لبنان والاغتيالات ….حلم دولة انهار “احمد محمد وليد النشار – لبنان-عكار”
أيام قليلة ويودّع اللبنانييون سنة 2022 ليستقبلوا سنة أخرى، لكنّ أمنيتهم للعام الجديد ، هذه المرة مختلفة !
فأمنيتهم ليست انتخاب رئيس جمهورية لملء الفراغ ، ولا تشكيل حكومة جديدة، تعمل لوقف الانهيار، وتثبيت سعر صرف الدولار!
أمنيتهم هذه المرة تختلف لأن كل ما سبق ذكره لم يعد مجديا ، وهو غير مفيد،”ومن جرب المجرب ،كان عقله مخرب ” ـ كما يقول المثل الشائع ـ والمطلوب العمل لبناء دولة حقيقية ، خاصة بعد هذا المخاض الصعب الذي أوصل لبنان وشعبه الى قعر جهنم.فإن لم تقم الدولة الآن، فهذا يعني انه لا قيامة لها أبدا!
أمنية اللبنانيين ان تتم معرفة ذلك المجرم، الذي اغتال حلم بناء دولة لبنان منذ سنة 1987م.
نعم فلبنان الدولة اغتيل يوم اغتال المجرمون رجالات لبنان، ويوم أفشلوا ثورات مواطنيه!
لذا لا قيامة للبنان ان لم تعُرف الرواية الكاملة لكل مسلسلات الاغتيال والتفجير من ألفها الى يائها، حتى يعرى المجرم أمام اللبنانيين أولا والعالم أجمع ثانية.
لقد اغتيل لبنان كدولة ، يوم اغتيل رئيس حكومته رشيد كرامي عام 1987 ورئيس جمهوريته رينيه معوض عام 1989 .
لقد اغتيل لبنان سياسيا، يوم اغتيل النواب جبران تويني عام 2005 وبير الجميل 2006 ووليد عيدو 2007ومحمد شطح 2013
لقد اغتيل لبنان أمنيا يوم اغتيل فرنسوا الحاج 2007 ووسام عيد 2008 ووسام الحسن 2012.
لقد اغتيل لبنان يوم اغتيلت الحركة السياسية فيه باغتيال الأحزاب فاغتيل جورج حاوي عام 2005 وانطوان غانم عام 2007.
لقد اغتيل لبنان إعلاميا يوم اغتيل سمير قصير 2005.
لقد اغتيل لبنان يوم تم تفجير كنيسة سيدة النجاة عام 1994 ومسجدي التقوى والسلام عام 2013ومرفا بيروت 2020
لقد اغتيل لبنان يوم تم افشال ثورة 14 أذار و17 تشرين .
لقد اغتيل لبنان يوم اغتيل رجل الانماء والاعمار رفيق الحريري عام 2005.
لذا برايي لن تقوم قيامة لبنان، ولن ينهض طائر الفينيق مجددا ، قبل معرفة من تسبب بكل تلك الجرائم؟!
أيعقل ان تحدث كل تلك الجرائم في دولة، ولا يلقى القبض على شخص! ولا يكشف على الأقل خيط من خيوطها! لا بل ويعتبر البعضُ منفذيها قديسين!
رجاء اللبنانيين الوحيد وأملهم هم الشهداء الأحياء عنيت بهم : الياس المر عام 2004 ومي شدياق2005 ومروان حمادة 2004 فهم سيبقون شهداء أحياء ، ليذكروا قادة العالم ، أن المجرم في لبنان ما زال حيًا طليقًا، يسرح ويمرح ! وأنه يجب رفض منطق التسويات، فكل التسويات لم تجلب خيرًا للبنان، وآخر تسوية، والتي أسفرت عن انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية ،خير دليل ، لأنها أوصلت لبنان الى جهنم!
فالرئيس القوي الذي كان يملك أكبر تكتل نيابي، وأكبر كتلة وزارية وصاحب التحالفات، والمستقبل ،وحزب الله أنهى عهده بشهادة أنصاره دون أي أنجاز يذكر بحجة ” ما خلونا “!
ويبقى السؤال المطروح هل انتخاب ميشال معوض ابن رينه معوض وتكليف فيصل كرامي ابن شقيق رشيد كرامي يمكن أن يحملا الخلاص للبنان أم قد نعود لزمن الاغتيالات من جديد ؟!