صناعة المعرفة الزائفة الشائعة!

نظم المعهد المغربي للدراسات والتنمية بشراكة مع كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية جامعة ابن طفيل بالقنيطرة ندوة علمية في موضوع “جهود الأمة في حفظ السنة” ، وذلك يومي 18 و19 شعبان 1444 الموافق ل 11 و 12 مارس 2023 في فندق أرفود بلاص بمدينة أرفود.

وقد تناول المشاركون بالعرض والدراسة والمناقشة جهود علماء الأمة في حفظ السنة تجاه الحملات المغرضة التي تستهدف أصولها والمصدر الثاني لبنيتها التشريعية، فالقضية تتعلق بمشكلة أو إشكالية المعرفة الزائفة كمصطلح في علم الاجتماع يصلح توظيفه هنا، لتفسير كثير من المقولات العارية عن المنهج العلمي. فإن أعداء الأمة يلقون بأفكار مشككة ومفندة؛ بناء على مناهج غير علمية، مثل ما يفعل الاستشراق المغرض بإعمال المنهج الإسقاطي والمنهج الإنتقائي  والمنهج التاريخي، وأُجمل هذه الطرق الشيطانية في تعبير واحد هو: (المنهج الإرجافي) بالمصطلح القرآني، والذي ذكر القرآن أساليبه وخططه في مواطن منها، حادثة الإفك المعروفة، وقذف أهل الصفة من الصحابة.

فالمرجفون في المدينة ينشرون المعلومة الزائفة بالكذب والبهتان ابتغاء الفتنة ونشرا للباطل وتقويضا للسلم الاجتماعي، ولتشيع الفتنة وتفشوالظنون والشكوك والفرقة ، أي ضرب المعنويات؛ (من إيمان وثقة وطمأنينة،وسلام)،”لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا”.

لقد سعت الاستهلاكية العالمية إلى القضاء على تراث الأمة ومصادره؛ ؛ إحراقا وإغراقا، فلما استعصى عليها النص الشرعي والنص التراثي، عملت على إبداع صناعة جديدة وهي إنتاج فقهاء جدد، ليس غرضهم القضاء على النص ولكن مهمتهم القضاء على روح النص ودلالاته الحقيقية عبر مناهج تأويلية، وقراءات جديدة، تحول النص إلى أداة استعمالية لصالح إنسان الاستهلاكية العالمية، التي بلغت بشرهها أنها ترغب في التهام كل شيء (المبنى والمعنى جميعا، ووجدت للأسف من بني جلدتنا من يحملون نهجها هذا. لذلك فقد آن الأوان أن نعي مستوى التحدي، ونجابه المنهج بالمنهج والتقنية بالتقنية، والتاكتيك بالتاكتيك، في سياق استرتيجية حفظ الدين لأجل العمران الحضاري.

وكفى من العروض التقليدية والتلقينية في إدارة المعارك الفكرية ،والأساليب العتيقة التي تجتر المعرفة القديمة فقط، ولا تقدم للناس سلاح المعرفة المنهجية، المحصنة للعقول والناسفة لكل خطط الإرجاف والتشكيك ونشر الفكر المنحرف، وإن من آفات تعليمنا المدرسي والجامعي افتقاده لمايسد هذه الثلمة والثغرة المنهجية.

بواسطة
د. محمد الحفظاوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق