جدل واسع إثر وفاة مسن بمحطة للتلقيح .. ومديرية الصحة تدخل على الخط

عقب انتشار خبر استيراد المغرب لقاح فيروس كورونا، كثر القيل والقال، واختار المغاربة الانقسام إلى فئات عدة، بعضها يدعم الشروع في تلقي اللقاح المذكور، وبعضها ما وجد أبدا غير حياكة بعض الروايات المتعلقة بعملية التلقيح وما تحمله في طياتها من آثار جانبية، بل وتمادى بعض هؤلاء في إطلاق العنان لمخيلتهم والالتجاء إلى نظرية المؤامرة مؤكدين أن اللقاح يحمل أقراص تجسس، والبعض أكد أنه يحمل مواد تستهدف إنهاء حياة متلقيه، وزعم آخرون أنه يؤدي إلى العقم… الخ، في حين وجدت فئة أخرى أن الحل الأنجع للترفع عن الوقوع في مأزق الشك متمثل في التزام الحياد، فلا هي من أولئك ولا من هؤلاء، اختارت، هذه الفئة، الصمت إلى حين انجلاء الضبابية عن الواقع من حولها.

وفي ظل كل هذا وذاك، انطلق الترقب، وملأت التساؤلات المتعلقة باللقاح جل مواقع التواصل الاجتماعي، فهذا يشرح تجربته مع اللقاح، وذاك يؤكد سلامته بعد تلقيه الجرعة الأولى، وآخر يتساءل باهتمام عن الأعراض التي تلي الحقنة، وهكذا عمت النقاشات الأرجاء، ومعظمها تنحو نحو التشجيع على تلقي هذه الحقنة، وبذلك بدأ استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يتجه نحو اتجاه إيجابي كامن في تبادل المعلومة وإفساح المجال لتبادل التجارب والآراء.

بيد أن الأمور آلت إلى اتجاه آخر، بعد أن وافت المنية مسنا كان في طريقه إلى تلقي اللقاح بإحدى محطات التلقيح بإقليم خريبكة، وبذلك انطلقت بعض المنابر الإعلامية بالترويج لخبر وصفته المديرية الجهوية للصحة بجهة بني ملال خنيفرة بالخبر “المجانب للصواب”، تضمن الخبر المروج له مضامين تؤكد أن المسن قد توفي بسبب اللقاح، وهو الأمر الذي دفع المديرية سابقة الذكر إلى الخروج ببيان توضيحي تبين من خلاله ما قد جرى فعلا.

البيان جاء فيه: “توضيحا للرأي العام، فإن المديرية الجهوية للصحة، قامت فور تلقيها الخبر بمجموعة من التحريات على مستوى المندوبية الإقليمية للصحة بخريبكة اتضح من خلالها، أن الأمر يتعلق برجل مسن في عقده الثامن يقطن بمدينة خريبكة، قدم صباح يومه الاثنين 15 فبراير2021 إلى إحدى المراكز الصحية الحضرية حيث تجرى عملية التلقيح بمدينة خريبكة، وقبل ولوجه إلى المركز الصحي، سقط مغمى عليه خارج أسوار المؤسسة الصحية، ليتم نقله بوجه السرعة على متن سيارة الإسعاف، إلى المستشفى الإقليمي الحسن الثاني بخريبكة، لتلقي العلاجات الضرورية، بعد أن قدمت له الإسعافات الأولية من طرف طبيب المركز الصحي”.

وأردف البيان موضحا أنه و”بعد وصول الشخص إلى المستشفى الإقليمي، تمت معاينته من طرف الطاقم الطبي بمصلحة المستعجلات، الذي قرر نقله على الفور إلى مصلحة الإنعاش بسبب تدهور حالته الصحية، بحيث تطلب الأمر القيام بمجموعة من التدخلات الطبية لإنعاش القلب، من حقن وأوكسجين وتدليك قلبي، وهي التدخلات الضرورية في مثل هذه الحالات، إلا أن المنية قد وافته بالرغم من كل هذه المجهودات”.

وفي الختام، خلصت المديرية إلى أن “وفاة المعني بالأمر لم تكن لها أية علاقة لا من قريب من بعيد بعملية التلقيح، خاصة بعد أن أثبتت التحريات أن الرجل يعاني من أعراض مزمنة لمرض القلب والشرايين”.

بواسطة
مريم مبرور - صوت المواطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق