الخريف

الخريف من احلى فصول السنة بالنسبة لى, فصل بحبه, فصل بحس ان دخلته فيها فرفشة, كإن كل حاجة بتحيا تاني, والشمس خفيفة دافية عليك, والهوا مزاج, الشجر بيتحرك فروعه تحس انها مبسوطة بتدلع, العصافير بتبتدى تجرى وتطير وتزقزق, الطيور بتبقى مليانة فى كل حته, والبحر تلاقيه بيقلب امواجه تناتيف بيضا على مرمى البصر, تحس كدا انه كله حياة, بيداعبه الهوا تحس ان فيه امل بيديلك حاجة حلوة, بيديلك ايجابية فى حياتك, بيخلى نظرتك للحياة ان الحياة فيها حياة..
الصيف حر خمول و كسل, بيجى الخريف بيزق كل ده, فجأة تلاقى بقى عندك نشاط وحيوية ايجابية..
الخريف كده تلاقيه متدلع بيناغشك يومه لطيف, وساعات تلاقى السما مليانة سحاب, وساعات تلاقيها صافيه زرقا جميلة زى حياة البنى ادم بالضبط, يومه بمووده هو يومه هو الحياة, هو المواسم بتاعت السنة كل ثانيه وساعة بحال, لو بصيت على كل ورقة شجر حتلاقيها بتتهز بطريقة, والوانها بتتلون بالألوان مره حمره مره صفرا مره نحاسي, لو بصيت على كل رفرفة عصفورة حتلاقيها بتطير مش بنفس الطريقة, كلهم بيطيروا علشان هى دى سنة الحياة, كله بيعيش بس كل واحد بيعيش بطريقه, كل واحد بيرفرف فى حياته بطريقة, كل واحد بتتهز مشاعره واحاسيسه بطريقة..
الخريف ليه دور فى حياة البنى ادم زى اى موسم تانى, لان هو جزء من حياتك, لما تلاقى الحياة فيها فرفشة وصاحي والجو جميل, حتلاقى نفسك صاحى مرتاح نوعا لو حتى عندك ضغوط, خصوصا ان ضغوط الحياة الايام دى بقت جامدة جدا وكتيرة اوى والناس كلها بتزعل وتتضايق واسس الحياة اختلفت واتهزت, والمبادىء اتغيرت, الصح والغلط مقاييسه مابقتش مفهومة, الاسس الاساسية اللى عاش بيها البنى ادمين الطبيعيين بقوا زمن قديم, والزمن الجديد طاغي, الاحساس بالتوافق ( التيونينج) وصل لاقل درجة
من الثوابت فى الحياة اللى ماتغيرتش هى المواسم او الخريف.. الخريف مااتغيرش يمكن الصيف طول يمكن الشتا قل وبقى اقسى, يمكن الربيع تداخل مع الصيف, انما فترة الخريف مااتغيرتش, تقديمها للشتا ماتغيرش, خروجها من الصيف ماتغيرش, هو هو نفس الاحساس..
الخريف ثابت على مبدأه, على احساسه اللى بيديهولك من الطبيعة, لان الطبيعة بتأثيرها هى اللى بتمد البنى ادمين بالإحساس مع الكون, كلها دورة واحدة بتمشى مع بعض بسيمترية ( بتشابه ) تديك الطاقة الايجابية تستقبلها صح او تستقبلها بالسلبية
اخاف فى يوم من الايام ان الناس تتقلب تبقى زى الروبوت, عايشه بتلقائية وسيستماتك فى حياتهم من غير ما يكون فيها احساس, واليوم بيتقَلب ويصحى تانى يوم ويعيش بنفس الطريقة ويعدى اليوم وخلاص, اللى هى العيشة للعيشة وليس للاستمتاع ولا للعطاء ولا الاحساس بالحياة
البنى ادم هو اللى بيتغير, لكن اللى من زمن الخريف زى الخريف ثابت على مبدأه, على عطاؤه, وعلى مده بالطاقة الايجابية للي بيقّدر ويحب طبيعة الخريف..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق