السودان..مياه الفيضانات تدمر أجزاء واسعة من البلاد وتشرد الألاف من المواطنين

تشهد دولة السودان فيضانات واسعة وغير مسبوقة في تاريخ هذا البلد العربي الأفريقي منذ 1912 في 16 ولاية من ولايته الكبرى، نتيجة الأمطار الخريفية الغزيرة التي عرفتها البلاد، ما أدى إلى ارتفاع مستوى المياه في نهر النيل الأبيض وانحرافه عن مساره، واغراقه مساحات شاسعة من الوطن وغمر مياهه لمناطق لم تصلها عبر التاريخ.

ومازالت مناطق مختلفة من السودان تحت التهديد بسبب تدفق منسوب المياه وبلوغ ارتفاعه إلى 17،5 مترا، وهو رقم قياسي جديد في تاريخ السودان.

ويعاني ساكنة المناطق المنكوبة، عزلة تامة عن العالم الخارجي بعدما حاصرتهم مياه الفيضانات، وتقطعت بهم السبل،وغاب عنهم الغذاء والكهرباء وتأخر وصول فرق الانقاذ في إيصال المساعدات الحكومية والدولية لإغاثة المنكوبين والمشردين.

وعجزت الحكومة المحلية عن مواجهة هذه الكارثة المدمرة، ولم تستطع التصدي لتداعياتها، ما دفع ببعثة السودان الدائمة لدى الأمم المتحدةإلى طلب الدعم من طرف المنتظم الدولي وبعض الدول العربية، للمساهمة فى إغاثة المتضررين من السيول والفيضانات.

وقد سارع مجلس الأمن والدفاع الوطني في السودان إلى اعتبار البلاد “منطقة كوارث طبيعية” وأعلن حالة الطوارئ لمدة تلاثة أشهر، بسبب حجم الكارثة التي أدت إلى مقتل أكثر من 100 شخص، وشردت الآلاف من المواطنين وجعلتهم يفقدون كافة ممتلكاتهم، ودمرت عشرات الآلاف من المساكن والدور السكنية في 16 ولاية.

وسارعت بعض الدول العربية وفي مقدمتها دولة قطر الخليجية في مد يد العون والمساعدة للسودان، بالإضافة إلى دول اوروبية وعربية أخرى ومنظمات اغاثية دولية واقليمية.

لكن حجم الدمار والاضرار الناجمة عن الفيضانات والسيول، تفوق وبشكل كبير ماتوصلت به الحكومة السودانية من مساعدات خارجية، ويحتاج إلى مجهود أكبر من طرف المنتظم الدولي ومنظمات العون والإغاثة للتدخل العاجل لمساعدة السكان بالماء والغذاء والمأوى وتوفير الحاجيات الأساسية للعيش.

يذكر أن السودان لايزال تحت الحصار لعقود طويلة من طرف الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها الأوروبيين، ماتسبب في تدهور البنية التحتية وعدم قدرته على تطوير منشآته المائية ببناء السدود وتوسيع روافد النيل الأبيض، وتحريك عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، التى تقف العقوبات عقبة كبرى في أي مسعى لتطور هذا البلد العربي المثقل بالنكبات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق