من الذين يعددون فى الوقت الحالى كلهم من الفقراء والمعوزين وضعفاء الأجسام للآتى :

التعدد ممنوع إذا كان يؤدى لغصب حق اليتيم ؛ فأحرى به أن يكون ممنوعا خوفا من أن يؤدى لغصب أولاد الصلب نفسه حقهم أو إلى إزالة المودة التى وضعها الله رحمة للعائلة .
القرآن صريح فى المنع من التعدد كلما خيف الجور والظلم اليوم للعائلة ولغيرها بسبب التعدد أصبح محققا لا يمكن أحدا إنكاره .

ثم يطبق نظريته فى ” أمر الإرشاد ” قائلا :
” إنى أفهم من الآيات القرآنية أنها تشتمل على أوامر إرشاد يحق للأمة تطبيقها بحسب الزمان والمكان .. فإذا حدث فى العالم الاسلامى ما يخيف من عدم العدل فيما زاد على الواحدة إما بظلم الزوجات أو الأولاد أو المجتمع أو اليتامى أو الإسلام نفسه فيجب الاقتصار على الواحدة
إن التعدد يباح فى المجتمع القائم على جهاز نظامى يمنع من كل ظلم واعتداء
أما فى كل مجتمع يتحقق أو يخاف فيه من العبث بالحقوق الخاصة للعائلة أو العامة من أجل إرضاء الشهوة فيجب سد الذريعة فيه بمنع التعدد ودرء مفسدته ” .

مؤكدا أن عبث الرجال باستعمال فكرة التعدد أدت كثيرا إلى هدم عائلات وحرمان ورثة ومنع الأطفال من عطف آبائهم مراعاة للزوجة الثانية , بل أدت لحوادث قتل وتسميم وغير ذلك من الجرائم الأخلاقية والاجتماعية .
8- الطلاق
يرى ضرورة معاقبة الزوج الذى يسئ استخدام حق الطلاق لغاية غير شريفة , وضرورة تمتيع المطلقة , وإعادة النظر فى ألفاظ الطلاق لأنها أدت إلى خراب كثير من البيوت , وإعتبار الطلاق الثلاث طلقة واحدة , وأن الحلف بالطلاق من أشد الأمراض الاجتماعية الخطيرة .

وضرورة إعطاء المرأة حق الطلاق للضرر وحق الخلع .
مؤكدا أن الطلاق رخصة مباحة ولكنها بغيضة لا تستعمل إلا فى الوقت الذى تفرض فيه العمليات الجراحية .
ثم يقول : ” إن كل إصلاح لشئون العائلة لا يتم إلا بإصلاح القوانين أو الأعراف المطبقة فى البلاد ” .

9- حقوق المرأة المدينة
أكد أن حقوق المرأة المسلمة المدنية تفوق حقوق كل امرأة فى مختلف القوانين والحضارات القديمة والمحدثة مثل : ” الاحتفاظ بشخصيتها , حق التصرف فى مالها , حق تولى الوظائف والشئون العامة , حق الميراث , حق التبرع , حق ارتياد المساجد ” .

وبخصوص حق المراة فى التبرع دعا بالعمل بغير مذهب الإمام مالك الذى يمنع المرأة من التبرع بما زاد على ثلث مالها إلا بإذن الزوج تبرع المرأة ؛ لأنه الأوفق والأنسب لما تقتضيه روح المساواة السائدة فى هذا العصر .
ويرى عدم اعتبار أية وصية تختص بالذكور دون الإناث إن كن مساويات للرجال فى سبب الوصية للتهمة القائمة على اصحابها بمنع تسرب ثروتهم ليد المتزوجين ببناتهم.

ثم يقول : ” إنه لا حياة لأمتنا ولا لأمة على وجه الأرض ما دامت المرأة محرومة من حقوقها وممنوعة من آداء واجبها , وأن كل نهضة لا تعير الالتفات إلا لجانب الرجال لهى نكسة لا
توصل للخير أبدا ” .

10- حماية العائلة
يرى أن هجرة العديد من سكان القرية إلى المدينة لمدد طويلة تسبب فى مشاكل اجتماعية وأخلاقية كثيرة .
ويرفض إجبار الفلاحين على الإقامة بقراهم لأن ذلك يتنافى مع حرية التنقل , حرية الكسب
ويرى أن الحل المناسب هو إجبارهم على عدم التنقل إلا بصحبة أسرهم .
مع بذل المجهود لتحسين حالة الفلاح فى القرية حتى لا تخلو القرى من العاملين بها .

وضرورة فرض العمل بنظام عقود الشغل الطويلة الأمد والخاضعة لالتزامات رسمية تتفق مع مبادئ العدل الاجتماعى .
ثم يدعو الدولة إلى توفير الحد الأدنى بالمجان فى الاعتبارات الآتية : ” المأكل , المسكن , الصحة , التعليم ” وكذلك توفير الأمان فى سن الشيخوخة .

11- الإدمان على المسكرات والمخدرات
يرى أن مشكلة إدمان المسكرات والمخدرات أشد على الفرد وعلى المجتمع من كل الأمراض المعدية مجتمعة .
وأن الحلول تتمثل فى : ” الإرشاد والوعظ , غلق ومهاجمة أوكار الكيف , إصدار القانون الذى يعاقب الذين يشربون الكيف , إنشاء مراكز علاج الإدمان مثل تجربة أندونسيا ” .
12-البيت أو الوطن الصغير
يرى أن للبيت مهمة تربية الذوق الجميل فى نفوس أبنائه وما إلى ذلك من وسائل التربية الإنسانية حتى يكونوا متحضرين بالمعنى العميق للكلمة .
وأن على الأسرة مهمة خطيرة هى تربية المثل الدينية والأخلاقية والقومية فى نفوس
البيت مثل ” حب الاجتهاد فى العمل , احترام الوقت ” .
ثم يقول : ” إن الطابع الأساسى البارز للبيت ليس هو عظمته ولا كونه قصرا أو منزلا عاديا بسيطا وإنما هو فى الروح التى تسيطر على داخله ” .

13- المنازل
طالب الحكومة بتدبير أمر السكن لمئات الآلاف من العمال الذين يقيمون الآن كما يقيم الحشرات فى الطين والوحل بتوفير مساكن آدمية وصحية لهم وتأجيرها للعمال بالثمن المناسب أو امتلاكه بقسط شهرى مناسب بمساهمة الحكومة .
وبالنسبة للفلاحين على أصحاب الضيع بناء منازل لائقة ثم تمليكها لهم طبقا لعقد الشغل .

وطالب بأن تكون المنازل ملائمة للفلاحين واحتياجاتهم وأنه طلب من صديقه المهندس / حسن فتحى أستاذ العمارة بمدرسة الفنون الجميلة العليا أن يعينه بملاحظاته التى استفادها من تجربته فى جهة الصعيد .

14- مهنة الوالدين
يلفت النظر إلى أن مهنة تربية الأطفال والاعتناء بهم الملقاة على الوالدين هى مهنة لا تعرف بمجرد الفطرة – كما يعتقد الكثيرون – ولكنها تدرس كما تدرس بقية المهن الأخرى وترك الأبناء لمجرد العاطفة الرحمية لا يكفى وأن المطلوب تدريب الأبوين على مهمتهما السامية بالأساليب الصالحة .
ودعا إلى ضرورة : ” الاهتمام بالطفل منذ الحمل وفى السنوات الأولى , الاهتمام بالقوابل
” الدايات ” الحاملات للشهادة العالية , استعمال وسائل تنظيم الأسرة وأن يفصلوا بين الوليد والآخر لسنتين أو ثلاث , تجنب الحمل أثناء الرضاع , التغذية السليمة للطفل وإعطائه التطعيمات والتلقيحات الضرورية اللازمة , تطبيق نموذج ” الممرضة الزائرة ” مثلما فعلت إيزيلاندا ” , إقامة الحضانات ورياض الأطفال ” .

15- أبناء الشعب
ويقصد بهم ” اليتامى واللقطاء ” وينتقد طريقة التفكير لمواجهة هذه المشكلة بالعطف السطحى والاهتمام العابر والصدقة الاختيارية غير المنتظمة .
ثم تحدث عن مشكلة المحاجير وطمع الأوصياء فى أموالهم معتبرا إياها من أشد المشاكل الاجتماعية فى البلاد التى يجب الاهتمام بها وإعادة النظر فى الأنظمة التى تسيرها .
ثم تحدث عن مشكلة ” اللقطاء ” :

وكيف عالج الإسلام أمرهم بوجوب الإنفاق عليهم من بيت المال ومن مصاريف الزكاة الشرعية وليست الصدقة والرحمة فقط .
ثم دعا إلى ضرورة وضع التشريعات اللازمة لحمايتهم عن طريق تأسيس الملاجئ ودور الإيواء والمدارس بإشراف وزارة الشئون الاجتماعية
ويدعو لاقتباس القانون الفرنسى الصادر فى 1917م ” أطفال الشعب ”

ويدعو المؤسسات الأهلية المحسنة للمشاركة فى رعايتهم بشرط إشراف وزارة الشئون الاجتماعية عليها , محذرا من إتخاذ الإحسان للقطاء والأيتام كوسيلة لعمل سيأسى أو تبشيري ، وأن استعمال الخير كوسيلة لإخراج الأطفال من ديانة آبائهم لمجرد أنهم يتامى فقراء هو من أكبر الدناءات التى يتصورها الإنسان المتمدين .
ثم يقول : ” إن المسئولية لتقع على الأمة جمعاء بسبب تقصيرها فى حق هؤلاء المحرومين من عطف الأبوة وحنان الأمومة وهناءة البيت وطمأنينة العائلة ” .

16-النسل
يدعو للاهتمام بالنسل عن طريق حماية الطفولة والوقاية من الآفات والأمراض .
وكيف أن 30% , 50% من الأطفال الرضع يموتون قبل الوصول للبلوغ .
وذلك نتيجة : ” الجهل بقواعد الصحة العامة , والفقر ” .

17- أغراض التربية
يرى أن الهدف الأكبر للتربية هو :
” تنمية الأدب والخلق والسلوك مع التدريب العملى على قواعد السلوك فى المأكل والملبس والتعامل , تربية خلق المواطنة فى نفوس التلاميذ بتدريبهم على حب وطنهم والإخلاص له والعمل من أجله , تربية الروح الإنسانية التى تبعث فى أعماق الناشئة التفكير فى العالم كله كمجموعة بشرية ذات إحساس واحد وعواطف مشترك , العناية بالصحة بالبدنية وما يتعلق بها من نظافة وتعلم مبادئ علم الصحة وممارسة الرياضة والاسعافات الأولية , معرفة المبادئ الأولى للقراءة والكتابة والحساب , تعلم مهنة لكسب العيش ” .

بواسطة
محمد حسينى الحلفاوى - مصر
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق