القوافل الطبية المتنقّلة إلى بوادي تزنيت..تقريب للخدمات الصحيّة لـو حضر التنسيق
بكثير من الاطمئنان يستقبل أهل البوادي كل البادرات الرامية إلى تقريب الخدمات الضرورية للعيش الكريم ولو في حدودها الدنيا، فمجرد رؤية طبيب ببذلته البيضاء، أو مدرس يتأبط محفظةً ،أو منتخب منصتٍ يعِدُ بالحلول أو سيارة الـ “M -Rouge” لإدارة ما ؛إلا ويُحسب عندهم فال خير وفعل يبعث على الارتياح ويُشعر هاته الساكنة بأنها كائنات موجودة حقّا وتحضى بالاهتمام ولازال في هذا الجزء من الوطن من يستحق الحياة.
ومن هذا المنطلق، تعمل الإدارات والمؤسسات التي تحترم نفسها على التنسيق مع السكان في اتخاذ جميع القرارات التي لها علاقة بالمواطن المحليّ،في إطار مقاربة تشاركية وتواصلية تأخذ بعين الاعتبار آراء اقتراحات أهل الدار أولا ، ولو على وجه الاستئناس في بعض الأحيان؛ وهكذا جرت العادة ومن المفترض أن تجري دائما وأبدا، وكل اجتهاد خارج هذه القاعدة يُعَدُّ تغريدا خارج السرب ويعود على صاحبه بنتائج تؤول إلى الصفر.
الأحداث..
حلّت قافلة طبية متنقلة صباح اليوم الخميس 29 شتنبر 2022، بمركز أسلݣن بآيت احمد دائرة أنزي إقليم تزنيت وعادت أدراجها زوال نفس اليوم بتسجيل إقبال متواضع للغاية إن لم نقل منعدم؛ اللهم حالة أو حالتين قادتهما الصدفة والفضول للمرور من جانب سيارة القافلة الجذابة الرباعية الدفع والحاملة لشعار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،لتحصلا على المراد، والحال ينطبق على أهالي مناطق جبلية مجاورة في كثير من المناسبات.
اشكالية قائمة..
بحث بسيط في حيثيات هذا العزوف الغير مبرر من قبل الأهالي المتعطشة إلى الرعاية الصحيّة قادنا إلى الوقوف على إشكالية معقدة ،فكيف بالسكان الذين يشكون على مرّ عدة سنوات عدم تعيين طبيب قار بالمركز الصحي القريب (آيت احمد- 22كلم) من أجل زيارته والعودة إليه عند الحاجة، ولما وصل طبيب متطوع وفق برنامج عمل معد سلفا وبِعدّته الدوائية برفقة فريق طبي مؤهل لخدمتهم في عقر الدار ولوا معقّبين ولم يظهر لهم أثر؟ فأين يكمن الخلل يا ترى! ؟
الساكنة تجيب ..
“لم يبلغنا أحد”..كان الجواب التلقائي والفوري لكثير ممن سألناهم ،مع بعض التعقيبات تختلف من هذا أو ذاك حول ضعف جودة الخدمات وعدم توفر الأدوية المحتاجة وغيرها من الإضافات والتفاصيل التي تبقى بطبيعة الحال أراء شخصية ملزمة لأصحابها.
حلقة مفقودة..
إذا كانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إذن قد سخرت من الامكانيات المادية والبشرية المتاحة لها ما يكفي لأي تدخل طبي وتشخيصي في مستواياته الدنيا ،ولم يتم مع كامل الأسف بسبب عدم الإخبار ونحن في عصر التكنولوجيا يا حسرتاه!فلا يعقل أن تضيع مصالح الناس بهكذا استخفاف ومن اللازم على من وُضعت على عاتقه أمانة التبليغ أن يتحمل مسؤولياته ويعمل على خدمة الساكنة بالمعلومة الصحيحة في حينها و بالإعلام المتواصل والتوجيه الدائم للمواطن إلى حيث مصلحته،بدل كثرة القيل والقال والمبالغة في الرقابة الزائدة عن الحد بدون مبرّر معقول.