شيخ الطريقة البودشيشية.. المؤمن يسعى لإسعاد الناس وتقديم العون لهم
القى شيخ الطريقة القادرية البودشيشية الدكتور مولاي جمال الدين القادري كلمة في الحفل الديني الذي اقامته مشيخة الطريقة بتعاون مع مؤسسة الملتقى ومؤسسة الجمال، بمناسبة احياء ليلة القدر المباركة، مساء الاحد 26 رمضان الجاري، والتي نظمت فعالياتها افتراضيا في اطار احترام الاجراءات الاحترازية المعمول بها جراء انتشار جائحة كورونا، وبثت اطوارها عبر المنصات الرقمية لمؤسسة الملتقى.
استهل شيخ الطريقة القادرية البودشيشية كلمته بتحية المريدين والمتابعين من شتى انحاء المعمور، مذكرا بفضل شهر رمضان الذي وصفه بشهر العبادة والغفران، كما بين اهمية الليالي العشر وفضلها، مشيرا الى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اكثر ما يكون فيها كرما واجتهادا.
وأضاف الدكتور القادري ان “التربية الصوفية مبنية على الصحبة والتوجه الذي هو المحبة وحسن الاتباع وحسن الاجتماع والاستماع والاكثار من ذكر الله تعالى والابتعاد كل البعد عن المحرمات وهي مبادئ لها اثر عميق في تهذيب شخصية المريد وتقويم اخلاقه وسلوكه”، ونبه الى اهمية اتصاف العلاقة بين المريد وشيخه بالمحبة، حتى ينتفع بصحبته، ومثل لتلك العلاقة بما هو الحال في علاقة الطالب مع استاذه، مضيفا ان الطالب الذي يحب استاذه يستفيد منه.
وأكد الشيخ ان ثمرة التربية الاحسانية العرفانية التي يتلقاها المريد، تظهر في حسن المعاملات مع الخلق، موضحا ان الصوفي كالماء يأخذ شكل الإناء الذي يوضع فيه، واضاف ان الصوفي “يحب سائر الخلق ولا يكره احدا، إنه هين لين كالسنبلة ، إنه قريب من الناس يحبهم ويحبونه مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (المؤمن يؤلف فلا خير في من لا يألف ولا يؤلف)، فالمؤمن كله رحمة يسعى للخير وإسعاد الناس وتقديم العون لهم، فهو نافع لنفسه ولوطنه وهو طائع لولي امره، فعلى المريد ان يكون مواطنا صالحا لبلده محبا للخير والسلم والسلام بعيدا كل البعد عن التطرف والغلو مساهما في نشر القيم الانسانية العالمية”.
وختم مداخلته بالدعاء الصالح بأن “يحفظ الله تعالى امير المؤمنين ويلبسه لباس الصحة والعافية ويطيل عمره ويكلل سائر اعماله ومشاريعه بالتوفيق والنجاح ويحفظه ويحفظ ولي عهده الامير المحبوب مولاي الحسن، ويشد ازره بشقيقه السعيد الامير الجليل المولى الرشيد وان يحفظ هذا البلد من كل سوء ومكروه، وان يرفع عنا هذا الوباء ويؤمن حدودنا مغربنا الحبيب، وان يحفظ صحراءنا من كيد الاعداء والحاسدين من طنجة الى الكويرة، ويعم الامن والسلام في جميع ارجاء المعمور انه سميع مجيب وبالاستجابة جدير”.