د. محمد التهامي الحراق يصدر “الأنوارُ لا تَتَزَاحَم”

صدر كتاب جديد للباحث المغربي والفنان الصوفي الدكتور محمد التهامي الحراق بعنوان “الأنوارُ لا تَتَزَاحَم..من أجلِ أُفقٍ تحريريّ بالدّين لا مِن الدّين”، عن “دار أبي رقراق للطباعة والنشر” بالرباط، وضمن سلسلة “مسارات في البحث”،  يندرج الكتاب الجديد ضمن مسار بحثي وفني وإعلامي يشتغل عليه المؤلِّف تحت اسم “الفكر الذاكر”؛ مسار يُعنى أساسا بقضايا الفكر الإسلامي المعاصر وأسئلة التدين الرّاهن من مدخل ثلاثية “العقلنة” و”الروحنة ” و”الجمال”.


يواصل الحراق مسار بحثه الحفري بفتحِ منحى آخر لترسيخ ما يدعوه بـ “الأفق الثالث”؛ أفق يريده مشترَكا إنسانيا روحانيا، ورحموتيا نورانيا، بين العقل والإيمان، بين السؤال والحال؛ بعيدا عن وَهْمَي القطيعة أو التلفيق بين أنوار الإسلام وأنوار الحداثة.

ووفق االمؤلف فإن هذا الكتابُ يأتي “ليشكّلَ لبنةً أخرى في مسار بحثنا عن علامات الأفق الثالث الذي يحرّرنا من إميَّةِ التعصب للدين أو ضد الدين، ومن إميّة التحرر من الدين أو إنكار الحرية، ومن إميَّة القطيعة أو التلفيق، موضحاٌ أن هذه الثنائيات/ الإميّات ليست سوى تفريعات جزئية عن ثنائية الإيمان والعقل، أو الدين والحداثة.

وبين الحراق أن هدف الكتاب هو التركيز على أهمية الحوار النقدي بين أنوار الإسلام وأنوار الحداثة، ودوره في تشكيل أفق مفتوح لتحرير الإنسان بالدين لا من الدين؛ وتابع ” ذاك الحوار الذي نستعير له من الميراث العرفاني عنوان (الأنوار التي لا تتزاحم)”.

وجاء الكتاب مُوزَّعا بين “مدخل” موسَّعٍ، أبرزَ فيه المؤلفُ المعالمَ المرجعية لأفق “الأنوار التي لا تتزاحم”، وفَصلين متكاملين، تضمن الأول دراسات ومقالات تُعمِّق معالم هذا الأفق؛ فيما الفصل الثاني عبارة عن حوارات معرفية موسِّعَة ومضيئة لتلك المعالم أجرتها مع المؤلفِ دة.سناء بن سلطن.

ومما ورد في الكتاب “ثم إن الرجوع إلى تاريخ الإسلام يجعلنا نقفُ على معالم وبذور وإرهاصات أنوار العقلانية والإنسية داخل الثقافة الإسلامية كما بيَّنّا، مثلما يُفضي الرجوعُ إلى تاريخ أنوار الحداثة إلى الوقوف على أنماط من الجهل العقلاني في هذا التاريخ. فقد عرفت الثقافة الإسلامية العنايةَ بالعقل والعلوم وتمجيد الإنسان والانفتاح الثقافي والنزوع إلى تحرير العقل في بحثه عن الحقيقة، مثلما عرفت أنوارُ الحداثة وامتداداتها أشكالا من قمع الحريات وإبادة الإنسان والحروب العالمية والاستعمارية. وقل العكس أيضا، عرف تاريخ الإسلام التعصبَ والقتل ومحاصرة الفلسفة والعقلانية، وعرفت أنوارُ الحداثة تحرير العقل من أشكال الوصاية الكهنوتية والتجبّر ضد العلم وحرية البحث. لذا، تقتضي “الأنوارُ التي لا تتزاحم” عقد قراءة تقرن بين ما يُحرِّر تاريخَ الإسلام من آفات محاربة العقلانية والإنسية والعلم، وبين ما يحرر تاريخ الأنوار الأوربية من آفات محاربة الدين والقيم الروحانية ومنابع تغذية الظمأ الأنطولوجي للمعنى”.

ويُذكر أن الكتاب الجديد يقع في 332 صفحة، وقدْ تصدَّرتْ غلافَ طبعتهِ الأنيقةِ لوحةٌ بهية لآية النور: “نورٌ عَلَى نُور” (سورة النور، الآية 35)، رسَمَهَا بإبداعيةٍ الخطاطُ الفنان محمد المصلوحي، وهو الكتابُ الثامن في لائحة أعمال محمد التهامي الحراق المنشورَة، والمُنْجَز الخامس الصادر عن “دار أبي رقراق” بالرباط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق