مولاي بوسلهام.. حرائق محمية المرجة الزرقاء تثير تساؤلات المتتبعين
شب حريق مهول مساء أمس الجمعة ال 17 من يوليوز الجاري، بمحمية المرجة الزرقاء بجماعة مولاي بوسلهام إقليم القنيطرة، حيث غطى دخان كثيف المنطقة بأكملها ليشمل الجماعات والدواوير النائية، الأمر الذي استدعى حضور عناصر من السلطة المحلية ورجال إطفاء تابعين لقطاع المياه والغابات وعناصر من الوقاية المدنية، حيث تم إخماذ الحريق الذي شمل عشرات الهكتارات من المحمية.
وحسب مصادر مهتمة بالبيئة و التنمية، فإن محمية المرجة الزرقاء تصنف ضمن المناطق العالمية المحمية، وهي قائمة على بعد 120 كيلومتر شمال الرباط، على شاطئ مولاي بوسلهام في ساحل المحيط الأطلسي، وتمتد على 11420 هكتار، منها 7300 هكتار محمية بيولوجية و6800 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، وتبلغ نسبة المياه المالحة فيها 98 في المئة، ونسبة المياه السطحية والجوفية التي تزودها بالمياه العذبة 2 في المئة بما فيها وادي الضراضر وقناة الناظور.
هذا وتعد المحمية موئلاً لتكاثر الأسماك والرخويات وعددها 173 نوعا، وفيها أنواع من النباتات المهمة والنادرة، مثل الأسل (السمار) الذي يستعمله سكان المنطقة في صناعة الحصير، وتستقبل المحمية سنوياً أكثر من 150 ألف طائر موزعة على 82 نوع بينها 16 نوع نادر أو مهدد بالانقراض، وأشهرها الكروان ذو المنقار الدقيق، الذي يبلغ طوله 40 سنتيمتر وتُزين صدره وجانبيه بقع دائرية مميزة.
وأفاد الباحث الدكتور عبد”اللطيف الخطابي”، وهو أستاذ بالمعهد الوطني للهندسة الزراعية في دراسة أنجزها عن المرجة الزرقاء، أن لها دور اجتماعي واقتصادي ينعكس على سكان المنطقة وعددهم 20 ألف نسمة، يعتمدون في عيشهم على استغلال الموارد الطبيعية عن طريق الزراعة التقليدية والحديثة والسياحة والصيد التجاري وتربية المواشي والرياضة المائية.
وعودة إلى موضوع الحريق، فبالرغم من تصنيف محمية المرجة الزرقاء محمية عالمية وبالرغم من جعلها ضمن مخطط لتهيئة وتدبير منطقة المرجة الزرقاء، و الذي تمت المصادقة عليه عام 1998، لازالت المحمية تشهد حرائق متكررة دون معرفة الأسباب الحقيقية.