دفاعا .. عن السيد أحمد البدوى ( 1-3 )

انتشر فى الآونة الأخيرة منشور بعنوان ” ضريح الشرك والكفر .. ضريح السيد البدوى بطنطا ” ولم يكتف كاتب المنشور بعنوانه الصادم ولكنه حشاه بالأباطيل والأكاذيب ضد شخص القطب الصوفى الكبير السيد أحمد البدوى رحمه الله .

وسرعة انتشار ومشاركة المنشور على صفحات التواصل الاجتماعى يؤكد أن الموضوع ليس عملا فرديا ولكنه يتم فى إطار خطة ممنهجة ضد آل البيت الكرام يقوم بها ” النواصب الجدد ” الذين يكنون بغض آل البيت فى قلوبهم وإن كانوا يدعون حبهم بألسنتهم !!

و” النصب ” مرض خطير ابتلى به المحجوبون منذ زمن طويل .
فهذا أحدهم يبرر قتل يزيد للإمام الحسين رضى الله عنه قائلا : إن الحسين قتل بسيف جده !!!

وذاك آخر جعلوه شيخا للإسلام يجعل السفر لزيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم : سفر معصية لا يجوز فيه قصر الصلاة .. وينتقص الإمام على رضى الله عنه وآل بيت النبى رضى الله عنهم فى كتابه ” منهاج السنة ” منكرا أحاديث متواترة فى فضل الإمام على كرم الله وجهه !!

وهؤلاء أدعياء السلفية يعتبرون مجرد زيارة مساجد الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة والسيد البدوى والسيد إبراهيم الدسوقى : شرك .

لذلك فإن منشور التطاول على السيد أحمد البدوى ليس غريبا وشاذا بل يتم فى إطار حملة ممنهجة .
ولما كان المنشور قد أثار استياء وغضب أصحاب الفطر السليمة الذين تربوا على حب وتوقير أولياء الله الصالحين .

فكان لزاما توضيح حقيقة ما جاء بالمنشور وهل يستند لدليل أم أنه مجرد أباطيل !!
أولا : تعريف موجز بالسيد أحمد البدوى ” 596ه – 675ه ” :
هو أحمد بن على بن إبراهيم بن محمد بن أبى بكر بن إسماعيل بن عمر بن على بن عثمان بن حسين بن محمد بن موسى بن يحيى بن عيسى بن على بن محمد بن حسن بن جعفر بن على الهادى بن محمد الجواد بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين بن الإمام الحسين بن سيدنا الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه .

وهذا ما أجمع عليه علماء الأنساب والمؤرخون المحققين أمثال المقريزى والمرتضى الزبيدى
ولد بمدينة فاس بالمغرب ثم هاجر إلى مكة المكرمة وهو ابن 7 سنوات وعندما بلغ 38 عاما سافر للعراق ثم هاجر لمدينة طنطا بمصر ومكث بها حتى توفى عن عمر يناهز 79عاما .

ثانيا : تاريخ الهجوم على السيد أحمد البدوى :
فى عام 1927م نشرت جريدة السياسة الأسبوعية عدد 89 مقالا بعنوان ” المولدان الأحمدى والدسوقى ” بقلم كاتب مجهول .. أدعى أنه عثر على مخطوطة بالمغرب تقول : إن السيد أحمد البدوى جاسوس شيعى اسماعيلى فاطمى .. جاء لمصر لإعادة حكم الفاطميين .

وفى عام 1966م نشر الدكتور سعيد عاشور كتاب ” السيد أحمد البدوى : شيخ وطريقة ”
اتهم فيه السيد أحمد البدوى أنه جاسوس شيعى جاء لمصر لإعادة حكم الفاطميين واستند لمقال ” المولدان الأحمدى والدسوقى ” للكاتب المجهول ومخطوطته التى ليس لها مؤلف ولا مكان ولا رقم .

وفى عام 1991م نشرت مجلة التوحيد لسان حال جماعة أنصار السنة المحمدية بمصر كتيبا كهدية مع المجلة بعنوان ” السيد البدوى : دراسة نقدية ” باسم الدكتور عبد الله صابر ” وهو اسم وهمى لأحد أدعياء السلفية بطنطا ” 1) والكتيب ملئ بالنقد والتشويه للسيد البدوى مستدلا بما نشر فى 1927 و1966م 2)

ثالثا : المدافعون عن السيد أحمد البدوى :
إن سجل المدافعين عن السيد أحمد البدوى رضى الله عنه يضم أعلاما وأئمة كبارا منهم :

1-الإمام عبد الوهاب الشعرانى :
يقول : ” السيد الحبيب أبو العباس سيدى أحمد البدوى الشريف رضى الله عنه وشهرته فى جميع أقطار الأرض تغنى عن تعريفه ولكن نذكر جملة من أحواله تبركا به ” 3)
2- الإمام جلال الدين السيوطى :

يقول : ” سيدى أحمد البدوى هو أبو الفتيان … وكان حفظ القرآن وقرأ شيئا من الفقه على مذهب الشافعى واشتهر بالعطاب لكثرة ما يقع بمن يؤذيه من الناس وتؤثر عنه كرامات وخوارق ” 4)

3- الإمام عبد الرءوف المناوى :
يقول : ” أحمد بن على بن إبراهيم … البدوى الشريف الحسيب النسيب وكراماته أشهر من أن تذكر ” 5)
4- الإمام شهاب الدين الرملى :

يقول : ” سيدى أحمد البدوى نفعنا الله به ” 6)
5- الإمام عبد الحليم محمود :
يقول : ” لقد درس السيد القرآن بقراءاته السبع , ودرس الفقه على مذهب الإمام الشافعى , ولقد تحداه العلماء بأسئلتهم فتحداهم بعلمه وإجاباته الرقيقة , وكان يتكلم فى مسألة واحدة من علم القوم من الظهر إلى العصر ويطيب وقته بحديثه ” 7)

” أصبحت حياة السيد هداية وإرشادا , فهو يأخذ العهد على المريدين مبتدأ بمبدأ العهد وهو التوبة , ثم يلقنهم الذكر ويقودهم إلى الله تعالى , حتى إذا استقامت نفوسهم وحتى إذا اطمأن إلى تربيتهم بعثهم هادين مرشدين هنا وهناك ” 8)
” الحقيقة الثابتة التى لا مناص من الاعتراف بها هى أن السيد رجل قد وهب نفسه لله , ملتزما أمرين لم يتخل عنهما طيلة حياته : أحدهما مجاهدة نفسه بالعبادة والزهد والتقوى والثانى هداية الناس على أساس من الكتاب والسنة ” 9)

6- الأستاذ الدكتور جودة المهدى :
يقول : ” وفى الذروة العليا ممن تربعوا على عرش الولاية الربانية والوراثة المحمدية : الإمام العارف والغوث الفرد الجامع , قطب أقطاب الأولياء وسلطان العارفين الأصفياء … السيد الحسيب النسيب سيدى ومولاى السيد أحمد البدوى رضى الله تعالى عنه ” 10)

” بيد أن حقائق التاريخ تشهد للسادة الصوفية عامة وللإمام البدوى على وجه الخصوصبأنهم قادة الجهاد وصناع المجاهدين ومراجع الشورى للملوك والسلاطين فى القضايا المصيرية للأمة ” 11)

وأثبت بالمراجع والرسائل الجامعية مشاركة السيد أحمد البدوى فى الجهاد ضد التتار والفرنجة .

الهوامش :
1-أنظر كتاب ” السيد أحمد البدوى إمام من أئمة أهل السنة ” للدكتور جودة المهدى , الدار الجودية ص 5
2- أنظر كلمة الدكتور / عبد الحليم العزمى فى مولد السيد البدوى 2019م منشورة على اليوتيوب بتاريخ 17-10-2019م
3- أنظر ” الطبقات الكبرى ” للعارف بالله الإمام عبد الوهاب الشعرانى تحقيق أ.د أحمد السايح والمستشار توفيق وهبة ج1 الناشر مكتبة الثقافة الدينية ط1 سنة 2005م
4- أنظر كتاب ” حسن المحاضرة فى أخبار مصر والقاهرة ” ج 1 ص 428
5- أنظر كتاب ” الكواكب الدرية فى تراجم السادة الصوفية ج2 ص 62

6- أنظر كتاب ” نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج ” ج2 ص 292
7- أنظر كتاب ” أقطاب التصوف .. السيد أحمد البدوى رضى الله عنه الإمام عبد الحليم محمود ط4 دار المعارف ص 19
8- المرجع السابق ص 28
9- المرجع السابق ص 30
10- أنظر كتاب ” بحار الولاية المحمدية فى مناقب أعلام الصوفية ” أ.د جودة محمد أبو اليزيد المهدى ص 499
11- أنظر كتاب ” حقيقة القطب النبوى السيد أحمد البدوى ص 313-315

بواسطة
محمد حسينى الحلفاوى - مصر
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق