ماذا بين الحريري والحكيم؟
يستغرب اللبنانييون، وخاصة جمهور المستقبل والقوات، ما يحدث بين بيت الوسط ومعراب كل فترة، رغم ان الذي يجمع بين الزعيمين اكثر مما يفرقهما.
فبينهما نضال طويل، بدأ بعد اغتيال الحريري الاب، وتبلور بولادة ثورة الأرز، التي ساهمت في خروج الحكيم من السجن. _حيث منح مجلس النواب المنتخب يومها سمير جعجع عفوًا خاصًا خرج به من السجن في 18 يوليو 2005- وانسحاب الجيش السوري من لبنان، وظهور تجمع ما عرف بالرابع عشر من آذار، وخوض الانتخابات على لوائح واحدة-ففي الانتخابات الأخيرة خاض وهبة قاطيشا الانتخابات ونجح على لوائح المستقبل في عكار
فماذا حصل حتى يقع الجفاء، وتحدث القطيعة بين معراب وبيت الوسط،الى حد عدم تسمية القوات لمرتين متتاليتين سعد الحريري لتشكيل الحكومة في الاستشارات النيابية الملزمة، وإلى تهجم نواب وقياديين في القوات على الحريري، آخرها ما قاله حاصباني، من على شاشة الMTV:” ان الناس قالت ما بدنا ياك، وانه لم يسمع كلامهم” مما أدى إلى رد امين عام تيار المستقبل احمد الحريري على تلك الهجمة في تغريدة له جاء فيها ” لن يحلم الحكيم في الحصول على توقيعنا للرئاسة.”
والسؤال الان
لماذا يطرح موضوع الرئاسة الآن؟ ومن المستفيد من توتير الأجواء، وتعميق الخلاف، بين المستقبل والقوات؟
هناك اكثر من سنتين للاستحقاق الرئاسي وهو غير مطروح الان، والحكيم لم يعلن ترشيحه لهذا المنصب فما الحكمة من اعلان هذا الموقف؟ وهل هذا الموقف تم بايحاء ما من اجل زيادة في التوتر والشرخ؟
إن أغلب للبنانيين راهنوا على الزعيمين، وعلى كل قوى الرابع عشر من آذار، لبناء دولة السيادة و لبنان الجديد، ومحاربة الفساد.
وهم يرون انه كلما اتسع الخلاف وزاد التوتر بين الزعيمين كلما ابتعدنا أكثر عن بناء الدولة السيدة الحرة المستقلة، والتي يسعى اليها كلاهما.
لسان حال جمهور التيارين متى يجتمع الزعيمين لوقف المزيد من الردود من هنا وهناك، والقيل والقال؟وقبل ان تتسع الهوة بين معراب وبيت الوسط وتصل الى نقطة اللاعودة!
لقد انقسم اللبنانييون بين محورين: الثامن، والرابع عشر من آذار!
والى الان، لم تستطع الثورة التي انطلقت بعدة تسميات و شعارات حتى تجسدت كاملة في 17تشرين 2020 من إثبات قوتها، وفرض رؤيتها ، فموازين القوى والى اشعار آخر،لن تستطيع أن تحدث تغييرا جذريا وأن تغيرت! لقد كانت قوى الرابع عشر من آذار، تملك الأكثرية في المجلس النيابي ولم تستطع تقديم الحلول، والان قوى الثامن من آذار تملك الأكثرية النيابية، وشكلت الحكومة الأخيرة-حكومة الرئيس دياب_ ولكنها لم تستطع ايضا ان تقدم للبنانيين شيئا بل ساهمت في ترك لبنان وحيدا، يواجه المشاكل معزولا عن العالم!
والسؤال هل سيبقى اللبنانييون غارقين في الديون. وقلة الحيلة. حتى يحدث شيء ما يغير هذا الواقع، وينجينا من جهنم، التي وعدنا بها الرئيس؟!
أحمد محمد وليد النشار – لبنان