من خواطري: “مرايتك هي نفسك” بقلم منى حسن

الحياة معاناة

احنا اتخلقنا فى الحياة بمعاناة والحمل اللى شالته الام, وبولادتك كانت صرخة مولدنا اول حاجة كانت لمواجهة الحياة دى

معروف ان الحياة رحلة, ومع الوقت بتخلص, بس رحلتك فى الحياة انت اللى بتعملها, مع الاقدار ومع الظروف لكن كلها او معظمها باختيارك..

اختيارك بانك تكون انت ايه واختيارك حاتكون ايه و ازاى حتعمل كده

من عيوب البنى ادم دايما مابيبصش بس هو عايز ايه او امكانياته ايه او هو عارف ايه او اكتسب ايه من الحياة, دايما بيبص للى قدامه او معاه وعنده ايه, فبيترتب عليه حاجات كتيرة فى نفوسه, علما بان الحياة ذات نفسها حياة بسيطة جدا, والبنى ادم اللى بيعيشها برضا ومتصالح مع نفسه وراضى بقسمته فى الحياة او من حياته, دايما بيكون فى حالة من السكينة والسعادة..

صحيح ممكن الظروف تتغلب عليه فى مواقف او ظروف وبضغوط معينة بتاثر عليه, ولكن فى الاخر بيبقى نايم مرتاح, مش انه مرتاح من الضغوط ولكن مرتاح انه عايش فى سكينتة برضاه بدنيته.. فيه ناس كتير بتعقد حياتها, وساعات بتختار طرق سهلة بانه بيضحك على نفسه ويتراكم فى نفوسها الغضب والعند وتتملى بالحقد وقلق والغيرة, اعتقادا انها ناس ذكية بتعرف ازاى ما تظهرش اللى جواها, ودى لعنة مفضوحه مع الوقت! وفيه ناس تانية بتبقى بطريقة او باخرى بتبان ان عندها مشاكل جوه نفسها..

الناس عموما بتاخد الناس على وضعها وبتتعامل معاها ومع الوقت بتظهر نفوس البشر, ومن هنا بيحصل التفاعلات والمواقف والاحداث اللى بتاثر على مصدقية الاشخاص لبعض..

من اصعب الحاجات او المواجهات انك تعترف بانك غلط, وده المفروض انه مايكونش حاجة صعبة, ولكن تكوين النفس احيانا سواء من كبرياء او من عزة نفس او الاعتقاد انه ضعف اومن هذا القبيل لنفوس البشر, بتدفع البنى ادم انه يستمر بحدة فى الغلط وموقفه, علما ان من ابسط الاشياء ان الاعتراف والصدق ده وسيلة لصفاء النفس ومراجعتها واتخاذ القرار الصح.

الحياة من كتر بساطتها لو بصيت لها بجد او بعمق حتلاقى الحياة بسيطة وثابته

المقصود بمعنى الحياة هو يومك, لان الحياة نفسها هى الظروف اللى انت عايش فيها و مع طبيعتها, الشمس بتطلع كل يوم, الورد بيطلع فى الربيع, المطرة بتنزل فى الشتا, الدنيا بتحرر فى الصيف, الجبال والانهار والبراكين والزلازل وتقلبات الجو والليل والنهار كل دى من ثوابت الحياه..

ايه اللى بياثر على طبيعة البيئة اللى عايش البنى ادم فيها: الادخنة, المبانى الهد, تغيير معالم الطبيعة, نسف جبال,موت حيوانات, هدر المساحات الخضره, وحاجات كتيرة اوى بتخدم بيئه البنى ادم وبيدمرها,

البنى ادم دوره حياته زى الطبيعه وهو ده من مقياسك لحياتك بمعنى انك انت فى حياتك بتمر بمشاكل كتير ومعارف كتير واسلوب حياة بيتغير دايما مع السن, فبتهد حاجات وتتناسى حاجات وتزود حاجات وتعيش مع حاجات .. ولكن لو ماكانتش نفسك سوية دايما حايكون فيه اخطاء, والاخطاء دى هى مفتاح السلوك او لسلك حياتك وتخليها بسيطة او معقدة, تعقيد الحياة بينتج عنه مشاكل كتير, منها انك دايما عندك ضغوط, منها معاملاتك بتبقى مش مظبوطة, منها شخصيتك بتتهز من المواقف, منها تقوقع جوا نفسك, منها بتهرب من مواجهة حاجات بتتراكم جوا النفس ينتج عنها الكذب واخذ دور الضحيه او كره والنقم على العيشة والوجود فى الحياة البسيطة..

من لطف الخالق علينا, انه اوجد او نفخ جوانا روح التسامح, والاحسن من التسامح النسيان, علما بان لما يحصل انك بتنسى بيترسب جواك حاجة مهمة جدا وهى الخبرة والمثابره..

الخبرة دى هيه من الاساسيات لاختيارك انك توزن الامور فى الحياة دى, من اصول, من احساس وتفاعلات, من تعاملات, من مواقف عديت فيها تعرف تتصرف فيها ازاى من تقييمك لنفسك, تقيمك لشخصك أدام نفسك, تقيمك لكل ماتمر بيه فى الثوانى اللى انت بتشوفها فى عينيك تشوفها وبتترجم عندك جواك للمفروض واللى مش مفروض, والصح والغلط, وبتهديك فى النهاية ازاى تتعامل بيها..

مهم اوى ان البنى ادم يشوف ويعرف هو عايز ايه, يعيش واقع نفسه قبل مايعيش واقع اللى حواليه,

مايعوضش حقده وغيرته ونقصه, بالانتقاد او بانه يعمل ازيد من طاقته لاثبات غير نفسه, ولا يزود بفكره الهموم ولا الضغوط ويقبل الواقع اللى بيعيشه, لان ده حايهدى نفسه جدا, حايبص للمواضيع اللى عنده بتقدير, حيتعامل بروح حلوة, حايرضى باى حاجة تحصل ويحلها فى وقتها وظروفها بعقل..

الحياة بسيطة اوى, مش حتروح فى حته بس هى مليانة,

مليانة كل حاجة من حلو ووحش وفرح وزعل, وحاجات كتيرة اوى بيعيشها البنى ادم.

هو واقع ماحدش يقدر يهرب منه,لانه مرايتك فى افعالك وتصرفاتك فى حياتك..

اهم حاجة انك تعرف ازاى تواجه نفسك, تعرف ازاى تعيش حياتك, تعرف ازاى تكون انت مين!

منى حسن

مصرية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق