وعن نظرتهم لنا و نظرتنا لهم

لن أتحدث في هذا المقال بمنطق ديني أو سياسي فلست ممن يهوون الإفتاء في السياسة و لست من المخولين لهم الإفتاء في الدين .. أنا فقط أردت طرح الموضوع بسلاسة أكثر.. نظرة شعوب العالم للشعوب العربية المسلمة.. نحن كمسلمين و عرب أو مهما كان أصلنا أوفصلنا شعوب لها موروث ثقافي و حضارة و خصوصيات كأي أمة وجدت على هذا الكوكب .. يعني الأمر طبيعي حتى الآن .. إلا أن تعامل الأمم و الشعوب و الثقافات الأخرى مع هذه الأمة التي يبدون تحفظا تجاهها بعض الشيئ ليس تعاملا صحيحا إن جاز القول.. تعامل غير بريئ.. والمشكل ليس من هذه الشعوب في حد ذاتها.. وقد قصدت بتعامل غير بريئ أن الصورة التي روجت لشعوب كثيرة ليست الصورة الصحيحة إنما صورة نمطية أخذت في التنامي حتى كادت تصبح بالنسبة لهم مسلما من المسلمات التي لا نقاش فيها .. صورة روجت لها وسائل الإعلام بمختلف أنواعها لغاية في نفس يعقوب .. طبعا كما أشرت منذ البداية أنني لست ممن يهوى الحديث في السياسة ولكننا نظطر أحيانا إلى الخوض فيها دون أن نشعر وذلك لأن السياسة دائما ماتحشر أنفها في كل صغيرة و كبيرة في حياتنا .. الموضوع معقد نوعا ما أو لنقل ليس بسيطا نظرا إلى أن هذه النظرة إلى الثقافة العربية و الإسلامية نظرة متعددة المعالم والزوايا.. لأوضح لكم الأمر أكثر ..في عصر الأنترنت لا شيئ يخفى على أحد فمثلا لو ألقينا نظرة على موقع الفيديوهات الشهير يوتيوب و قمنا بالبحث عن آخر التريندز فسنجد أن هذا الموضوع أخذ مسارا حافلا في السنوات الأخيرة حيث يتخذ صانعو المحتوى أو اليوتيوبرز طرق ووسائل مختلفة لتناول الموضوع.. فالتجول في شوارع أوروبا أو نيويورك أو العاصمة سيول لسبر آراء المارة أحد هذه الطرق و قد تابعت أكثر من فيديو ووجدت إجابات عجيبة للسؤال

التالي ..ماذا تعرف عن الثقافة العربية أو عن دولة عربية بعينها ؟.. طبعا ليست كل الإجابات بلهاء.. فالسياحة جعلت من العالم كما يقال قرية صغيرة.. نسبيا هذا صحيح لكن ذلك لا ينطبق على كل فرد موجود على وجه البسيطة.. فالكثير أجابوا عن السؤال بهذه الطريقة : يركبون الجمال النساء يلبسون لباسا يغطي كامل جسدهم .. طبعا ليست كل الإجابات من منطلق السخرية هم فقط أجابوا بالقليل الذي يعرفونه إن لم يكونوا من محبي السفر.. ولكن السؤال المطروح هنا كيف لهم أن يجيبوا في هذا القرن بهذه الإجابات و الانترنت لم تبقي بين العالم حواجز ؟.. هم فعلا أجابو هكذا على أية حال.. ماأردت إيضاحه من خلال هذا المثال هو هذه النظرة.. من أين جاءت و لماذا تبدو بديهية في أذهانهم هكذا.. حتى أن بعضهم يتوجس من الثقافة العربية بسبب الترويج الخاطئ و المتعمد و دعنا من السياسة و الدين و أنتم ستفهمون ما أقصد.. الصورة الدموية التي يتم ترويجها من خلال الأخبار و الأفلام و ووسائل الإعلام والتواصل عامة والتي رسخت في أذهان الكثير منهم.

بواسطة
إسلام عيفة - تونس
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق