في لقاء صحفي.. الدكتور محمد الدرويش يبحث واقع العمل النقابي

 

تفاعلا مع احتفالات عيد الشغل لهذه السنة، وجه الأكاديمي والفاعل السياسي والمدني الدكتور محمد الدرويش نداءً إلى كل الاطارات النقابية المركزية والقطاعية من أجل تحديث طرق عملها ومرافعاتها ودفاعها عن الملفات المطلبية وعقد مؤتمراتها وتجمعاتها وطرق تواصلها، مبرزا المفارقة بين الأمس واليوم بشأن العيد الأممي للعمال، واصفا احتفالات ما بعد 2011 بلا طعم ولا لون، كاشفا الأسباب التي أدت إلى ذلك، داعيا إلى ضرورة تجديد العمل النقابي والحزبي، معربا بأن ” جيل اليوم ليس هو جيل الأمس “.

جاء ذلك خلال جوابه عن سؤال “اطلنيتك الظهيرة” فقرة أهمية المشهد السياسي بالمغرب والذي يديره الصحفي أحمد علوة بخصوص احتفالات عيد الشغل لهذه السنة، وذلك يوم الاثنين 5 مايو 2025.

وشدد الدكتور محمد الدرويش على أن عيد العمال لحظة للتذكير بحقوق العاملات والعاملين وتأكيد مطلب العدالة الاجتماعية والمجالية والأجرية وغيرها، مضيفا أنه لحظة لتذكير العالم بنضالات العمال دفاعاً عن حقوقهم، احتفالاً واحتجاجاً ضد الحكومة وضد الباطرونا.

وكشف الدرويش عن وجود مفارقة في العمل النقابي غيرت مغزى عيد الشغل منذ 2011 إلى الان، جعلت منه مجرد تجمعات نقابية جمعها أصحابها في مدينة من المدن وحضرها نقابيون وحزبيون وخطابات اختلط فيها النقابي بالحزبي وغاب عن بعضها الحس الوطني في التعاطي مع قضايا الوطن والمواطنات والمواطنين، معربا: “اننا أمام مضامين حزبية بلبوس نقابي في مجموعة من التجمعات بمضامين ترجمتها خطب وخطابات بعض المسؤولين الحزبيين والنقابيين.”

وحدد الأستاذ الدرويش أسباب ذلك في تزايد فقدان الثقة في العمل النقابي إما بسبب مواقف البعض وإما بسبب ضعفه، وضعف التأطير النقابي والحزبي للمواطنات والمواطنين بحيث لا تتجاوز نسبته اليوم 4% من الموظفين والمستخدمين، فضلا عن غياب الديموقراطية أحياناً والشفافية أحياناً أخرى وشيوع الزبونية والمحسوبية والانتقائية في طرح الملفات المطلبية والدفاع عنها في مجموعة من النقابات وتغليب الحزبي الضيق لدى اخرى في تعاملها مع المنتمين لها، بالإضافة إلى عدم قدرة مجموعة من المسؤولين النقابيين على تجديد طرق العمل والتواصل والاحتجاج والمرافعة دفاعاً عن الملفات المطلبية سواء لدى الحكومة أم لدى الباطرونا .

وفي الأخير نبه الدرويش إلى أن اتساع الهوة بين شيوخ ومسؤولي مجموعة من النقابات وبين شباب اليوم يؤدي إلى وجود هاته النقابات في عزلة وفي تراجع أعداد منخرطيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق