هل وقعنا في فخ التكنولوجيا؟
هل وقعنا في فخ التكنولوجيا؟هل سيطرت علينا حياة الأضواء وحب الظهور لدرجة اننا أصبحنا ننساق إلى الجرائم كما ينساق التابع خلف متبوعه دون تفكير وبالتخلى دائمًا عن إرادته؟ هل ما يزال هناك أمل في العودة إلى الحياة الطبيعية المنسجمة مع الذات؟
ما يحدث الأن هو خير دليل على أن الثورة الصناعية الثالثة وثورة التقنية هي المسيطر على العالم في الوقت الحالي وفي المستقبل. الشباب منشغل الأن عن الحياة الواقعية بالحياة الافتراضية. أصبح الانعزال هو سمة الحياة المعاصرة. الشاشات هي سيد الموقف والوهميات هي الأساس. أصبح من يعارض ذلك هو الجاهل الذي يقبع في براثن الجهل ويغوص في أعماق التخلف. صنعت التكنولوجيا الحديثة سور عازل بين الأباء والأبناء وبين أفراد البيت الواحد.
هيا بنا نتأمل حال البيت المصري الأن نجد الأب قد أمسك بهاتف نقال من الفئة القديمة وهو غير مهتم بالتغيير لأنه مشغول بقضاء وقته خارج المنزل مثلًا في القهوة أو في المواصلات أو حتى في العمل. الأم بطبيعة الحال منهكة في أعمال البيت أو ربما تعمل ووقتها مقسم بين المنزل والعمل ورعاية الأبناء حتى ولو كبروا وتجد في متابعة التلفاز وسيلة تسلية وترفيه لها وربما تمتلك هاتف حديث ولكنها ليست على دراية بالاستخدام الجيد له. أصبح المراهقون مدمنون لكل ما هو جديد بداية من مواقع التواصل الاجتماعى مرورًا بالألعاب الالكترونية المدمرة للعقل وصولاُ إلى برامج التسلية المبتذلة التي لا تحمل أي فائدة وتؤدي إلى تغييب العقل. أصبح الأطفال متطلعون للوصول إلى درجة من الاستقلال لكي يفعلوا ما يحلوا لهم وطبعًا من ضمنها الاستخدام الحر لأدوات التكنولوجيا الحديثة.
لماذا هذا التحامل على التكنولوجيا؟ هل التكنولوجيا ظالمة؟
ما يحدد ضرر الشي أو نفعه هو طريقه استخدامنا له. فالسكين أداة مفيدة طالما نستخدمها في المطبخ ومضرة عندما نستخدمها في القتل، والتاريخ حافل بأدوات مفيدة ومضرة في نفس الوقت. ولكن ما نراه الأن من استخدام التكنولوجيا الحديثة في أشياء مضرة هو جريمة أصبح يعاقب عليها القانون. ولابد من تطور القانون بتطور الزمن. فحذار أن نقع في الفخ ونغرق في متاهات الزمن.