و إنتصر العقل العلمي على العقل الدين.. بين برهانية العقل الغربي و عرفانية العقل العربي
و أنا أتابع الأخبار تم الإعلان عن إكتشاف لقاح لفيروس كورونا و سيتم تقديمه هذا الأسبوع للمجتمع الأمريكي و أيضا بعث مخابر أخرى روسية بالهند، تيقنت عين اليقين أن العقل الغربي و منذ الآثينيين و بروز الفلسفة كان عقلا ترييضيا بإمتياز حيث إستطاع أن يقتحم عالم الطبيعة و يكتشفها و يفكك ميكانيزمات إشتغالها ثم السيطرة عليها.
فكان بذلك عقلا برهانيا علميا بحيث أن كل نتائجه إستدلالية و منطقية تعتمد على الترييض و التجربة و النتيجة
في مقابل ذلك ومع العقل العربي قد إختلفت ميكانزمات الفهم و التحول المادي الى مجرد إيمانيات روحية عرفانية متعلقة بالأساس بماهو لاهوتي و ما وراء طبيعي معتقد بذلك أن القوة المدبرة أو القدر خادم لصالحه لمجرد إيمانه.
فعلى عكس العقل العلمي الغربي بنى العقل العربي تصوراته للتجاوز الإيجابي للجائحة فأخذ ينبش في التراث فوجد أحاديث بالية في بيانها و مدلولها و فهمها و أسقطها إسقاطا مجحفا و متخلفا ، فوجد مثلا أن آية الكرسي تحفظ صاحبها من المساوئ و تجعله في كنف” الله” و وجد اذكارا روحانية تجعله في امان و ان اجتمع عليه ما بين اقطارها ليضروه ما ضروه ، و استنتج ان هذه التعاويذ و التمائم تحفظه من كورونا و كل الفيروسات، متناسيا أنه لو كان محمد كونه قائل هذا المقول لو كان بين ظهرانينا ما سلم بهذه التمائم و لمرض بالفيروس و ربما لمات به ، ألم يمرض الرسول و مات بتعلة المرض لماذا لم تنفعه جملة التعاويذ و التمائم.
و من المؤسف أيضا أن العقل الديني تلفيقي حيث يعتقد في الآن نفسه أن هذا القيروس هو عقاب الله “للكفار” و لما أصاب المسلمين قال العقل العربي ” يبتلى المؤمن حسب دينه ” فحول البلاء الى الإبتلاء.
و اليوم يقف العقل العربي الديني مهزوما و منكسرا أمام انتصار العقل الغربي البرهاني في ايجاد اللقاح و مده للإنسانية .
مرة أخرى يهزم الدين من قبل العلم و يبدي الأخير جدارته و صدارته و يبدي أيضا عجز الخطاب الديني عن مسايرة العالم و محاورته تقديما و عجزه عن تقديم رسالة للإنسانية.