عيشوا الحب كل يوم كأنه 14 فبراير وأحيوه كأنوه الربيع الدائم

يتميز هذا الشهر (فبراير=شباط) بأنه متقلب الأجواء سريع التغيرات وشمسه جدا” كاذبة….

ومع كل هذا هو لي البدايات الرائعات والمقدمات الجميلات لاأعلم مقدار الطاقة الإيجابية التي يمدني بها وما أحوج نفسي لها في ظلال الجائحة الخبيثة وفي أجواء السياسة المظلمة في بلدي لبنان.

أتنشق رائحة التراب ممزوج مع عبق البراعم التي تتعجل الولادة فتخرج الأزهار لتزكي هذه الأيام بربيع رائد وإعلان موثق للفصل الجديد.

يقولون أن الرابع عشر من شباط هو يوم للحب ومع اعتراضي وليس بالمبدأ على الفكرة وانما لقناعتي أن الحب دائم ويدوم وسرمدي وأبدي لا يحد ولا يقنن.

ولا شك أننا جميعا” نحتاجه وخاصة في زمن الفوضى والتنازلات والاباحات والمستباحات والانحلالات وكي نبين الرث والثمين ونفصل الجيد عن السىء يجب أن نصرح بأننا نريد أن نرطب أنفسنا بأهازيج الفرح وكلنا شغف للرخاء والزهو والراحة والألق .

كأن نشعر بشعاعات الشمس في كل مواقعها وأن نعيش نور القمر وساطعات النجم وأن ننعم بعظيم الإحساس وأن نملأ القلب سكينة والوتين نبض.

ورسالتي للشباب لا تحصروا الحب بيوم اجعلوه كل اللحظات أو جلها ولا تختصروا الهدايا برموز لا تشبه تقاليدنا ولا تغذي أواصر الود وبالتالي لا تتهادوا بالدببة كرمز للحب ..

يليق الورد بالحب ويستحق الحب الأزهار ومعها كلمات لا تشبه الشعر ولكنها تعبر عن صدق المشاعر وليست كالنثر ولكنها تظهر روعة الإحساس .

الرابع عشرة من شباط واجب أن يكون كل يوم يا سادة وبلا تكلف ولا تكليف ولا تشخيص ولا تقليد .
اجعلوه يشبه حب الرسول للسيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها وحبه لأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وأرضاها .

ودعوه يشبه عشق امروء القيس لفاطمة وعمر ابن أي ربيعة لثريا ووليكن شاملا” للكبرياء كحب هند للحجاج بن يوسف وجارفا” قويا” كحب رابعة العدوية للأشقاء ويا ليتنا نتقن الحب على طريقة جبران ومي زيادة ونقتدي بعشق نزار لبلقيس هؤلاء هم منارات ومقامات من أزمنتهم نستقي أبجدية الحب الصافي والرقراق كالنبع وخرير مياهه وكالغيم والأديم ورقصات التراب مع حبات المطر وسحر الهواء النقي ..

أحبوا فالحب شرعة الأحياء وكفة ميزان الراحلين ،عيشوا العشق ولا تترددوا فلا عيب بما وهبنا الله من تمام التكامل بين الاثنين من ذكر وأنثى في التقارب ليصبح عقلها ولتكن قلبه هكذا هو الحب وهذا هو الربيع وبه نحيي الأمل بأن العمر وما به ومن معه سبل المحبين ودروب العاشقين وموسوعات لبني آدم في التعامل ونهج أهل الهوى واليقين.

سلام على كل أصحاب القلوب الحية الطاهرة الظاهرة البينة وتحية لكل انسان لا يرض بأن يكون دمية ولا مرآة بل يسعى لأن يكون عاشقا” بحروف عربية وبطرائق ساحرة شرقية .
خذوا الحب وأعلنوه دستورا” وسيروا في متاهات الدنيا ولا تخشوا الاعوجاج ولا تخافوا النشوذ ولا يرهبكم الشواذ ، الحب يقوم لكم الأفعال ويصلح النيات ويأخذكم الى قمة الابداع.
حدائق ورود ملونة كالطيف في النهارات الشتوية وبساتين أزهار ربيعية تغزوها النحلات وتتنزه فوق أوراقها الفراشات وعدد السكون والحركات كلمات ليست كالكلمات …

هي علاج للعلل وانعاش للضجر وانتعاش لكل السير …
أكتب لكم وأكتبكم بالحب وأبجدية الحرفين وتكفي وتزيد وتتكاثر وتتفاعل لتبلغ أحجام الأكوان وأكثر
الحب لكم والعشق والدواة والقلم …..

بواسطة
لطيفة خالد - لبنان
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق