أزيلال.. افتتاح الندوة الدولية للطريقة البصيرية

تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، وبمناسبة الذكرى الثالثة والخمسين لانتفاضة “سيدي محمد بصير” التاريخية بالعيون، انطلقت صباح اليوم الإثنين 24 يوليوز 2023، أشغال الندوة العلمية الدولية التي تنظمها مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام حول موضوع “التشريع الرباني وقضايا المرأة في ضوء التحديات المعاصرة”، وذلك بمقر الزاوية البصيرية ببني عياط بإقليم أزيلال  بالمملكة المغربلية بحضور والي جهة بني ملال خنيفرة، وعدد من المسؤولين، وعلماء وباحثين مغاربة وأجانب، إضافة إلى جمع غفير من مريدي وطلبة الزاوية البصيرية من المغرب وخارجه.

واستهلت الجلسة الإفتتاحية التي ترأسها الدكتور عبد المغيث بصير، رئيس المجلس العلمي المحلي لمدينة برشيد، بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، من طرف الدكتور شهاب الدين فرفور أوغلو من تركيا، تلاها الاستماع إلى النشيد الوطني.

وفي كلمته، رحب شيخ الطريقة البصيرية مولاي اسماعيل بصير بالمشاركين والحاضرين، مذكرا بسياق تنظيم هذه الندوة المتمثل في تخليد ذكرى انتفاضة المقاوم محمد بصير، وذكرى اختفائه القسري، وطالب الدولة الإسبانية بحل ودي لكشف الغطاء عن القضية.

وثمن مجهودات الملك محمد السادس لنصرة قضية الصحراء المغربية، لافتا إلى ثمار تلك الجهود المتجلية في اعتراف العديد من الدول بمغربية الصحراء.

كما ندد باستغلال البوليساريو لقضية المجاهد محمد بصير وتوظيفها زورا وبهتانا للترويج لأطروحتها الانفصالية، رغم أنه اختفى ثلاث سنوات قبل تأسيس البوليساريو.

ونوه بالعناية الشاملة التي يوليها أمير المؤمنين للمرأة، مذكرا بإشراف جلالته الفعلي على اصلاح مدونة الأسرة، وإنشاء وزارة التضامن الاجتماعي والأسرة.

وأكد أن التشريع الرباني حصن حقوق المرأة وكرمها، منبها إلى وجود فئة تريد فرض رؤيتها المعادية للدين والتقاليد الخالدة للمجتمع المغربي، وذكر بأن المملكة المغربية بلد مسلم، بحكم الدستور، مشيرا إلى تأكيد الملك محمد السادس بصفته أميرا للمؤمنين بأنه لن يحرم حلالا ولن يحل حراما.

وأوضح أن مؤسسة الزواج أصبحت قليلة، معبرا عن رفضه الشديد لدفاع البعض عن العلاقات الرضائية والمثلية، كما دق ناقوس الخطر بعد بلوغ عدد حالات الطلاق في مجتمعنا 800 حالة في اليوم، متأسفا لبروز الجرائم الجنسية، مما يهدد وجود الأسرة.

ودعا أهل العلم المتخصصين إلى تناول قضايا المرأة بالأدلة والبراهين، منددا بالذين يتهمون الشارع الحكيم بالتحيز للرجل، واقترح الشيخ دفاعا عن كيان الأسرة، تكوين المقبلين على الزواج ، وتفعيل مؤسسة الوساطة الأسرية.

ومن جانبه قدم الدكتور العلامة محمد الروكي، رئيس جامعة القرويين سابقا، عضو المجلس العلمي الأعلى، رئيس لجنة الافتاء بالمجلس العلمي الأعلى، مداخلة بعنوان “علاقة المرأة بالرجل في التشريع الرباني”، ثمن في بدايتها وظيفة الزوايا بالمغرب، عموما والزاوية البصيرية خاصة في خدمة الإسلام والمسلمين منوها بتكوينها مريديها على العلوم الشرعية.

ونوه العلامة الروكي باختيار الموضوع، مشيرا إلى وجود تكالب على الأسرة المسلمة، وسعي البعض إلى فسخها، ومسخ القيم، وصولا الى نسف الإسلام نهائيا، وأكد أن المغاربة منذ القديم آمنوا بالإسلام عن قناعة.

وأبرز أن القرآن والسنة أصلان للدين، قد بينا طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، موضحا أن التشريع الإسلامي في الإرث، قد فضل المرأة على الرجل في كثير من الحالات، مؤكدا على أن التشريع الرباني أنصف الرجل والمرأة معا، ولفت إلى أنه لم يفرق بين الرجل والمرأة إلا في الخصوصيات الفطرية.

وأضاف أن الله تعالى أعلم بما يصلح للمرأة والرجل، وقدم ثلاثة مظاهر لعلاقة الرجل بالمرأة في التشريع الرباني، أولها أن العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة تمثل

اكتمالا للحقيقة الآدمية بالزواج الشرعي، القائم على التعايش والتناسق على شرع الله، ثم الانجاب لتكثير سواد المسلمين، وندد بالعلاقات الرضائية، مبينا أن الله تعالى حرم الزنى حتى لا تختلط الانساب وتضيع الأرحام.

ووفق الروكي المظهر الثاني يتجلى في تخويل القوامة للرجل، مضيفا أن الأنوثة تعد عذرا شرعيا في بعض الأحكام مستدلا بقوله تعالى “الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم وبما انفقوا من اموالهم”.

وحسب الرئيس السابق لجامعة القرويين فإن المظهر الثالث يتمثل في التعاون في إقامة الدين وتربية الأولاد، موضحا أن الأسرة مجتمع مصغر.

وبدوره تحدث الشيخ عبد الهادي الخرسة، شيخ الطريقة البصيرية الدرقاوية ببلاد الشام، عن “المرأة والأحاديث النبوية الموهمة للتقليل من شأنها”، وبين الموضوع من تلك الاحاديث، موضحا المعنى المراد من الصحيح منها.

ومن جانبها أكدت الدكتورة ماء العينين سعداني، عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية وناشطة حقوقية دولية، في كلمتها التي تمحورت حول “معاناة النساء بمخيمات تندوف انطلاقا من حياتي الشخصية”، أبرزت المعاناة التي لاقتها عائلتها على يد ميليشيات البوليساريو وتعذيبها لأبويها، وعبرت عن امتنانها للملك محمد السادس على كل ما قدمه للمرأة من حقوق اقتصادية وسياسية واجتماعية، ونبهت إلى وجود مأساة إنسانية في مخيمات تندوف ، مؤكدة أن المرأة الصحراوية تتعرض لمعاناة كبيرة هناك.

وقالت إن البوليساريو تزور تاريخ المقاومة الصحراوية وتزوير تاريخ مقاومة محمد بصير، مشيرة إلى أن المحتجزين في تندوف فقدوا الأمل، في ظل المتاجرة بمعاناتهم، لتحقيق غايات قيادة البوليساريو والجزائر، واستمرار مأساة تشتيت العائلات الصحراوية.

يذكر أن هذه الجلسة عرفت تكريم الطلاب الناجحين في البكالوريا بمدرسة الشيخ سيدي ابراهيم البصير الخاصة للتعليم العتيق، وعرض ربورتاج بالمناسبة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الندوة العلمية الدولية تميزت بمشاركة وفود من من المغرب والسينغال ومصر وليبيا وتونس وفلسطين والعراق ولبنان والنيجر وباكستان وبريطانيا وايطاليا وسوريا وجنوب افريقيا وبلجيكا وفرنسا وأمريكا والدنمارك ومالي وتركيا، موريتانيا والصومال، وتميزت بتغطية إعلامية مهمة من وسائل الإعلام المحلية والوطنية والدولية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق