كلنا مسؤولون عن الذي جرى

هل نحن بخير؟
هل نحن سائرون في الطريق الصحيح؟
أي خير نرجوه من مراهق يجرد رجلا من رجالات القوات المساعدة من زيه الرسمي واللعب به؟
من المسؤول؟
…
آلاف الأسئلة تتناسل في أذهاننا ونحن نصدم بفيديوهات وصور توثق للذي جرى، أحاسيس غريبة تنتابك وأنت تشاهد المنتظر منهم بناء المستقبل يعيثون فسادا وتخريبا في الأرض، فمن أنتج هؤلاء؟
من العار أن يطارد جيش من المراهقين الجانحين شرطيا أو رجل قوات مساعدة يقومان بواجبهما ويؤديان عملهما فقط لأنهما يرتديان زيا رسميا، دون استحضار أي من مبادئ الإنسانية، دون استحضار أن ذلك الشرطي ورجل الأمن أو القوات المساعدة أو الدركي أو الأستاذ أو الممرض…هم إخوة لنا في الوطن، هم من يحموننا ويحرصون على سلامتنا وأمننا وأمن الوطن، هم من يعلموننا ويضمدون جراحنا…وأنهم مثل آبائنا لهم أفواه وقلوب تنتظر عودتهم، فكيف ستسول لك نفسك أن تعتدي على موظف أيا كان فقط لأنك تريد تحقيق البوز أو أنك لا تعلم ما تأتيه يداك في تلك اللحظة، وقد تخرب بيوتا وتدمر مصائر عشرات الأفراد من أبناء هذا الوطن، وأنك وأنت تسهم في سيل الشغب الجارف تهدد سلامة وأمن الوطن والمواطن، وتخرب ممتلكات الناس والملك العام.
من المؤلم ألا يتذكر هؤلاء أن ذلك الشرطي وزميله من القوات المساعدة وكل حماة الوطن وبناته قد يقضون ثماني ساعات متواصلة من العمل قد يمضيها بعضهم في بعض الأحيان ملتحفا ببرد ليل الشتاء القارس أو تحت أشعة يوم الصيف الحارقة وهو يحرس ويحرص على سلامتنا والوطن، بينما أنت تغط في نومك العميق وتتدفأ يما توفره لك أسرتك من أفرشة وأغطية.
من العار أن تتحول مباراة في كرة القدم إلى معركة أتت على الأخضر واليابس في الملعب والمدرجات وكل محيط الملعب، فمن أين تخرج هؤلاء؟
هل قدم جمهورا الفرقين من كوكب آخر أم أنهم منا، بذور زرعت ونمت في مشاتلنا، سقيناها بما تجلبه قنواتنا نحوهم من مياه الري الفكري والثقافي والقيمي، والتي نتحمل مسؤولية جودتها أيا كانت، هم أبناء هذا الشعب، ولدوا في أزقة ودروب وأحياء الوطن، رضعوا من ثدي الوطن إلى أن اشتد عودهم، فولجوا مدارسه التي ما أكملوا بها عقدا من السنين حتى لفظتهم فاحتضنهم الهامش، بتفاصيله المدمية للقلب: جنوح وانحراف وتشكيل عصابات من كل الأصناف والأنواع.
لماذا لم تعد الأسر والشارع والمدرسة والمسجد والمجتمع يقومون بأدوارهم في تقويم اعوجاجات الأبناء وتوجيههم؟
لماذا فشلت مؤسسات التربية والتعليم في احتضان أبناء المغاربة ومصاحبتهم حتى نهاية المشوار حماية لهم من انسداد الأفق الذي لا يولد إلا الجنوح والانحراف؟
لماذا لم تغير آلاف المساجد من الحال، ونحن نخصص لبنائها وتزويقها من المال العمومي ومن الإحسان العمومي الميزانيات الضخمة كل عام؟
لماذا لم تغير المقاربة الزجرية من الواقع شيئا، واقع تزداد فيه الجريمة بشكل تصاعدي خطير عاما بعد عام.
كم يكفينا من سجن، وكم يلزمنا من ميزانيات لإيواء وإطعام ورعاية من تلفظهم المدارس والأسر والمجتمع نحو الشارع؟
إن تحول الدين إلى استعراض، وانهيار منظومة القيم المجتمعية وتراجعها، وتخريب المدرسة العمومية، وتخلي الأسرة والمجتمع عن أدوارهما، وانشغال الإعلام بأي شيء غير واقع وما يفيد المغاربة في يوميهم، وسيادة النزعة الفردانية…عوامل حولت شبان المغرب إلى قنابل موقوتة قد تنفجر في أي لحظة تسنح، في الملعب، داخل القسم، في الشارع والزقاق…، تنفجر عدوانية ضد الأشخاص وشغبا وتخريبا للملك العام والخاص، تنفجر حقدا واعتداء على المدرسة والمدرس، تنفجر انحرافا وجنوحا يتحول إلى عصابات للسرقة والسلب والنهب واعتراض السبيل، وشاباته إلى حطب لمنصات التواصل الاجتماعي.

✍️الطيب أمكرود