تونس: فاجعة أخرى تساهم في ارتفاع حالة الاحتقان الاجتماعي
لم يستطع وزير الصحة الدكتور فوزي المهدي إخفاء تأثره الشديد أثناء حديثه عن الوضع الكارثي لقطاع الصحة العمومية، وقد أتى ذلك خلال رده على تدخلات النواب في جلسة عامة بالبرلمان خصصت لمناقشة مشروع ميزانية وزارة الصحة لسنة 2021 يوم الجمعة الماضي.
يأتي هدا بعد وفاة الطبيب الشاب بدر الدين العلوي البالغ من العمر 26 سنة إثر سقوط المصعد الدي كان يقله من الطابق الخامس مما أدى إلى وفاته على عين المكان، حادثة تنزع مرة أخرى الغطاء عن مدى تردي البنية التحتية للمستشفيات العمومية بتونس والنقص الشديد التي تعانيه جراء غياب أبسط مستلزمات العمل.
ردة فعل الشارع التونسي كانت كالمعتاد، فقد بدأت باللوعة ثم انتهت بالتذمر والغضب، خاصة وأن هذه الحادثة أتت في ظرف حالة من الاحتقان الاجتماعي التي تعيشها تونس منذ ما يقارب الشهر.
من جهة الحكومة التونسية فقد كان ردها هي الأخرى بطريقة تكاد تكون “روتينية” (كلاسيكية) فقد دعت وزارة الصحة إلى فتح تحقيق في الغرض ثم تلى ذلك مجموعة من قرارات الإقالات شملت كل من المدير العام للصحة العمومية، المدير العام لمركز الدراسات الفنية والصيانة البيولوجية والاستشفائية، رئيس اللجنة الطبية بالمستشفى الجهوي بجندوبة، مديرة المستشفى الجهوي بجندوبة بالنيابة، المكلفة بتسيير الإدارة الجهوية للصحة بجندوبة، كما تم إيقاف المكلف بالصيانة في المستشفى عن العمل في انتظار نتائج التحقيق الإداري والجنائي.
إلا أن هذا الكم الهائل من الإقالات لم يشفي غليل التونسيين الذي يرون أن مثل هذه القرارات فيها تهرب من المحاسبة الفعلية خاصة في ظل تعالي الأصوات الداعية لاستقالة وزير الصحة.
في الأثناء أعلنت الهيئة الوطنية لعمادة الأطباء يوم الثلاثاء 8 ديسمبر 2020 “يوم غضب وطني” لكل الأطباء العاملين في القطاع.