مقابلة إعلامية عن بعد مع الدكتور سليم علوان الحسيني

يتشرف موقع جريدة “صوت المواطن”، باستضافة أمين عام دار الفتوى المجلس الإسلامي الأعلى في أستراليا، الدكتور سليم علوان الحسيني، في مقابلة إعلامية عن بعد.

أولا: سماحة المفتي، يحتفل الشعب المغربي في هذه الأيام بالذكرى الواحدة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على العرش، وقد تميز عهده بمجموعة من المبادرات التي تروم تأهيل الحقل الديني، فكيف تنظرون إلى هذه المبادرات؟

الجواب:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى جميع إخوانه النبيين والمرسلين وعلى ءاله الطيبين وصحبه الميامين وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

في البداية، أوجه الشكر لجريدة “صوت المواطن” المغربية على إتاحة هذه الفرصة للتواصل مع متابعيها في المغرب وخارجه، واسمحوا لي في هذه الأجواء المفعمة بالفرحة والسرور التي تواكب احتفالات الشعب المغربي الشقيق بالذكرى الواحدة والعشرين لتربع جلالة الملك محمد السادس حفظه الله على عرش المغرب أن أرفع إلى مقام صاحب الجلالة والمهابة، خالص التهاني وأطيب الأماني، راجين من العلي القدير أن يحفظ جلالته ويديم عزه ويكلل جهوده في تعزيز قيم الوسطية والاعتدال بالنصر والسداد.

وقد تمثل ذلك في اتخاذ المملكة عقد الأشعري وفقه مالك وطريقة الجنيد السالك شعارا ومسلكا وهو عامل انسجام وصمام أمان وحصنا من فساد الاعتقاد ومواجهة للتطرف والتعصب المذموم وهو حماية للشباب من الأفكار الهدامة وقد رسّخت هذا المبادرة عوامل عديدة موغلة في التاريخ تمتدّ إلى عهد الفتح الإسلامي المبكر. لم تلبث أن تجذّرت عن طريق علماء أعلام وفقهاء كبار ارتووا من المنبع الصافي العذب وتلقوا عن عالم المدينة وتلاميذه حيث التفّ بهم أبناؤها وجعلوهم قدوتهم وأسوتهم.

وما المجالس الحسنية التي تقام في شهر رمضان المبارك حيث يدعى العلماء من كافة الأقطار واجتماع المسلمين حولهم لسماع ما ينفعهم إلا دليل على التمسك بالمبادرات الخيرة التي توطد وترسخ مفهوم المشي على خطى أهل البيت المكرمين. وهي تعتبر من المبادرات الدالة على التمسك بتعاليم ونهج أهل البيت الذي ينتمي إليه صاحب الجلالة.

ثانيا: كيف واكبت دار الفتوى الأسترالية انتشار فيروس كورونا المستجد؟

الجواب:
كما هو معلوم في ظل انتشار فيروس كورونا والمخاوف من توسعه بشكل أكبر، اتخذت معظم دول العالم إجراءات قاسية للحد من انتشاره، هذه الإجراءات لم تقتصر على النواحي الاجتماعية والثقافية بل تخطتها الى الشعائر الدينية، إذ أغلقت المساجد ومراكز العبادة وحتى المدارس والجامعات في أستراليا .

ولقد كان لدار الفتوى دور الموجه والمرشد والحث على اتباع القوانين المرعية في هذا البلد وذلك للحد من انتشار الأمراض وهذا لا ينافي التوكل على الله إذا الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل.

كما قامت دار الفتوى بتوزيع المعونات الغذائية على المتضررين بسبب الركود الاقتصادي، ومن جانب آخر توجهت دار الفتوى إلى وسائل التواصل الاجتماعي فعقدت الندوات المحلية والإقليمية وحتى الدولية للاطمئنان وللتشديد على التواصل والتشاور وتبادل الآراء.
وعلى صعيد آخر كانت الدروس والتوجيهات تبث بشكل شبه يومي على منصات التواصل الاجتماعي وذلك للتأكيد على مبدأ التعاون على البر والتقوى وسعيا إلى التناصح والدعوة إلى الله بالموعظة الحسنة. كما تابعت دار الفتوى تقديم الفتاوى التي يحتاجها الناس في ظل بزوغ هذا المرض.

ثالثا: ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه علماء التصوف زمن الأزمات والابتلاءات؟

الجواب:
طالما كان للصوفية الصادقين الدور الأكبر في الإرشاد والتوجيه وتوضيح المسائل الفقهية والتربوية والسلوكية المرتبطة بالحالة التي يعيشها الناس في أرجاء المعمورة، إذ هم السبيل الوحيد لتقفي درب الصالحين والاستدلال على ما ينفع المسلمين في هذه الظروف الصعبة.

ومن شأن الصوفية الصالحين تقديم الفتاوى الموافقة لشرعنا الحنيف وتوجيه الناس إلى الطريقة الصحية في ممارسة العبادات التي تترتب على المسلم خصوصا في زمن الأزمات والابتلاءات وانتشار الأمراض والأوبئة.

ومع الأخذ بعين الاعتبار بأن هذا المرض عمّ وتوسع ليشمل المسلمين وغير المسلمين، وعملا بالتوجيهات النبوية الشريفة بإعطاء أفضل صورة للمسلمين، حيث إن المسلم من شأنه أن يحب الخير للناس جميعا للمسلم ولغير المسلم، فكيف بالصوفي الذي صفا قلبه.

عبد العزيز أغراز مع الدكتور سليم علوان الحسيني

مرة أخرى باسم دار الفتوى وما تمثل من جمعيات خيرية وتربوية وتعليمية منتشرة حول أستراليا نتقدم إلى صاحب الجلالة سليل العترة النبوية الشريف والحكومة والشعب المغربي الشقيق بخالص التهاني سائلين المولى عز وجل أن يحقق على أيدي صاحب الجلالة ما ينشده لهذا الوطن من رفعة وسؤدد وازدهار، وأن يعيد هذه الذكرى وأنتم ترفلون في أثواب الصحة والعافية. ولا أنسى أن أقدم الشكر الجزيل لصاحب الجلالة على ما قدمه من معونات ومساعدات إنسانية وطبية لأهلنا في بيروت الحبيبة.

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبرماته.
    إنه لمن دواعى السرور لى ان أكتب هذه السطور تقديرا للمجهودات التى يبذلها كل من الشيخ الفاضل سليم علوان فى استراليا و مجلة المواطن فى المغرب . أسال الله ان يرفع عنا الوباء و البلاء ويرفغ عنا جائحة كورونا إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير.

    اللهم إنى اعوذ بك من البرص و الجنون والجذام ومن سيئ الأسقام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق