المصطفى الزواوي..الجسد الجريح في زمن كورونا
“الجسد الجريح في زمن كورونا “رواية جديدة للروائي المصطفى الزواوي صدرت مؤخرا، تتألف من ثلاثة فصول توثق لجائحة ” كورونا” التى إجتاحت العالم مطلع السنة الجارية وغيرت معالم الحياة على الأرض.
الرواية تحكي عن المحقق البطل الرئيسي”إسحاق”، المشهود له عالميا بخبرته الواسعة في عالم البحوث والتحقيقات في تاريخ الفيروسات والأوبئة، كلف بتغطية حدث إنتشار فيروس كورونا في بلده الأم الذي هو المغرب.
الفصل الأول يتناول مساعدة كل من التاجر رشيد ، زوج سمية، إبنة رجل أعمال من ”ووهان ”الصينية للبطل إسحاق،والمصور الصحفي” منير” ساعده الأيمن في إعداد الروبورتاجات والتحقيقات،بالإضافة إلى تطرقه لتداعيات الحجر الصحي الذي كبل حركية الجسد وحرمه من التنقل وزيارة الأحباب، كما حدث مع إسحاق وحبيبته العالقة بالديار الفرنسية.
والفصل الثاني يرصد من خلال “إسحاق” ظروف فرض الحجر الصحي بمختلف تفاصيله، معاناة الجسد الهش والضعيف وقدرته على مواجهه هذه الأزمة الصحية بدنيا ونفسيا، وتداعياتها الإجتماعية والإقتصادية والسياسية وأثرها على العلاقات” الجيو-إسترتيجية” بين الأقطاب العالمية، ليخلص إلى السؤال عن مآل العولمة و تشكل عالم جديد.
والفصل الثالث عبارة عن الخلاصة التي توصل إليها المحقق:ماهية وجوهرالإنسان تشكل وحدة متراصة توازن بين الجسد والفكر، كلما عجز الجسد عن تحقيق رغباته وأهدافه إلا وتحمل الفكر تبعات ذلك، ليخلص إلى إنتصار الإنسان كفكر في معركته ضد هذه الجائحة من خلال قيم الحب ،الجمال ،التضامن و التآزر.
تأمل إسحاق يقوده في الأخير إلى الإيمان بازدواجية ماهية الإنسان والعلاقة التفاعلية بين الجسد والفكر، بالإضافة إلى كون هذا الوباء قضاء وقدر، رغم تهديده لوجود الإنسان، ليبقى عبارة عن حدث يقوم بوظيفة خلق التوازن الكوني.
للإشارة، فمصطفى الزواوي كان أستاذ علم النفس والإجتماع، صحفي وكاتب صدر له كتاب ” الرياضة ورهانات التنمية البشرية” سنة 2019، قام بإخراج فيلم وثائقي بعنوان ” أوصيكا ورهانات فوسفاط آخر” الحائز بجائزة المجمع الشريف للفوسفاط بالمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة سنة 2017.