دورية “صدى لجنة القدس” تبرز 25 عاما من العمل الدؤوب لوكالة بيت مال القدس الشريف

صدر العدد الجديد لدورية “صدى لجنة القدس” تزامنا مع إطلاق فعاليات تظاهرة اليوبيل الفضي لوكالة بيت مال القدس الشريف.

ويضم العدد الثالث والعشرون لهذه الدورية، التي خُصص لها محور “وكالة بيت القدس الشريف: نهجٌ متواصل بقيادة جلالة الملك محمد السادس للمساهمة في تحسين عيش المقدسيين”، عدة مواضيع ومقالات وشهادات لشخصيات مغربية وفلسطينية ومقدسية بارزة حول دور الوكالة وإنجازاتها خلال السنوات الخمسة والعشرين الماضية.

وفي افتتاحية بعنوان “وفاء لروح المغفور له الحسن الثاني وعهدا لجلالة الملك محمد السادس”، ذكرت المجلة أن “وكالة بيت مال القدس الشريف تستعيد في يوبيلها الفضي 25 عاما من العمل الدؤوب في خدمة القدس الشريف وأهلها المرابطين، وتقف لتتأمل عطاءها بالعناية الكافية لرصد مكامن القوة ومراكز التقصير، ثم تستشرف الفترة المقبلة بأمل في مستقبل تستعيد فيه المدينة المقدسة مكانتها الحضارية الجامعة والموحِّدة”.

وعن تأسيس هذا المشروع الكبير، ذكرت الافتتاحية أن العاهل المغربي الراحل (الحسن الثاني) أشرف شخصيا على وضع الهياكل والأنظمة المناسبة للوكالة بصفتها الذراع المالية للجنة القدس، فيما تشكل وقفة الوكالة كذلك عهدا موصولا لأمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، على الاستمرار في تنفيذ التعليمات الملكية بمزيد من العمل والمثابرة في خدمة المدينة وأهلها.

وأكدت المجلة في افتتاحيتها أن وكالة بيت مال القدس الشريف، التي تبقى منفتحة على كل الشركاء في القدس وخارجها، مرتاحة لما تحقق من نتائج معتبرة في المدينة المقدسة خلال الفترة الماضية رغم محدودية التمويل، مشيرة إلى أن الوكالة أثبتت بالملموس أن إيصال الدعم إلى مستحقيه ممكن وفي كل الظروف ومن دون شروط مُنفِّرة، إلا بقدر ما تستطيع المؤسسة التأكد من أن الأموال توجه إلى وجهتها الصحيحة.

وخصت المجلة حيزا مهما للشهادات التي ساهمت بها شخصيات بارزة بهذه المناسبة، وفي مقدمتهم السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، رئيس لجنة الوصاية لوكالة بيت مال القدس الشريف، والذي أكد بهذا الخصوص أن احتفال الوكالة بيوبيلها الفضي هو مناسبة لتأكيد التزام المغرب بالحفاظ على الوضع القانوني والهوية العربية الإسلامية للمدينة المقدسة.

من جانبه، يطلعنا المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف السيد محمد سالم الشرقاوي أن مساهمة المملكة المغربية تبلغ 86 في المائة من مجموع مساهمات الدول، مبرزا أن بيت مال القدس أنجز مشاريع بقيمة 64 مليون دولار منذ إنشائه.

وبينما يؤكد السيد فادي الهدمي، وزير شؤون القدس، في شهادته بأن الشعب الفلسطيني يتطلع دائما لدور المغرب في دعم قضايا الشعب الفلسطيني، يعدد الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية في “كلمة حق في وكالة بيت مال القدس الشريف” مناقب هذه المؤسسة، مشيرا إلى أنها تسعى للحفاظ على هوية مدينة القدس الشريف وطابعها الديني والثقافي والحضاري ودعم صمود أبناء فلسطين عامة والقدس الشريف خاصة.

وفي شهادته، يؤكد السيد سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) أن الوكالة هي “إنجاز فريد من إنجازات العمل الإسلامي المشترك”، ويستعرض جمال الشوبكي، سفير دولة فلسطين بالمملكة المغربية، 25 عاما من عمل الوكالة الدؤوب لحماية القدس والمقدسات، فيما يشدد اللواء بلال النتشة، الأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس، أن المملكة المغربية استحقت بجدارة رئاسة لجنة القدس.

أما محافظ القدس الشريف السيد عدنان غيث، فيقول إن القدس بحاجة لكل الجهود المخلصة لدعم صمود أهلها، فيما يبرز رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس المطران عطا الله حنا أن “مبادرات الوكالة تحمل الطابع الإنساني والحضاري وتحظى باحترام المقدسيين جميعا”، وهو ما يؤكده كل من المطران منيب يونان، رئيس الاتحاد اللوثري سابقا وأحد رؤساء الأديان من أجل السلام العالمي، والأب ابراهيم فلتس الفرنسيسكاني نائب حارس الأراضي المقدسة، والدكتور عماد أبو كشك رئيس جامعة القدس، والسيد أحمد رويضي مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس، والسيدة جهاد أبو زنيد مديرة المركز النسوي في مخيم شعفاط، والسيدة رانية إلياس مديرة مركز يبوس الثقافي، وعدد آخر من الفاعلين الجمعويين والباحثين الأكاديميين.

ولم يغفل هذا العدد الاستثنائي من المجلة التذكير بمساهمة المديرين العامين الأولين للوكالة الراحلين على التوالي؛ السفير وجيه قاسم – أبو مروان، أول مدير عام للوكالة للفترة ما بين 1998 – 2006، والدكتور عبد الكبير العلوي المدغري، المدير العام للوكالة للفترة ما بين 2006 – 2017.

وإلى جانب هذه المواضيع والشهادات والذكريات التي تخللت ربع قرن من التاريخ الفضي للوكالة، جاء هذا العدد غنيا بمحتويات متعددة أخرى منها قصائد شعرية وتغطيات ومقالات وكذلك استطلاع صحافي قام بإنجازه الإعلامي محمد رضوان عن “مقر وكالة بيت مال القدس.. نافذة حقيقية على عوالم القدس وأسرارها”، مشيرا إلى أن مقر الوكالة هو “أكثر من مجرد بناية في واحد من أرقى أحياء عاصمة المملكة المغربية”.

وفضل عن المواضيع الخاصة بالذكرى الفضية للوكالة، تضمن العدد كذلك متابعات لجهود لجنة القدس، برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لنصرة القدس ودعم أهلها، وأبرزت بهذا الخصوص مضامين الرسالة الملكية السامية إلى السيد شيخ نيانغ، رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف في 29 نوفمبر 2022، مع أخبار متفرقة عن أبرز أنشطة الوكالة وبرامجها وتقاريرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق