بين الروح والمادة..!
قد تشاهد للعيان تطور وتقدم مثير للدهشة في المجتمع الغربي.وفعلاً عيناك صادقةٌ فيما ترَ.
تسرق تلك الحضارة، لب كثير من المسلمين والعرب،فيرُحون دونما إدراك ينخرطون في الفكر [المادي/العلماني]الغربي السائد في المجتمع الأوربي، تاركين خلفهم تأريخيهم،وحضارتهم ومبادئ الإسلام،تلك المبادئ التي جاءت توافق فطرة الإنسان ووتتماشى مع احتياجاته المنطقية والعادلة التي في ظلها يبقى ،يعيش ، يعمر..
لو أن هولاء وقفوا قليلاً، داخل تلك الحضارة ، داخل نفسية الفرد والمجتمع الأوروبي ، وتأملوا طويلاً في الحياة الاجتماعية لذلك المجتمع.لوجدوا خراباً أخلاقياً مهولاً.!
ذلك الخراب الذي أوقف الكثير من الكتاب والفلاسفة والروائين على ناصيته محذرين من طبيعة الفكر العلماني الذي يحكم أوروبا لليوم والذي هو من جعل الناس يعيشون على الفكر المادي البحت.”لقد نسفت حدة ذلك النظام الأخلاق وصنعت الجريمة”
الأسرة الأوروبية ..
أحد ضحايا الفكر المادي.حيث يعمل ذلك الفكر على تفتيتها أشر تفتيت، إذ يعتبر الأسرة فكرة لاقيمة لها ، والمرأة مجرد سلعة مادية.كذلك الفكر الشيوعي عمد على تفكيك الأسر كأحد أعمدة الأفكار التي بناها ماركس.ففي الصين ينقل الطفل بعد الولادة إلى الحضانة ومن ثم إلى المدرسة،ثم إلى مراكز التدريب ومن ثم إلى المصانع ،ليبدأو بعملية الإنتاج..ولا يجمعان بين الطفل وأبويه إلا مرة إلى مرتين في العام.
سطوة التقينة وسيادتها.
والتي تعمل بالنظام المادي.
يحاول الكتاب والفلاسفة ،كأمثال : دستويفسكي ،تولستوي ،وفرانسس…وآخرين كثر من أشهر فلاسفة الغرب؛ التحذير من سطوتها على إرادة الإنسان وشعوره وعاطفته..قرأت في كتاب “قوة الكلمات”قصص لعلماء رياضيات وفيزياء ومنطق وحوسبة، في آخر المطاف من رحلاتهم العلمية “تنبهوا ” لخطر التقنية وكيف تفتك بهم.حيث وجدوا أنها تسلبهم أرواحهم ومشاعرهم،إذ شعروا أنهم أصبحوا آلات ولم يعودوا بأدميين.تركوا تلك الحقول العلمية ، ولجؤا إلى أكواخ يمارسون مهنة”الكتابة”!!
إضافة إلى عدة مشاكل في الطبيعة والحياة والعلم ، اصطدم بها الفكر المادي العلماني،وعجز عن تفسيرها…وكلها تكمن في عملية الفصولة التي يعتمدها في كل شيء: كفصل الروح عن المادة والعلم عن الأخلاق ،وفصل الدين عن الدولة والسياسة والحياة..بينما أثبتت المتغيرات وحركة التطور الحضاري الذي يحدثه الإنسان بالعالم بشكل مستمر ، أن الحياة لاتستقم إلى بوجود عنصران أساسيان في جوهرها وهما “الروح والمادة.”وهذا ما يؤكده الفكر الإسلامي بمفهومه العميق.
هذا ليس كلام إنشائي، أو نزق ثقافي طائش،قيل بلا إدراك ووعي،أو كتبه قلم بخفة بكلمات عميقة ومعنى سطحي..بل إنه ما استخلصته من قراءاتي لعمالقة الفكر الفلسفي والنقدي لغربيين ومسلمين عرب وغير عرب.