شكيب أرسلان … داعية العروبة والمواطنة ( 1-3 )
بطاقة حياة :
-ولد فى 25-12-1869م بقرية الشويفات قرب بيروت بلبنان .
– نشأ فى بيت ثراء محب للعلم والعلماء .. يرجع نسبه للملك المنذر بن ماء السماء .
– تعلم مبادئ القراءة والكتابة وحفظ جانبا من القرآن الكريم بالمنزل عن طريق معلمين ثم التحق بالمدرسة الأمريكية بقرية الشويفات .
– التحق بمدرسة الحكمة فى بيروت سنة 1879م , وتعرف على الأستاذ الإمام محمد عبده أثناء زيارته للمدرسة وتوثقت العلاقة منذ ذلك التاريخ بين الأستاذ الإمام وأسرة شكيب أرسلان
– لم ينه تعليمه النظامى , ولكنه كون نفسه عن طريق القراءة المستمرة الدؤوبة حتى أنه كان يقرأ ويكتب يوميا 13ساعة بجلد وصبر وكان يتابع الجرائد والمجلات وكان ذا ذاكرة قوية .
وكان يقول :
” ما أحببت طول الحياة فى وقت مثل الوقت الذى أطالع فيه , هناك يعز الفراق ”
وكان يشكو للسيد رشيد رضا فى رسائله الآلام التى تصيب عينيه بسبب كثرة القراءة .
– توفى بلبنان فى 1946م
– التقى عددا من أعلام النهضة العربية منهم :
جمال الدين الأفغانى , الأستاذ الإمام محمد عبده , الشيخ عبد الله البستانى صاحب المعجم اللغوى البستان , الشيخ طاهر الجزائرى , الشاعر محمود سامى البارودى , الشيخ على يوسف صاحب جريدة المؤيد المصرية , عبدالعزيز جاويش , أمير الشعراء أحمد شوقى أثناء إقامته فى فرنسا , السيد رشيد رضا صاحب مجلة المنار , شيخ العروبة أحمد زكى باشا , الشيخ عبد الحميد بن باديس الجزائرى , الزعيم سعد زغلول المصرى وغيرهم .
كان رحمه الله رجلا موسوعيا .. فقد كان مناضلا وسياسيا وكاتبا ومحققا ومؤرخا وصحفيا وشاعرا أديبا ومترجما ورحالة :
كان مناضلا ضد قوى الاستعمار: داعيا لتحرر البلاد العربية المستعمرة من الخليج للمحيط منذ شبابه المبكر ؛ فلما حدثت الثورة العرابية بمصر سنة 1882م وكان يبلغ 12 عاما
كتب ” كنت أتابع وقائعها وأتحرق عند ضرب الإنجليز للإسكندرية ” 1)
وكان مناضلا جسورا ضد الاستعمار حتى أن فرنسا كانت تعتبره العدو القديم الدائم ومنعت كتبه من دخول المغرب .
دافع عن فلسطين وعندما عرض عليه المستر أوليفر سنة 1937م مقابلة ويزمان بحجة تبادل الآراء حول القضية الفلسطينية رفض رفضا باتا . جريدة الشباب 5-5-1937م
ودعم فى 1911م حركة المقاومة ضد الاحتلال الإيطالى لليبيا .
ومن مقولاته الخالدة : ” قلنا أمس , ونقول اليوم , وسنقول غدا : لا نرضى باستعمار دولة غربية لدولة شرقية , بل لا نرضى بتسلط شعب على أى شعب , هذا مبدأ مقدس لا نحيد عنه ” 2)
وكان سياسيا : مارس العمل السياسى كنائب عن جبل الدروز فى مجلس المبعوثان .
وكان كاتبا قديرا : كتب للمكتبة العربية مؤلفات قيمة منها : ” لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم ؟ , الارتسامات اللطاف فى خاطر الحاج إلى أقدس مطاف , شوقى أو صداقة أربعين سنة , الحلل السندسية فى الأخبار والآثار الأندلسية , السيد رشيد رضا أو إخاء أربعين سنة , , النهضة العربية فى العصر الحديث , الوحدة العربية .
وكان محققا لكتب التراث : حيث حقق كتب ” تاريخ ابن خلدون , حاضر العالم الإسلامى , الدرة اليتيمة لابن المقفع , المختار من رسائل الصابى , محاسن المساعى فى تاريخ الأمام الأوزاعى ” .
ومترجما : حيث كان يجيد التركية والفرنسية والألمانية بجانب العربية وترجم : رواية آخر بنى سراج , وكتاب أناتول فرانس فى مباذله , وكتاب اختلاف العلم والدين .
ومؤرخا : حيث ألف ” بيوتات العرب فى لبنان , تاريخ غزوات العرب , تاريخ بلاد الجزائر , مدنية العرب , البيان عما شهدته بالبيان , ذكريات الحرب , قضيتنا مع الخديوى , تاريخ الترك ضمن تحقيقه لتاريخ بن خلدون فى حوالى 300 صفحة , تاريخ لبنان ” .
وصحفيا كبيرا : ظل يكتب بالصحف على مدار 60 عاما ؛ حيث كتب مقالات بالأهرام والمؤيد والشورى والفتح والمقتطف ومنبر الشرق والهلال والشباب بمصر , والعرفان بلبنان, ومجلة المجمع العلمى العربى ومجلة المقتبس بدمشق .
وكان يكتب شهريا 10 مقالات ولذلك يصل ما كتبه من مقالات فى الصحف حوالى 5 آلاف .3)
وأصدر جريدة فرنسية تحت اسم ” الأمة العربية ” كانت تدافع عن قضايا العروبة والإسلام وكانت تحارب الاستعمار وكانت تصدر بالفرنسية .
وكان شاعرا : له ديوان شعر باسمه طبع فى 1935م بمطبعة المنار مصر .
ورحالة : زار مصر والحجاز وفلسطين وروسيا وأمريكا الشمالية وألمانيا وسويسرا وإيطاليا وأسبانيا وليبيا وغيرها وكتب ” رحلة ألمانيا , رحلة روسيا , الحلل السندسية ” .
الهوامش :
1- تاريخ الأستاذ الإمام ج1 ص 399
2- الفتح 6 صفر 1354ه
3- أنظر رسالته إلى محمد كرد على فى 9-3- 1930م