الزربية الأمازيغية بجبال الأطلس المتوسط

للحديث عن جبال الأطلس، لابد من ذكر التراث الأمازيغي الذي تزخر به هذه المناطق، فنجد على رأسها الزربية الزيانية والتي تعتز بها معظم نساء الجبل نظرا لقيمتها، بحيث يتطلب إنجازها أسابيع بل شهور عديدة من العمل الشاق لهؤلاء النسوة الصبورات اللواتي يكرسن من وقتهن وجهدهن ومخيلاتهن الكثير. نسوة يتواجدن بمختلف المناطق المحيطة بمدينة خنيفرة (القباب، آيت إسحاق ،مريرت، أجلموس، كهف النسور، تيغسالين … ).

صناعة الزربية الزيانية أو ما يسمى بالأمازيغية “تاميزارت” تتطلب ذكاء وقياسات دقيقة مثل الرياضيات. فنسج الزربية يشبه إنجاز التمارين الرياضية، حيث أن خطأ واحدا يكفي لإعادة كل شيء من الصفر، وبالنسبة لحجمها فهي تصل إلى ستة أمتار ويمكن صناعتها في شهر واحد فقط إذا اشتغلت عليها عدة نساء، وعند الإنتهاء منها في اليوم الأخير تقوم النساء بحفل صغير يبادلن صاحبة ”الزربية” التهاني.

في نفس السياق نجد أن البعض من هؤلاء النسوة يعرضن منتوجهن بالسوق الكبير للزربية بمدينة خنيفرة الذي يحظى بمكانة بارزة بالمغرب والذي يُعرف بتواجد أنواع كثيرة من الزرابي التي تخضع لعملية المزايدة، من الزربية الزيانية المعروفة بخطوطها الهندسية التقليدية، ومنافساتها مثل الزربية المرابطية القادمة من مريرت والمشهورة بجودة الصوف الذي تصنع به ومتانة عقدها.

بواسطة
حمزة أوغنيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق