جزائر الفشل.. حقد دفين وإعلام هجين !

ما شاهدناه في إحدى البرامج على قناة الشروق الجزائرية ، هو من ثمار الجهل السياسي والإنحطاط الإعلامي والأخلاقي والحقد الدفين تجاه الجارة الغربية “المغرب” ، حلقة ساخرة بلا طعم تفتقد للبصمة الفنية و الإبداعية ، وكأن منتجيها كمشة من المبتدئين ! بل أكاد أجزم أنهم كذلك.

أرى أن النجاحات الديبلوماسية للمغرب خصوصا في ما يتعلق بقضية الصحراء الغربية بدأت تصيب الجيران بالجنون والهثيان ، حيث بدأوا يتعاملون مع الموقف بهيستيريا من الدرجة الأولى ، كشفت اللثام عن حقيقة ما يسكنهم من غل وحسد وحقد ، هيستيريا قوية أخرجتهم من خانة المعقول إلى خانة الجنون وقلة الأدب !

تصرف قناة الشروق صبياني و طفولي لا يرقى إلى مستوى إعلام ينتمي لبلد له تاريخ وأمجاد كبلد المليون شهيد ، إنحطاط واضح بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، ويا ليت العمل كان يتسم بالإحترافية كأضعف الإيمان حتى نحترمه من جانب من الجوانب ، لكن مع الأسف الشديد إفتقد لكل شيئ ، سوى للتعبير عن الحقد والعقدة !

نحن كمغاربة لا نتفق مع العاهل المغربي في ملفات وقضايا داخلية عديدة ، ونحتج عليه دائماً للتدخل والإصلاح والتغيير للقضاء على الفساد والظلم الذي ينخر مؤسسات الدولة ، لكن هذا لا يعني أننا سنسمح لأية جهة خارجية أي كان إسمها أن تجعل الوطن ورموزه أضحوكة ، وإستغلال العداوة (التي هي من طرف واحد) للتهكم و السخرية و للتغطية على فشلها الذريع وعلى ما تعيشها من أزمات داخلية ومجاعة حقيقية وعجز واضح كعجز الرئيس السابق المعقود الذي حكم البلاد من غرفة الإنعاش وكأن البلد خالية من الرجال !.

فليعلم الإخوة الجزائريون الأعزاء على قلوبنا أن المغاربة الأحرار لازالوا يراعون حق الجوار وملتزمين بالأدب والأخلاق رغم أن حرية التعبير تسمح لنا أيضا بفعل الشيئ نفسه ، لكن بطريقة أكثر إحترافية لا بهذا المستوى الإبتدائي ، لما نمتلكه من متخصصين في مجال الفن الساخر ، لهم من القدرات ما يكفي لزلزلة عروش هؤلاء الحاقدين المرضى ! لكن لا نرضى لأنفسنا ذلك لأن التربية التي تلقيناها منذ نعومة أظافرنا على إحترام الجار تمنعنا من ذلك ، ثم لأننا منشغلون بقضيانا الداخلية ذات الأولوية.

نعم نحن مع حرية التعبير والفن ، لكن في نفس الوقت نحن نعي جيداً خلفيات هذا العمل اللّا فني وأهدافه ، فهو ردة فعل من الجنرالات الحاكمين الداعمين لهذا الجنون !

بواسطة
محمادي خراط - الناظور
المصدر
مقال الرأي يُنشر في الجريدة ويعكس في الأساس رأي الكاتب حول الموضوع الذي كتبه ولا يعبر بالضرورة عن صوت المواطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق