الدعم بين ممنوح وغير ممنوح
منذ إحداث الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس كورونا، والذي كان مخصص لدرء تداعيات هذه الجائحة على القطاعات الحيوية والمهمة داخل البلاد، وكذا تخصيص جزء منه للمتوقفين عن مزاولة مهامهم مؤقتا، إضافة إلى المشتغلين في القطاع الغير المهيكل، والذي استبشرت به خيرا الأسر، وذلك لما سيخففه هذا الصندوق من التداعيات على الأسر خاصة تلك التي تشتغل في المهن الحرة.
كان الصندوق مخصصا لجميع الفئات، المسجل في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي و غير المسجلة فيه، فالفئة الأول المسجلة في الضمان الاجتماعي، كان من السهل تعويضها وذلك بتصريح رب العمل بالتوقف المؤقت أو النهائي عن العمل، ليتم تعويضهم من صندوق الجائحة، في حين كانت هناك فئة لم يتم التصريح بها رغم توقفها عن العمل، لتجد هذه الفئة تحت عتبة الفقر.
الفئة الثانية المشتغلة في القطاع الغير المهيكل والتي تملك بطاقة “الرميد”، كانت هي التي خصصت لها الجهات الوصية موقع تضامن، لإرسال الرسائل لتلقي الدعم بعد معالجة المعلومات الخاصة بصاحب الرسالة، ليكون هناك ممنوح من هذه الفئة وغير ممنوح، مما زاد من تأزم وضعية أغلب الأسر.
لتعيش فئة أخرى ليست مسجلة في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ولا تملك بطاقة الرميد، ولا دخل لها سوى بعض الدراهم اليومية إذا اشتغل رب الأسرة، وحينما تم استحداث فترة أخرى من الدعم لمثل هذه الفئة، تنفسوا الصعداءـ، لكونهم سيحضون بمدخول شهري ولو إلى حين، لمواجهة تداعيات فيروس كورونا المستجد، إلا أن هناك العديد من الأسر لم تستفد سواء في المرحلة الأولى أو الثانية، ومنهم من كان فقيرا فجاءت الكورونا لتزيده تفقيرا.
فالعديد من الأشخاص لم يصلهم الدعم المخصص للأسر المعوزة، نهيك عن تلك التي ليست من الفئتين ( المسجلين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، أو التي لديها بطاقة الرميد)، تعاني في صمت تام دون أن تجد حلا أو إعانات تسد حاجياتهم اليومية.
لتفتح الوزارة الوصية بعد العديد من الصرخات من هنا وهناك لأسر أرغمتها الجائحة على البقاء في المنزل دون عمل، فترة ثالثة وتضع موقع خاص بتلقي شكيات الذين تأخر عنهم الدعم، أو الذين يصلهم، ما أشعر العديد بالارتياح واستحسان هذه الخطوة، لكن معظم الذين وضعوا الشكاية قبلت بالرفض، بالرغم من أن أغلبهم لا عمل لهم.
إضافة إلى سكان البوادي البعيدة، الذين يعتمدون في معيشهم على الفلاحة، وتربية المواشي، ومنهم من يعيش بين مطرقة الفقر وسندان الفيروس القادم من الصين، فمن سيعوضهم إن لم يشملهم الدعم المخصص لمثلهم؟.
ففي تقرير أممي للأمم المتحدة يشير إلى أن عدد من المغاربة سيعيشون تحت عتبة الفقر، وذلك جراء تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لكونهم إما فقدين لعملهم، أو من أصحاب الدخل اليومي.
تخرج مظاهرات من هنا وهناك لأن العديد لم يتلقو الدعم ويتهددهم الفقر، فما بالك بمن هم فقراء وزادت الكورونا في تفقيرهم، فإن لم تقبل شكاياتهم فمن سيعوضهم؟
مراسل صوت المواطن -اسماعيل المالكي