العاصمة اللبنانية بيروت..تنهار بعد تبعات الإنفجار الكبير الذي هز المرفأ
بيروت العاصمة اللبنانية التى لها تاريخ عريض مع سيناريوهات الحرب والفصائل والمليشيات، والحصار والقصف والدمار في العقود الأخيرة، شهدت إنفجار 2750 طن من مادة “نيترات الامونيوم” كانت داخل أحد مستودعات المرفأ يوم الثلاثاء 4 عشت، ما أدى إلى تدمير الميناء بشكل كلي وإصابة العاصمة اللبنانية بخسائر فادحة في الممتلكات طالت كافة أحياء بيروت وضواحيها، قدرها الخبراء بحوالي 15 مليار دولار أمريكي.
وقد بلغ صدى صوت هذا الإنفجار من شدته مسافات بعيدة قدرت بحوالي 240 كلم لدرجة أنه سمع في قبرص المقابلة لدولة لبنان.
كما خلف هذا الإنفجار إلى حدود اليوم 6 غشت، أكثر من 137 قتيلا وعددا كبيرا من المفقودين، بالإضافة إلى 5000 آلاف جريح، وحوالي 300 ألف شخص بدون مأوى صاروا في عداد المشردين حسب ما أعلن عنه محافظ بيروت.
وقد لقي لبنان بعد هذا الإنفجار المدمر، تعاطفا كبيرا من طرف عدد كبير من الدول العربية والإسلامية والأوروبية.
وسارعت دول أخرى لإرسال فرق إنقاذ ومستشفيات ميدانية، بالإضافة إلى مساعدات طبية و غذائية عاجلة، لمد العون لضحايا هذا الإنفجار.
كما عرضت دول كبرى في العالم ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا المشاركة في التحقيقات الأولية للوقوف على معرفة أسباب وملابسات الإنفجار.
ويعيش لبنان طيلة الأشهر الماضية، على وقع أزمة اقتصادية واجتماعية حادة، أدت إلى تدهور عملته الوطنية، وغلاء الأسعار، وارتفاع نسبة البطالة بشكل غير مسبوق في صفوف اللبنانيين.
كما اشتدت في هذا البلد العربي الصرعات السياسية، وعصفت بحكومة الحريري الإبن، وخلفتها حكومة التكنوقراط التى بدورها مازالت تصارع الإحتجاجات اليومية، بسبب أزمة اقتصادية خطيرة أدت إلى تدهور المعيشة وانتشار الإحتجاجات والمواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن والجيش.
لكن هذا الإنفجار هو مرحلة مفصلية في تاريخ لبنان، لكي يتدخل المنتظم الدولي، ليس فقط لإسعاف المصابين وعلاجهم وتوفير الغذاء، أو للمساعدة في إعادة البناء والإعمار، ولكن في إخراج لبنان من ضائقته المالية، ومن تخبطه في المشاكل الإقتصادية والإجتماعية، ومساعدته على تصحيح مساره التنموي، بالدعم والإعانة على إيجاد الحلول لكافة المشاكل التي يواجههاالشعب اللبناني، من أجل تجنب الفوضى والانهيار التام والعودة إلى الاقتتال الداخلي بين الإخوة الأعداء.