ليبيا.. فيروس كورونا.. أعداد تتزايد ومجابهة ضعيفة !
في ظل ظهور سلالة جديدة من الفيروس التاجي كورونا، سميت بكوفيد 20، تتصارع الدول الكبرى على انتاج لقاح مضاد لكوفيد 19، وبينما تتصارع الدول الكبرى على انقاذ البشرية، تتزايد حالات الاصابات بفايروس كورونا في دول العالم الثالث وخصوصاً التي تمر بصراعات سياسيةٍ وعسكرية، انعكس وقعها على الجانب المعيشي للمواطنين من النواحي الاقتصادية والصحية والتعليمية وغيرها.
تدخل ليبيا الواقعة شمال المتوسط موجة جديدة من تزايد الحالات هناك، فبعد ان ظلّت اشهر عديدة بداية الجائحة دون تسجيل اي حالة، ها هي اليوم تتجاوز حاجز المئة الف، وسط ضعفٍ واضح في عمل وزارة الصحة واللجنة العلمية العليا لمجابهة كورونا في ليبيا.
في نهاية شهر فبراير 2020، وبموجب قرار المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، تشكلت اللجنة العلمية العليا لمجابهة كورونا في ليبيا ، وفور تشكيل هذه اللجنة، شُكلت اللجان الفرعية في كافة المدن الليبية وسط اجراءاتٍ صحية وامنيةٍ مشددة، التزم من خلالها المواطنون لقرابة الشهر بالحجر المنزلي خوفاً من تسجيل اول اصابة لفايروس كورونا، فيما تم اغلاق كافة المنافذ الجوية والبرية المؤدية الى ليبيا، وهكذا اصبحت ليبيا واحدةً من الدول التي لم تسجل اي اصابةٍ بفايروس كورونا.
وفي الخامس والعشرين من شهر مارس اعلن المركز الوطني لمكافحة الامراض بليبيا تسجيل اول اصابةٍ بفايروس كورونا في ليبيا، وتوالت الاصابات وكبر العدد تدريجياً خصوصاً مع عودة المطارات والمسافرين من دولٍ مختلفة وهو الاجراء الذي اعتبره الكثير من الاطباء خاطئاً لضعف الامكانيات الصحية في ليبيا .
منتصف شهر مايو خرجت الأمور عن السيطرة ووسط ضعف الامكانيات و قلة مراكز العزل وتزايد الحالات مقارنة بعدد “الاسرّى” وزادت نسبة الوفيات بشكل كبير ؛ خصوصاً للأشخاص الذين يعانون من امراضٍ مزمنة كالكلى والسكري، وما زاد الامر سوءاً هو الاستهتار من غالبية المواطنين الذين التزموا بالاجراءات لفترة محدودة من ثم اصبحت الموضوع عادياً بالنسبة لديهم.
في اواخر سبتمبر اعلن المركز الوطني لمكافحة الامراض عن برتوكولٍ جديد ، والذي جعل المواطنين يقوم بمسحةٍ واحدةٍ فقط، فإذ تبين ايجابية النتيجة؛ يقوم المصاب بحجر نفسه لمدة اربعة عشر يوماً واذا كانت سلبية فيمكنه ممارسة حياته بشكل طبيعي ، هذا البروتوكول رفع من نسب الشفاء فجأة والذي تبين فيما بعد ان البرتوكول الأسبق كان خاطئاً.
اليوم ومع دخولنا العام الجديد تعود موجةٌ جديدة من الاصابات بفايروس كورونا ، ورغم الميزانيات الكبيرة التي صرفت من قبل الجهات المسؤولة الا ان الوضع الوبائي في ليبيا لا يزال على حاله بل من سيئٍ الى أسوء في بعض الاحيان ، فبينما تدخل دول العالم الاول في منافساتٍ حول استخراج اللقاح مع ظهور السلالة الجديدة من الفايروس، تعجز الحكومة على وضع حد وعلى ايجاد حلٍ للتقليل من الاصابات ويستمر الاستهتار وعدم الالتزام من المواطنين.