فلسفة ثقافة الحياة الصوفية
إن التطور السريع والهائل في العالم، أوجد حالة ورغبة فرضت على العقل الإنساني تصحيح مفاهيم مسارات الحياة بأسلوب جديد يواكب الزمن الحاضر، لمجاراة العصر أولا، والعمل على تعديل حالة التفكير الإبداعي ثانياً، من أجل ان يتم تقوية مصادر القدرات والعطاء وفق أسس علمية حديثة، ويقصد به تعديل المطالب واعادة رسم خطط الأولويات من جديد، وهو يمثل عملية توثيق وبناء قواعد الإنطلاق لثورة فلسفية صوفية قادرية كسنزانية شاملة للحياة، تشمل المعاني الروحية للكون والفن، أن التصوف القادري الكسنزاني ذو نظرة وبعد حضاري عالمي، أن هذه النظرة الفلسفية الصوفية تقوم على فكرة ومحور تقديس الحياة وتأمين مخرجاتها، واحياء القيم الإنسانية والأخلاقية والثقافية فيها، والبناء على كل شيء ايجابي فيها يخدم البشرية، وهذه الصورة تحصل الآن بسبب التغيير في بعض مفاهيم ومسارات الحياة بسبب التطور السريع والهائل عبر الزمن، وقد أصبحت الكثير من المفاهيم ضعيفة الحجة والقدرة في إقناع وإشباع العقول المتفتحة المتنورة بالعلوم الإنسانية بشكل كبير، حيث أصبحت اليوم الصورة الرمزية والجمالية للعلوم والكون اكثر إشراقا ووضوحاً، والحصول على المعلومة الصحيحة أمسى أسهل، لأن العالم اليوم أصبح عبارة عن قرية صغيرة، فمثلاً أن عملية اضمحلال الكثير من الحضارات في العالم يعود بالأساس إلى التخلي عن الأسس الروحية والأخلاقية في بناء المجتمعات العالمية ومقياس النجاح للأمم والدول هو الأخلاق، وهذا يؤكد القناعات المطلقة الراسخة بأن احترام الحياة هو أعلى مبدأ يجب التحلي به، وهذا التمجيد للحياة هو ما يعبر عنه بالفلسفة الصوفيه القادرية الكسنزانية الحقيقية الإيجابية في بناء الإيمان الحقيقي للإنسان، والإلتزام بالقيم الروحية والأخلاقية، حيث يجب أن تنطلق من الواقع المادي الملموس، والمفهوم الروحي الواعي، وهو يفسر قول الفيلسوف الألماني البرت شفايتزر (ٲنا مخلوق وٲريد ٲن ٲعيش في وسط مخلوقات تريد أن تعيش) اذا التصوف القادري الكسنزاني وصل إلى هذه النتيجة، وهي ان الحياة والحب يرتكزان ويستلهمان القوة من مشكاة نور واحدة، وهو احترام كل شكل من أشكال وصور الحياة الشخصية أو الروحية تجاه الوجود، أن الأخلاق تعني الرغبة في إيجاد الإرادة المطلقة في العيش الكريم لكل كائن مخلوق، ويبدو أن الظروف التي نعيشها تحثنا على أداء التزامنا الأخلاقي في أغلب الأحيان برغم ضيق العيش وصعوبات الحياة، وحيث لا ينبغي أن تؤدي بنا إلى الانهزام أو الجمود، لأن رغبتنا في العيش هي في تجدد دائم وتطور مستمر، وهذا يعطينا همة عالية في الحركة وتقديم الدعم الذي يكون سبب في الحصول على نتائج مهمة في تغيير الحال الذي يرضي طموحات وتطلعات العقول المتفتحة بشكل كبير جدا.
وليس مستحيلا ولا صعبا على المرء أن يقضي حياته في اتباع هذه المبادئ التي تؤدي إلى زيادة القدرات والعطاء وفق أسس سليمة، وان المراد من فهم الفلسفة والدين في هذا العالم بشكل واضح، هو تعبير عن فهم واضح لمبدأ تقديس الحياة وعمارة الأرض، على عكس الفلسفة التي كانت سائدة في العصور الوسطى بأوروبا والفلسفة البرهمانية بالهند، فمنذو جِئنا إلى هذا العالم مُنحنا ظروفا رهيبة لأن إرادة الحياة تتناق في بعض الأحيان مع ما يريده الفرد منا.