الدكتور الدرويش.. من لا ماضي له لا مستقبل له

أكد الدكتور محمد الدرويش رئيس مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، أن الأديب عبد المجيد بن جلون يعتبر عَلَما من أعلام الثقافة المغربية الحديثة، مسلطا الضوء على النص الرائد الذي كتبه في نهاية أربعينيات القرن الماضي تحت عنوان «في الطفولة»؛ وأضاف أنه شكل علامة رئيسة في الثقافة والإبداع المغربيين، وهي أشهر سيرة ذاتية مغربية، موضوعها مسيرة حياة طفل مغربي تنقل بين بيئتين مختلفتين، وما صاحب ذلك التنقل من بحث عن الذات والآخر، حتى ان ذكرها يلتصق باسم عبد المجيد بنجلون واسمه يلتصق بها فإذا ذكرته ذكرتها واذا ذكرتها ذكرته.

كما أشار الدرويش الى ما تركه بنجلون من انتاجات أدبية وصحافية ودبلوماسية أرخت لمرحلة مهمة من تاريخ المغرب والتي جسدت أساس بناء المغرب المستقل.

جاء ذلك خلال كلمة الأستاذ محمد الدرويش، في كلية الاداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط يوم الخميس 9 مارس 2023، في الجلسة الافتتاحية للندوة الوطنية حول الأديب المغربي عبد المجيد بنجلون التي نظمتها مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم بتعاون مع كلية الآداب والعلوم الانسانية جامعة محمد الخامس بالرباط وشراكة مع وزارة الشباب والثقافة و الاتصال قطاع الثقافة، في إطار سلسلة من اللقاءات العلمية التي تروم حسب الجهات المنظمة، تكريم مجموعة من أعلام الثقافة المغربية في بعدها المحلي والكوني تحت شعار : “أعلام في الذاكرة “.

وأبرز الأكاديمي محمد الدرويش أن الندوة تهدف الى استعادة ذاك الزمن وذاك الحراك الوطني لمجتمع يبحث عن الحرية والحياة الكريمة والدمقراطية والعدالة الاجتماعية في سياقات دولية خاصة.

وأوضح أن العودة للماضي، من خلال استحضار أسماء أعلام ظلت في ذاكرتنا الفردية والجمعية من خلال إنتاجها الفكري يعد احتفاءً علميا بها، وتأكيدًا لأدوارها في علاقاتها بالسياق الثقافي الذي عاشت فيه، ليس فقط في تطوير أسس ومنطق وأخلاق الكتابة بكل أجناسها، وترسيخها في الثقافة والفكر المغربيين بل ايضا في اساس قيم المواطنة القائمة على مبدأي الحقوق والواجبات وكذا اخلاق ثقافة الاعتراف والاحترام والتضامن والتكافل المجتمعي.

وأضاف أن هاته العودة هي تثبيت لثقافة الاعتراف واستحضار للماضي بمنطق الحاضر من أجل المستقبل، وتأكيد على ان استحضار الحاضر للماضي هو بناء للمستقبل . فمن لا ماضي له لا مستقبل له.

وذكرت الورقة العلمية للندوة أن تنظيم سلسلة لقاءات استحضاراً لأعلام الثقافة المغربية المعاصرة يهدف إلى ربط الإضاءات المشرقة في الماضي بالإسهامات التي أثْرَت نسق الثقافة المغربية في الحاضر، واعتبرت الورقة ذاتها أن استحضار اعلام من مثل الحسن اليوسي ، والمختار السوسي ،  و عبد المجيد بنجلون و عبد الكريم غلاب وعلال الفاسي و محمد برادة و احمد اليابوري و محمد عابد الجابري و محمد جسوس و عبد الله العروي و احمد العلوي و احمد المتوكل و عبد القادر الفاسي الفهري و طه عبد الرحمان وغيرها من الاسماء التي طبعت الفكر و الثقافة  المغربيين  ، وساهمت في اعلاء راية المغرب المعرفية مغاربيا و افريقيا و عربيا وغربيا فاضحى جزءا من السوق الفكرية العالمية بل و مساهما اساسا في النقاش العلمي الرصين في شتى المجالات الابداعية و العلمية و التكنولوجيا.

وبين المصدر عينه أن  عبد المجيد بنجلون ازداد بالدار البيضاء سنة 1919 ، و قضى طفولته في بريطانيا ، وتوفي  بالرباط سنة 1981، مضيفا انه أديب ، وصحافي مشهور وديبلوماسي محنك ، ووطني بارز ساهم في تأسيس مكتب المغرب العربي بالقاهرة، وخلف وراءه كتباً  عديدةً.

ويعزى تنظيم هاته الندوة التي عرفت حضور وائل بنجلون نجل عبد المجيد بنجلون، وفق المنظمين، إلى المكانة التي تشغلها “في الطفولة” في الأدب المغربي خصوصا ، والأدب العربي عموما ، ارتأينا تنظيم هاته الندوة – بمشاركة صفوة من الأساتذة الباحثين.

ويذكر أن مؤسسة فكر للتنمية والثقافة والعلوم، عملت منذ تأسيسها سنة 2014، على تنظيم لقاءات وندوات علمية وطنية ودولية في مواضيع تستجيب للأهداف التي حددتها في قانون التأسيس، وتستحضر القضايا  الوطنية والجهوية التي تستأثر بالرأي العام وبانشغالات الفاعلين في مختلف المجالات، كما أنها جعلت نصب أعين أعضائها قضايا  تنمية البحث العلمي وتنشيط الحياة الثقافية والفكرية، وتكريم رواد المعرفة والثقافة والفكر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق