“إيض يناير”..أمازيغ المغرب يحيون ذكرى رأس العام الجديد
“أسكّاس إغودان” التي تعني “عام سعيد” ،هي أكثر الكلمات تداولا بين الناس هنا بالمناطق القروية بتزنيت في الأيام القليلة الأخيرة ،والأمر ينطبق كذلك على ساكنة باقي المداشر والحواضر الكبرى.
والمناسبة احتفال أمازيغ المغرب بقدوم عامهم الجديد 2971 ، في أول ،،”إيناير” الفلاحي الذي يصادف ليلة الـ13 يناير الميلادي من كل سنة.
ويحافظ الأهالي بسوس عموما على الاحتفال ب “إيض إيناير” من خلال عادات وتقاليد وطقوس وأطباق خاصة متواثرة جيلا بعد جيل من عقود من الزمن.
وإن كانت الظرفية الصحية التي تمر منا البلاد هذا العام بسبب جائحة كورونا لم تسمح بتخليد المناسبة في تجمعات لترديد الأغاني التراثية (أحواش) على غرار ما سبق من الأعوام ،فإن الأسر الأمازيغية ظلت وفية لهذه المناسبة واحتفلت داخل بيوتها متشبتة بهذه العادة التي يعود تاريخها إلى عام 950 قبل ميلاد المسيح حسب الروايات المتداولة .
و من مقاصد الاحتفال بهذه الهوية تربية الأجيال الناشئة على التشبت بالأرض والهوية والتراث الأصيل من خلال طقوس في المأكل “طبق تاكلا” واللباس الأمازيغي وتبادل الأفكار والمعلومات حول مغازي هذه المناسبة.
حسين كويحي ابن منطقة نائية بتزنيت يعيش مع أسرته في أحد أحياء مدينة الدار البيضاء قال في تصريح لجريدة صوت المواطن إنه دأب على الاحتفال رفقة أفراد عائلته برأس السنة الأمازيغية منذ عدة سنوات، يلتئم جمع العائلة على طبق “تاكلا” الأصيل في جو أخوي يسوده الفرح والسرور والحنين إلى طقوس البلدة الأصل،؛حيث يتعلم الأطفال الكثير من المغازي والقيم كصلة الرحم ، والتشبت بمسقط الرأس، وعادات وتقاليد الأجداد …
وختم حسين الذي أرغمته ظروف العمل على مغادرة قريته الأصلية “أنامر ” ناحية تزنيت أن المناسبة تجدّد في نفسه وفي نفوس أفراد أسرته ذلك الشوق والحنين إلى إعادة زيارة بلدته الأصلية التي ولد فيها والاستمتاع بكل ما هو جميل هناك ولا يتوانى في ذلك كلما أتيحت الفرصة، فالأصل هو كل شيئ في نظره والرجوع إلى الأصل أصل وفضيلة.