هل تقضى جينات ترامب العربية على الديمقراطية الأمريكية؟

يترقب العالم بشغف فجر الرابع من نوفمبر كل أربعة أعوام بفارغ الصبر، للتعرف على الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية، غير أن إنتخابات أمريكا الجارية الآن، قد يتأخر الإعلان عنها أياماً، وقد تمتد لأسابيع، ويرجع ذلك إلى التصويت بالبريد الذي وصلت نسبته إلى أكثر من 60٪ من أصوات الناخبين، الأمر الذي يتطلب وقتاً أطول لفرز الأصوات، من ناحية أخرى الإعتراض المحتمل بل والأكيد لترامب على نتيجة التصويت عبر البريد إذا ما أتت في صالح منافسه الديمقراطي نائب الرئيس السابق “جو بايدن” وهذا هو الغالب حسب المؤشرات الأخيرة وحسب توقعات الخبراء والمختصين واستطلاعات الرأي،
ومما يؤكد ذلك أيضاً تصريح ترامب في وقت سابق من تشككه وخوفه من التزوير في نتائج الإنتخابات عبر البريد حتى قبل أن تبدأ!!

عاملاً بالمثل العربي المصري القائل”ضربني وبكى وسبقني وإشتكى” وبهذا نرصد لترامب الجين العربي الأول، ولترامب طباعاً غير سوية ومزاج متقلب كرياح فصل الخريف، وترامب طفل شرس لديه ميول عدوانية، يميل إلى حب الأشرار وإختلاق الأكاذيب، وأثبت براعة منقطعة النظير أكثر من العرب الذين إستمد منهم الجين الثاني ألا وهو الكذب!

وخلال فترة حكمه التى تقترب من الأربع سنوات أحدث تغيراً جذرياً في المجتمع الأمريكي، بخلق وتعميق الفجوة بين أنصار الجمهوريين والديمُقراطيين من ناحية، وخلق العداء بين العرق الأبيض والأسود من ناحية أخرى، وإظهار العداء العلني ضد المسلمين والمهاجرين، وذلك عبر تغريداته التويترية التي ليس بينها وبين المواطن الأمريكي مقص الرقيب، ويرجع ذلك إلى الجين العربي الثالث والأهم المتمثل في المثل القائل “فَرَق تسُد” أي إجعل من شعبك أشتاتاً متناحرة لتعش أنت بأمان،
والجين الرابع الذي يتشابه والعرب فيه هو التلاعب بإقرارات الذمة المالية والتهرب الضريبي، وإتباع أساليب ملتوية للهروب من العدالة، وبمناسبة العدالة يأتي الجين الخامس والمهم أيضاً وهو محاولاته العديدة للتأثير على القضاء الأمريكي بالمراوغة تارة وتبديل موظفين مهمين بأخرين تابعين له تارة أخرى، وكان قد قام بتعين إبنتة “إيفانكا ترامب” وزوجها اليهودي الأمريكي “جاريد كوشنر” بوظيفة كبير مستشارين للرئيس، وذلك في وقت مبكر من فترة حكمه، هذا بالإضافة إلى العديد من أصدقائه الذين تم تعينهم في وظائف مختلفة سواء داخل البيت الأبيض أو خارجة، إذاً جين “المحسوبية” ذلك الجين الضارب بجذورة في عمق الحكومات العربية، نجده متأصل ومتجذر لدى العنصري ترامب!

ترامب المثير للجدل، يتمنى العقلاء في العالم خروجه من البيت الأبيض في يناير المقبل، بينما يبتهل الديكتاتورين والمستبدين لبقائه في الحكم!

وتشهد الإنتخابات نسبة إقبال على التصويت مرتفعة جداً، قد تكون الأعلى في تاريخ الإنتخابات الأمريكية، ترامب لن يُسَلِمّ بالهزيمة، ولن يخرج من البيت الأبيض بسهولة، وفي الأغلب سيكون هناك صراع في أروقة المحاكم قد يتدخل فيها البيت الأبيض بجانب ترامب، مثلما حدث في قضية التخابر مع أوكرانيا بشأن التدخل في الإنتخابات، و الإنتخابات في أمريكا لاتعتمد نتيجتها على الإقتراع وعدد الأصوات فإنتخالات 2016 حصلت هيلاري كلينتون على ثلاثة ملايين صوت أكثر من ترامب، وبالرغم من ذلك فاز ترامب، ويرجع ذلك إلى وجود مايعرف بالمجمع الإنتخابي الذي يتكون من 538 عضوا يتم إنتخابهم من الولايات الخمسين، حسب عدد سكان كل ولاية، فمثلاً ولاية كاليفورنيا الجنوبية يمثلها 55 عضوا في المجمع الإنتخابي، وعلى ذكر الولايات الجنوبية فتكاد تكون شبه محسومة لجو بايدن، بسبب وباء كورونا الذي فشل ترامب فشلاً ذريعاً في التعامل معه مبكراً مما ادي إلى وفاة 230 الف أمريكي، وأغلب الظن أن حملة ترامب واللوبي اليهودي وربما دولاً أخري يعملون على قدم وساق لشراء ذمم أعضاء المجمع الإنتخابي، وقد حدث في 2016 أن أدلى 6 أعضاء ديمقراطيين أصواتهم لترامب، واتُهِموا بعد ذلك بالخيانة من ناخبيهم، و لاتتعجب من ذلك فكل شئ في أمريكا أصبح ممكناً، وديمقراطيتها أصبحت في مهب الريح، وسيناريوهات نتائجها ستثبت ذلك، بفضل طرق ترامب الثعبانية، وهذا يعود لبركة الجينات العربية الذي تسري في شرايين ترامب مُحِب المستبدين والكاذبين والآشرار.

بواسطة
رزق البرمبالي - مصر
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق